عندما نبحث في الأحاديث المختلفة الصادرة عن المعصومين عليهم السلام نستنتج أنَّ الأعمال كلَّها مع في فيها من الأهميَّة والاعتبار فهي في قبال الانتظار قليلة المستوى حيث أنَّ الانتظار هو:
أفضل الأعمال)
بل جميع الأعمال العبادية مع ما لها من القدسيَّة والروحانيَّة فهي ليست راجحة على الإنتظار حيث أنَّه (أفضل عبادة الأمَّة)
والجدير بالذكر أنَّ هذه العبادة أعني الإنتظار قد دخلت في ساحة أهمّ العبادات وهو الجهاد في سبيل الله وصار (أفضل جهاد الأمة) كما في الحديث التالي الصادر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم حيث قال
(افضل جهاد أمتي انتظار الفرج)
ومن زاوية عرفانيَّة فللانتظار أيضاً مستوى رفيع من العرفان والروحانيَّة حيث صار (أحبَ الأعمال إلى الله) حتَّى وصل المنتظر إلى مستوى الشهيد في سبيل الله
.. قال أمير المؤمنين عليه السلام انتظروا الفرج و لا تيأسوا من روح الله فان احب الأعمال إلى الله عز و جل انتظار الفرج .... و المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله).
. بل هناك أحاديث تؤكِّد على أنَّ (انتظار الفرج من الفرج) بل (انتظار الفرج من أعظم الفرج).
(عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال سألته عن شئ من الفرج فقال أليس انتظار الفرج من الفرج إن الله عز و جل يقول فانتظروا إني معكم من المنتظرين)
. وهذا المعنى من الانتظار أعنى انتظار الفرج قد أكتسب قسطاً من القدسية
والاعتبار بحيث صار من علائم الإخلاص الحقيقي
والتشيُّع الصادق ومن مميزات الدعاة إلى دين الله سراو جهرا وقد ورد في الحديث
(..أولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا.)
اللهم عجل لوليك الفرج واجعلنا من المنتظرين...
المصدر
1ـ بحار الأنوار ج 10 ص 99 رواية 1 باب 7 و ج 52 ص 122 رواية 2 باب 22
2 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 122 رواية 3 باب 22و ج 52 ص 125 رواية 11 باب 22
3ـ بحار الأنوار ج 77 ص 143 رواية 1 باب 7
4 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 123 رواية 7 باب 22
5 ـ بحار الأنوار ج52 ص128
6ـ بحار الأنوار ج 36 ص 387 رواية 1 باب 44