قصفت تركيا بتاريخ 14 شباط/ فبراير مطار منغ العسكري في سورية بالمدافع بسبب محاولة تنظيمي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الإرهابيين السيطرة عليه، ولم يستطع الإرهابيون الصمود أمام قصف المدفعية التركية، وعلى الفور قامت أمريكا بإنقاذ عناصر وحدات حماية الشعب الذين يلبسون بزتها العسكرية، وطلبت بإيقاف القصف التركي بشكل مؤقت بحجة أنها تريد القيام بعملية استطلاعية لمطار منغ بإطلاق طائرات بدون طيار من مركز عمليات التحالف ضد داعش في مطار إنجرليك العسكري، وأكدت أن هذه العملية لن تستمر أكثر من ساعة إلى ساعة ونصف، فقامت تركيا بإيقاف القصف، لكن عملية الاستطلاع هذه استمرت حوالي 5 ساعات، وكان ذلك من صالح عناصر وحدات حماية الشعب التي بدورها استغلت الفرصة وانسحبت من المنطقة دون إلحاق أية خسائر في صفوفها.
لا يـوجد أية دعـم لتركيـا
أسس التحالف من أجل "مكافحة داعش" وقامت تركيا بتاريخ 22 تموز/ يوليو بفتح مطار إنجرليك العسكري أمام الطائرات الأمريكية لمحاربة داعش، وبدورها بدأت بعملية درع الفرات على الأراضي السورية أيضا من أجل محاربة داعش، ووصلت حتى مدينة الباب السورية وسقط حينها 16 شهيد من جنودنا، لكن حتى الآن لم نرَ أي دعم من أمريكا التي تستخدم مطار إنجرليك العسكري من أجل مقاتلة داعش، وقد كان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ابراهيم كالن محقا حينما قال: "من الصعب قبول إيقاف الدعم الجوي "، فنحن لم نتلقَّ دعما من أمريكا اعتبارا منذ أن بدأنا بعملية الباب في 9 كانون الأول/ ديسمبر وحتى الآن، ألم يشكل هذا التحالف من أجل مكافحة داعش؟ ألا نقاتل داعش في مدينة الباب؟
منذ أن بدأنا عملية الباب وحتى هذه اللحظة لم نتلقَّ دعما من أية طائرة أمريكية، مع العلم أن كل التقارير المتعلقة بالعمليات ضد داعش والمواقع المستهدفة المصابة تنقل أخبار الطرف الأمريكي بانتظام.
إلا أن أمريكا كانت تدعم العمليات ضد داعش في مدينتي جرابلس ودابق جويًا، وما إن بدأ الجيش التركي بعملية الباب لم نرى أية طائرة تابعة للتحالف، وكانت تركيا محقة بسؤالها: "ألستم هنا من أجل مكافحة داعش، لماذا لاتقدمون الدعم؟".
دعـم الرقـة من أجـل داعـش
فلنلخص الموقف الأمريكي كالتالي: كان الدعم يقدم لحماية أمن تركيا من الحدود ولعمق 20 كيلومترًا، لكن عند تخطي مسافة الـ20 كيلومترًا فهذا يعني انتهاء محاربة داعش، لكن تركيا مصرة على محاربة داعش لما بعد 20 كيلومترًا، وتحاول تركيا تطهير منطقة الباب من داعش ودحرهم للأسفل لحماية الأراضي التركية في الداخل من خطر الانتحاريين والسيارات المفخخة، لكن لا يوجد تقدم ملحوظ، فهم لا يقدمون لنا الدعم لإعاقة تقدمنا لما بعد 20 كيلومترًا ومن أجل سلامة أمن واشنطن، وبرلين، وباريس ولندن، فلديهم حسابات أخرى، فما إن دخلت تركيا مدينة الباب حتى أعلنت أمريكا تأجيلها لعملية الرقة، ويعد هذا بمثابة رسم طريق لداعش، وبدوره قام الأخير بتثمين هذه الفرصة وأرسل جنوده المتواجدين في الرقة إلى الباب.
الاتفـاق الروسـي عزّز المـوقف التـركي
أكدت تركيا ومنذ بدء الأزمة السورية بأنها مع الحل السياسي وليس العسكري، وقد نتج عن هذه الأزمة تشكل محورين مختلفين، فتركيا مع المحور الروسي-الإيراني وتدعو إلى وحدة الأراضي السورية، وفي الوقت ذاته ستكون أعين أنقرة متجهة نحو سياسة ترامب التي سيتبعها في سورية.
أما بالنسبة إلى تطور علاقاتنا مع روسيا والاتفاق الأخير الذي تم بين روسيا وتركيا بخصوص سوريا فقد قوى ذلك من تركيا أكثر، وإن لم يحقق التحالف أهدافه بمكافحة تنظيمات داعش-بي كي كي-بي ي دي فإننا مضطرين لتشكيل تحالف آخر بديل، لكن إن تعاونا مع أمريكا أي مع ترامب بشكل مشترك فسنصبح أكثر قوة.
سنجبر كلا المحورين الروسي-الإيراني والأمريكي على القبول بالحل السياسي في سورية وبدون التعامل مع الأسد.

http://hathalyoum.net/1194940