خلال حملة الإنتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2016، دعا دونالد ترامب الشركات المصنعة الأمريكية لصنع منتجاتها في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا كان مصدر إزعاج لدونالد ترامب لسببين. ليس فقط بسبب أن عمال خط التجميع في الولايات المتحدة الأمريكية لا يستفيدون من الإنفجار في مبيعات الأجهزة المحمولة، وإنما أيضا بسبب أن المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية يدفعون في الواقع رواتب العمال الأجانب عندما يقومون بشراء الهواتف الذكية مثل iPhone و Galaxy على سبيل المثال لا الحصر.
هذا بالفعل أثار إهتمام شركة آبل في الصيف الماضي، لذلك فقد تردد بأنها تحدثت مع كل من Foxconn و Pegatron بشأن تجميع هواتف iPhone في الولايات المتحدة الأمريكية. في حين تردد بأن شركة Foxconn وافقت على مساعدة آبل في الخدمات اللوجيستية من أجل مثل هذه الخطوة، فقد قيل بأن شركة Pegatron رفضت الفكرة بسبب أن التكاليف المترتبة عن مثل هذه الخطوة ستكون باهظة.
ووفقا لتقرير جديد صدر هذا الأسبوع، فهناك الكثير من الشركات الصينية الموردة للمكونات لشركة آبل التي رفضت هذا المقترح وأكدت لشركة آبل أنها لن تقوم بنقل عمليات الإنتاج إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بين هذه الشركات نذكر شركة Lens Technologies والتي توفر العدسات الزجاجية لشركة آبل. وتقول الشركة بأنها تشعر بالقلق إزاء الحاجة إلى دفع أجور أعلى، وتنص على أن العمال الأمريكيين لا يمتلكون مرونة كبيرة عندما يتعلق الأمر بمطابقة مواعيد العمل مع الطلب على منتجات الشركة. وقد قامت شركة Lens Technologies بموازنة تلك السلبيات ضد تكلفة الطاقة والأرض الرخيصة.
عموما، قامت شركة آبل بإنشاء نظام في الصين مع الشركاء الموردين للتواجد بالقرب من المصانع المملوكة من قبل Foxconn و Pegatron. ونقل عملية الإنتاج إلى الولايات المتحدة الأمريكية من المحتمل أن لا يسمح لشركة آبل بتطبيق نفس نظام سلسلة التوريد. الشركات المصنعة للمكونات ستواجه مشاكلها الخاصة أيضا. فالمكونات المعدنية التي يتطلب الأمر تصنيعها 10 أيام في الصين، يمكن أن تستغرق فترة تصل إلى شهر واحد في الولايات المتحدة الأمريكية نظرا لعدم توفر كل ما يلزم للمساعدة في إنتاج المكونات.
وقد وعد دونالد ترامب برفض رسوم جمركية تبلغ نسبتها 35 في المئة على المنتجات مثل iPhone التي يتم تصنيعها في الخارج والتي يتم شحنها إلى الدولة. وبطبيعة الحال، مثل هذه الخطوة ستجبر الشركات مثل آبل وسامسونج و LG و HTC وغيرها من الشركات الأخرى على تقليص هوامش ربحها مع الإبقاء على نفس الأسعار أو رفع أسعار منتجاتها من أجل الإبقاء على نفس هامش الربح.