﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾
المراد بالمضطر في الاية المباركة هو الإمام المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )
وذلك لوجهين:
الوجه الأول: الروايات الصحيحة والمعتبرة تفسر لنا الآية..
عندنا معتبرة محمد بن مسلم عن الباقر ( عليه السلام )
وعندنا رواية عقبة بن صالح عن الصادق ( عليه السلام )
وموجودة عندنا هذه الروايات في تفسير القمي وفي البحار في غيرها..
عن الباقر عليه السلام :
سألته عن تفسير هذه الآية:
﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾
قال: ( إنها نزلت والله في قائم آل محمد..
هو الله المضطر..إذا خرج صلى خلف المقام وتضرع إلى ربه فأجاب الله دعاءه فلا تُرد له راية أبدًا وكشف عنه السوء وجعله خليفة له )
إذًا الرواية تقول بهذا التفسير..
الوجه الثاني: في الآية قرينة على أن المراد بالمضطر هو الإمام..( عجل الله تعالى فرجه )
لماذا؟ لأن الآية في ذيلها قالت:
﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ﴾
نلاحظ هذا التعبير ﴿وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ﴾
القرآن فيه تعبيران:
تعبير ﴿خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ﴾
وتعبير «خليفة الأرض»
فرق بين خليفة في الأرض..وخليفة الأرض..؟
ما هو الفرق بينهما؟
عندما نقول ( الإنسان خليفة في الأرض )
كل إنسان بمقدوره القيام بهذا الدور..
دور الخلافة في الأرض..كل إنسان يستثمر الأرض يستثمر الطبيعة طبقًا لقوانين السماء..
هذا الإنسان خليفة في الأرض لأنه استثمر الأرض على ضوء قوانين السماء..هذا يعتبر خليفة في الأرض..
أما ( خليفة الأرض ) أعظم من هذا..!؟
خليفة الأرض الذي يسيطر على الأرض كلها
هذا يسمى خليفة الأرض وليس خليفة في الأرض..
خليفة الأرض هو الذي تخضع له الأرض كلها بتمامها..الأرض بكنوزها ومعادنها وبركاتها تخضع له..
هذا يسمى خليفة الأرض ليس فقط خليفة في الأرض..
والقرآن استخدم التعبيرين..
القرآن عندما خاطب آدم قال:
﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾
عندما خاطب النبي داوود عليه السلام..
﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ﴾
ولكن عندما جاء يخاطب أمة النبي محمد ( صلى الله عليه واله )
لم يقل: ﴿خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ﴾
قال: ﴿وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ﴾
إذن أمة النبي وُعدت من قبل الله عز وجل بخلافة الأرض كلها وليس خلافة في الأرض..
الخلافة في الأرض قام بها داوود وآدم وغيره..
أمة النبي وُعدت بشيء أكبر من هذا وُعدت بخلافة الأرض..أن تكون لها الأرض كلها ببركاتها ومعادنها وكنوزها.