الوفاء من شيم الروح العالية والتحلي بالصدق والامانة وهي فطرة هباها الخالق لمخلوقه
ذات ليل مقمر ذهب سعد لرحلة صيدة اللتي تاخذ معه الثلاث ايام بلياليها
وكان يصحب صقره اللذي دربه على الصيد والطاعة وكان كلما طلقه لفريسته عاد اليه غانما بجدي او ارنب اصطاده
وعند اليوم الثاني ضل سعد الطريق والاوبة الى دياره وبعد منتصف النهار نضبت المياه اللتي كانت يحملها معه في رحلته
وعند المساء وقع عينه على صنبور ماء ينبع من بين الصخور وفرح فرحا شديدا وعادت له بسمة الامل بالحياة الى ان يفرج عنه كربه
وجلس بجوار الجوض كي يشرب واخذ الماء بكفيه الى فيه ولكن الصقر كان اسرع حركة من صاحبه واخذ بجناحه ضربة علي يدي االرجل واندفقت المياه
فتظر سعد الي صقره وهو يحلق حوله في حركة غير ارادية وملا سعد كفه بالماء ولكن القر يكرر معه المشهد فلقد اغطاظ غيظا شديدا ومسك بحسامه بجانبه وعنده اتى اليه الصقر مندفعا كالسهم اللذي انطلق من قوسه
فما كان من سعد ان امتشق سيفه وطار براس الصقر بعيدا وعندها صعد الحجر وفي اعلى الجبل بركة مملوءة بالماء ولكن ثعبان سام ميت بداخلها
فعرف سعد بان صقره كان وفيا له كي لا يشرب من الماء المسمم وندم اشد التدم على فعلته
وفي صبيحة اليوم الثالث عاد سالما الى اهله
وبعد يومين فكر سعد بان يصطحب زو جته الى البر في رحلة صيد قصيرة
وتركوطفلهم الصغير نائما في نومة عميقة وتركو معه الكلب ليحرسه من الاخطار
وعند منتصف النهار عادوا الى البيت اذ يفاجاهم الكلب ووجهه ملطخ بالدماء فعرف سعد بان الكلب غدر بصغيرم واكله
ولكن لم يستنى ثوان الا ارداه بطلقة نارية قتيلا يتضمخ في دمائه وجرى مهرولا وتسبقه الام الى داخل المنزل لكي يتحسسوا من بقابا طفلهم اذا وجدت
ولكن يا لهول المفاجاة اذ بذئب يسبح في دمائه والطفل يغص في نومة عميقة
ولكن سعد للمرة الثانية يحس بالندم والاسف وحكمه المتسرع
لوفاء الصقر والكلب ولله في خلقه شئون