بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ان عشق انتظار ظهور المصلح.. امر يرتبط باعماق الانسان, وهو يتعامل معه بطريقين, هما العقل والعاطفة.. فهو يسمع نغمة هذا الظهور عن طريق لسانين هما العقل والفطرة. وعشق الجمال وعشق الخير والفضيلة. اي عشق التكامل الانساني, فعشق التكامل شعلة تضيء انحاء وجود الانسان, فهو يريد العلم بالمزيد, ويرى المزيد من الجمال, وينفتح على الكثير من الفضائل, ويسعى لتوفير كل ما يقوده الى الرقي والازدهار.
وكيف لا يكون للانسان مثل هذا الانتظار وحب التكامل يستوقد في جميع احشائه, وهل يتكامل المجتمع البشري دون ذلك؟, ان هذا الشعور الباطن يساور حتى من لم يعش حالة الاحباط والانكسار في حياته.
ان حب التكامل وحب السلام والعدل وسيلة لبلوغ هذا الهدف العظيم, وهي بمثابة ماكنة قوية تحرك عجلات وجود الانسان في هذا الطريق وتساعده في الوصول الى عالم مليء بالعدل والسلام.
وان هذا العشق الانساني وسيلة تقرب الانسان من الهدف الانساني، وهو دليل على وجود المعشوق وهدفه.. كما ان غبطته ورغبته بالماء دليل على وجود الماء.. وقد اودع عالم الخليقة العطش في وجوده.
ونخلص من هذا الى ان انتظار الانسان للمصلح العالمي الذي يملأ العالم بالعدل والسلام دليل على امكانية وعملية ذروة هذا التكامل في المجتمع البشري, فعشقه وانتظاره في اعماق الروح........, وعمومية هذا الاعتقاد في المذاهب والمدارس كافة علامة على اصالته وواقعيته, لأن الشئ ان كان وليد شرائط معينة ومحدودة, لا يمكن ان يخطئ بهذه الشمولية, فليست هناك من شمولية سوى للقضايا الفطرية, وكل هذه الامور دليل على ان هذه النغمات تعرف في روح الانسان عن طريق لسان عاطفته وفطرته في ان الامر سيؤدي الى ارساء العدل والسلام في حكومة العدل العالمية من جانب المصلح العالمي.
ولكن هل الايمان بالظهور يجعل الانسان غافلا عن اوضاعه القائمة ومستسلما للظروف والشرائط كافة؟ فاسحا المجال لمثل هذا الايمان ان ينشر جوانبه السلبية في شل القدرات الاجتماعية والقضاء عليها؟
وهل يدع الانسان معرفة الماضي بحجة انها من الماضي, ام انه يأخذ من الماضي ويستشرف المستقبل من اجل اليوم, فيأخذ من هذا اليوم ليبني المستقبل؟
وبما ان الانتظار لا يتحقق هو وما يليه الا مستقبلا, قريبا او بعيدا.. فلا بد من الاستعداد مع هذا الانتظار للمستقبل وتوفير كل وسائل الاستقبال المناسبة له..
وبما ان ما يأمله المنتظر هو نهضة وثورة هي من اوسع واعظم جميع النهضات البشرية طيلة التاريخ .. نهضة عامة تشمل جوانب حياة البشرية, سياسية وثقافية واقتصادية واخلاقية.
وعلى ما تقدم فانتظار المصلح العالمي يعني ان يتأهب الانسان فكريا. وان يرفق تأهبه هذا بتأهب اخلاقي ومادي ومعنوي تام.