TODAY - 20 July, 2010
أحمد شوقي .. عالي الجاه
اللَّيثُ مَلْكُ القِفارِ... وما تضمُّ الصًّحاري
سَعت إليه الرعايا... يوماً بكلِّ انكسار
قالت : تعيشُ وتبقى... يا داميَ الأَظفار
ماتَ الوزيرُ فمنْ ذا... يَسوسُ أَمرَ الضَّواري؟
قال : الحمارُ وزيري... قضى بهذا اختياري
فاستضحكت ، ثم قال :... «ماذا رأَى في الحِمارِ؟»
وخلَّفتهُ ، وطارت... بمضحكِ الأخبار
حتى إذا الشَّهْرُ ولَّى... كليْلة ٍ أَو نَهار
لم يَشعُرِ اللَّيثُ إلا... ومُلكُهُ في دَمار
القردُ عندَ اليمين... والكلبُ عند اليسار
والقِطُّ بين يديه... يلهو بعظمة ِ فار
!فقال : من في جدودي... مثلي عديمُ الوقار ؟
أينَ اقتداري وبطشي... وهَيْبتي واعتباري؟
فجاءَهُ القردُ سرّاً... وقال بعدَ اعتذار:
يا عاليَ الجاه فينا... كن عاليَ الأنظار
رأَيُ الرعِيَّة ِ فيكم... من رأيكم في الحمار!