رغم رخصه..(كباب الشطرة) بات ماركة مسجلة
دنانير/عباس آل مسافر/ ..تمتاز مدينة الشطرة العريقة بالكثير من القضايا التي جعلتها مشهورة بين المدن الاخرى
،فمن كثرة الشعراء الشعبيين فيها الى انتشار الشيوعيين وكثرة الخياطين الجيدين الى اشتهارها بكثرة المطاعم الشعبية
وامتياز ماتقدمه من مأكولات خاصة (الكباب) الذي اصبح علامة مميزة لها ،فهو اضافة الى جودته انه رخيص الثمن
،يبلغ سعر (النفر الواحد المكون من ثلاثة اشياش) مع المقبلات بانواعها والخبز الحار ثلاثة الاف دينار الى ثلاثة
ونصف ،اما سعر الكيلو منه فلا يتعدى الـ13 الف دينار والذي يتعدى اكثر من 18 شيش!!!.
وتعمل المطاعم فيها من الفجر الى ساعات متأخرة من الليل،اضافة الى ذلك ونتيجة للانتعاش الاقتصادي للمواطن
العراقي انتشرت المطاعم التي تقدم الكباب المشوي في الاحياء السكنية وحتى في المناطق النائية والبعيدة من المدينة.
ابو مصطفى من العاصمة بغداد يقول انه صادف مرة زار صديقا له في مدينة الشطرة وقد دعاه صديقه الى تناول الكباب
في المطعم وتحداه ان يكمل اكل (نفر)او وجبة واحدة منه ،فيقول ابو مصطفى:
ان صديقي تحداني ان اكمل وجبة من كباب الشطرة واكد لي ان هذا الصديق ان سعر (النفر الواحد)او الوجبة الواحدة
لايتجاوز الـ2500 دينار انذاك عندما كان سعره في بغداد وباقي المناطق يتجاوز الـ5 الاف دينار .
ويضيف ابو مصطفى :
حقيقة انا بقيت في حيرة من امري كيف اجتمعت هذه الاشياء جودة مع رخص مع كثرة ،لكني نزلت عند رغبة صديقي
ودخلنا احد المطاعم في وسط المدينة ، فجاء عامل وطلبنا ان يحضر لنا وجبتين اونفري كباب ، وقدم لنا مقبلات بسيطة
مع لبن والخبز بالتاكيد حار اضافة الى المادة الرئيسية وهي الكباب المشوي مع البصل والطماطة .
وتابع : تناولنا طعامنا وعند الانتهاء طلب صديقي مني ان يطلب وجبة اخرى لكني اكدت له اني شبعت غاية الشبع
،فهذه الحادثة عالقة في ذهني ودائما اتذكرها .
وتنتشر محال القصابة الى جانب المطاعم او قريبة منها في مدينة الشطرة بحيث توحي للمواطن ان الكباب المقدم
بالمطاعم هو من هذا اللحم الطازج .
الاعلامي ابو زهراء الموسوي 32 عاما من سكنة مدينة الشطرة يقول :
من الطبيعي ان تكون لكل مدينة عراقية سمة حضارية تتسم بها وتميزها عن باقي المدن، وتختص بها وتصبح ملازمة
لاسمها، لاسيما ان اكثر مدننا العراقية اكثر مايمزها هو الاكل ، فمثلا عندما نذكر اربيل يكون (لبن وجبن اربيل)
ودبس وتمر الحلة وسمك البصرة وغيرها ،ومن هذه المدن مدينة الشطرة التي تمتاز بالكباب الجيد النوعية والرخيص
الثمن والذي ربما لايوجد في مدينة اخرى من مدن العراق .
وبين :
ان اغلب اصحاب المطاعم هم اصلا كانوا قصابين اي يعملون في تجارة اللحوم فهم اهل اختصاص ومعرفة بصنعتهم
،كذلك انتشار (خلفات الكباب مشهورين) اي رئيس عمال في مدينة الشطرة حيث انهم يعملون في اكثر مطاعم العاصمة
بغداد وهؤلاء يديرون مطابخ المطاعم بحرفية عالية وهم يملكون سر المهنة ويعرفون كيف يتم خلط المكونات لتظهر
بالنتيجة خلطة سحرية وطيبة المذاق للكباب..
احدى مطاعم أربيل
اضافة الى ذلك يوجد لكل مطعم خباز خاص به يقدم الخبز الحارللزبائن باستمرار ولاتعتمد اغلبها على صمون الافران
وهذا يحسب لها ويميزها .
وذكر الموسوي :
اما وضع المطاعم ونظافتها فيتدرج من الجيد الى المتوسط والمتواضع ،فهناك في الشطرة مطاعم بسيطة فلايوجد فيها
سوى اثاث بسيط مكون من كراسي وموائد للطعام واكثرها صغير الحجم ومنزوي في وسط السوق الا انها تقدم لك
وجبة كباب لايقدمها غيره من مطاعم ربما تتخم من كثرة الاثاث وكثرة الانتيكات الا ان طعامها رديء وغير جيد ،وهذا
ماحاصل الان فقبل فترة تناولنا الطعام في مكان مرموق في العاصمة بغداد الا انه تمنيت لم اتناوله حيث رداءته وقذارة
المطعم .
كما ان التنافس بين المطاعم في مدينة الشطرة حول تقديم الافضل والاحسن هو ماجعل طعامها جيدا وخلق زبائن دائمين
لها لانها تعتمد في زبائنها على اهل المدينة وسكانها فهذا الشيء يجبراصحاب المطاعم ويدفعهم الى تقديم الافضل .
أحدى أسواق مدينة الشطرة
يذكر انه تشتهر في مدينة الشطرة مطاعم خاصة باصحاب المهن فهناك مطاعم لتجار المواشي ولبائعي الخضروات
والفواكه وللحدادين ولاصحاب المحال التجارية ،اضافة الى المطاعم التي تبيع الكباب السفري بالكيلو ومطاعم تختص
بسائقي السيارات والتي تننتشر في الكراجات ، وتوجد مطاعم لاتفتح ابوابها الا في ساعات الصباح الاولى وهناك
بالعكس لاتفتح الا عند المساء وتكون قريبة من كورنيش المدينة حيث يكثر زبائنها من رواد المقاهي المسائية وتقدم الى
جانب الكباب و(التكة) .
وتبعد مدينة الشطرة 48 كم شمال مدينة الناصرية وهي مدينة مزدحمة بالسكان وتشتهر بارتفاع عدد السكان فيها
وكثرة القرى والنواحي والقصبات التابعة لها والمرتبطة بها اداريا وجغرافيا واقتصاديا وتعد اكبر قضاء في العراق