كراهية الموت :
إن كثير من البشر يكرهون الموت ويحبون الحياة والسبب فى الكراهية هو خوف هؤلاء البشر من دخول العذاب بسبب ما فعلوه فى حياتهم من ذنوب ولذا تجد هؤلاء يتمنون لو عاش أحدهم ألف سنة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة:
"ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر "
ويخطىء الناس عندما يطلقون على الخوف على مصير الأهل والأصحاب إذا مات الإنسان اسم كراهية الموت فتأمين الأولاد والأهل وغيرهم من جانب المفكر فى الموت ماليا ليس كراهية للموت وإنما تقوى وفى هذا قال تعالى بسورة النساء:
"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ".
وأما كراهية الموت وحبه فطبقا للقول المأثور تكون عند حضور ملك الموت للقبض فالكافر يكرهه لأنه يرى النار والمسلم يحبه لأنه يرى الجنة ففى سنن ابن ماجة :
" عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ». فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَرَاهِيَةُ لِقَاءِ اللَّهِ فِى كَرَاهِيَةِ لِقَاءِ الْمَوْتِ فَكُلُّنَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ : « لاَ إِنَّمَا ذَاكَ عِنْدَ مَوْتِهِ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَمَغْفِرَتِهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَإِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ».