يوم في الريف
استقليت القطار عند الرابعة صباحا قاصد ذلك الريف الهادي الوديع
مابين الخضرة والماء والنسيم المنعش يحرك غصون الاشجار يحركها
يمنى ويسرى وكانه يلاعب اوراق الشجر
ما ان انبلجت شمس الصباح من خلف الغابات الخضراء اللتي يعشعش
بها الطير وهو ياتينا ذرافات من كل الاتجاهات مصفقا بكلتا جناحيه
وكثيرا ما لفت انتباهي هي خوار البقر ممزوج بصهيل الخيل وتيعر الشاة
ونهيق الحمير ونباح الكلاب اللذي كاد يطفوا على صوت الديوك وصوت الاطفال
تنادي لبعض من البعد والنساء يحلبن اللبن ويجهزن افطار الصباح على لهب هادئ
وتاتين باكواب الشاي وهم مجتمعون امام منزل كبير القرية
وشعرت اني في عالم اخر مابين الطمئنينة وراحة النفس وبشاشة الوجه
الكل يكدح بالعمل بين المروج الخضراء وسلسبيل الماء اللذي يجري بالجداول
لكي يسقي تلك الحقول الخضراء مع صوت خرير الماء صوت الطيور وهي تغرد
مابين غصن واخر وياله من يوم محفور بذاكرتي من اهل الريف
والسماحة والشهامة والنخوة والطيبة