لا يتخلص مواطنو كردستان من مشكلة حتى تظهر واحدة أخرى، فمع مجيء فصل الشتاء والبرد لا كهرباء لديهم ولا نفط ومنقذهم الوحيد هي الأدوات القديمة.

يعتمد آسو عبدالله في تأمين عيشه على بيع مدافئ الحطب وخزانات تسخين الماء وأجهزة طبخ تعمل بالنفط وهي الأدوات التي كان مواطنو إقليم كردستان يقضون فيها أيامهم خلال التسعينات.

ودفع انعدام الكهرباء وكميات النفط الضرورية في عام 2016 ومع اقتراب عام 2017 المواطنين الى الإقبال مرة أخرى على الأدوات التي يبيعها آسو بالإضافة إلى مصابيح قابلة للشحن ومدافئ غازية.

ويودع إقليم كردستان عام 2016 بمجموعة من الأزمات، كما تزداد معيشة الناس صعوبة يوما بعد يوم، وكل هَمّ مواطني الإقليم وهُم يستقبلون العام الجديد هو كيفية قضاء ليلة في الضوء ويوم أمام المدفأة مع الماء الساخن.

مدافئ حطب ومصابيح نفط ومصابيح قابلة للشحن وخزانات تسخين الماء وبويلرات الجيزر ومدافئ غاز هي الأدوات التي تشهد إقبالا في وقت كان المواطنون يدبرون حياتهم ببعض هذه الادوات خلال بداية سنوات التسعينات.

آسو عبدالله الذي يعمل في صنع خزانات “براميل”الماء والنفط والحمامات منذ 18 عاما قال “ليس هناك كهرباء او نفط، ما دفعنا الى بيع مدافئ حطب وخزانات تسخين الماء وخزانات الهيتر بكثرة”.

الأدوات التي يتحدث عنها آسو هي التي كان الناس يستفيدون منها خلال سنوات التسعينات من القرن الماضي وذلك بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على العراق واقليم كردستان آنذاك. وقد أدت الحرب الاهلية بين القوى الكردية الى صعوبة حصول الناس على كميات النفط الضرورية كما كان المواطنون يزوَّدون بالكهرباء لساعات قليلة فقط.

علي عبدالله (55 سنة) الذي ينتظر تسلم راتب شهر أيار (مايو) التقاعدي في شهر كانون الأول (ديسمبر)، مد يده الى جيبه وأعطى (80 الف) دينار لصاحب المحل الذي اشترى منه مدفأة غازية للتدفئة.

يقول عبد الله “لم نتسلم اية كمية من النفط، كنا نستخدم الهيترات وقد انعدمت الكهرباء فاضطررت الى شراء هذه المدفأة الغازية التي ارتفع سعرها أيضا، اذ كان سعرها في السابق 55 ألف دينار وقد ازداد (25) الف دينار”. وأضاف متحسرا: “لم يتبق حل فالوضع في الصومال أفضل من وضعنا”.

شانو هاوري هو وكيل استيراد المدافئ الغازية ويبيع ما بين (40-50) مدفأة يوميا، قال “لم يتبق هناك نفط فأقبل الناس على المدافئ الغازية، اعتقد ان سوق المزاد السفلي (سوق شعبي في السليمانية) لم يشهد أبدا قلة بيع المدافئ النفطية كهذا العام”.

وتبدأ اسعار المدافئ الغازية من (55-80) الف دينار وتكفيها قنينة غاز بسعر (7500) دينار لخمسة أيام إذا ما عملت على الدوام. وبالإضافة الى المدافئ الغازية هناك اقبال كبير ايضا على المصابيح القابلة للشحن اذا يستخدمها المواطنون لإنارة منازلهم.ولم يجلس المواطنون منذ أعوام أمام أضواء المصابيح إلا أن انعدام الكهرباء أجبرهم مرة اخرى على ان يقضوا لياليهم أمام أضوائها. ولابد ان يزود المواطنون خلال الشهر بـ(14) ساعة من الكهرباء يومياً حسب الجدول المعلن من قبل دائرة الكهرباء ولكن في اغلب الأيام يزودون بما بين (4-5) ساعات من الكهرباء فقط بالاضافة الى سبع ساعات من كهرباء المولدات الأهلية والتي يشترونها مقابل تسعة آلاف دينار للأمبير الواحد. ومعظم البيوت لديها ثلاثة امبيرات خلال تلك المدة والتي لا تصلح لعمل أجهزة التدفئة الرئيسية ويمضون الساعات المتبقية من دون كهرباء.وقال سالار علي الذي يعمل في استيراد المصابيح وأجهزة الطبخ النفطية، ان “هناك اقبالاً كبيراً على المصابيح واجهزة الطبخ وهناك نوعان منها، واستورد شهريا ألف جهاز طبخ وألف مصباح”.انتهى

http://www.aljournal.com/main/myapp-8433/