بنيت قلعة هولير / أربيل والتي تتوسط عاصمة إقليم كردستان العراق منذ أكثر من ستة آلاف عام، وترتفع بنحو 26 متراً عن مستوى المدينة و 415 متراً عن مستوى سطح البحر، وبنيت على مساحة مئة وعشرة آلاف متراً مربعاً، ويختلف المتخصصون والمهتمون حول أسباب ارتفاع القلعة، فهناك من يرى أنها طبيعية ولم يطرأ عليها تغيير في حين يرى آخرون أن الارتفاع تراكمي.
التنقيب والبحث
يتزامن ذلك مع استمرار فرق الآثار بالبحث والتنقيب في سبعة مواقع أثرية بالمنطقة، كما تم اكتشاف معالم متعددة في القلعة من ضمنها سور القلعة. وردّ مسؤول العلاقات العامة في القلعة الأثرية، هوراز مظفر، في حديث صحفي «إن القلعة تفتح أبوابها للزوار رغم أعمال الصيانة التي تجري فيها».
يرى باحثون أن القلعة في وصفها الحالي لا يمكن أن تعطيها أي تاريخ سياسي وعسكري وحضاري محدد بصورة علمية وتاريخية رصينة، وذلك بسبب عدم إجراء التنقيبات العلمية فيها إلى وقت قريب، وأن أكثر المعلومات عن القلعة جاءت من الكتابات المسمارية التي وجدت خارجها.
ونقلاً عن دائرة الآثار ووزارة الثقافة في إقليم كردستان فإنه تم اختيار ثلاثة مواقع داخل القلعة لاستخدام جهاز السونار بالتعاون مع وزارة الصناعة عام 2002، وبعد إرسال ذبذبات كهرومغناطيسية إلى باطن الأرض تبين أن الحقب التاريخية متفاوتة في تلك المواقع وتمر بما بين 22 و 36 حضارة متعاقبة قبل الوصول إلى العصر الحديث.
التراث العالمي المؤقت
يؤكد رئيس المفوضية العليا لترميم القلعة الدكتور دارا يعقوبي، في تصريحات سابقة له أن «القلعة قد دخلت لائحة التراث العالمي المؤقت، وذلك لأهميتها التاريخية وأن العمل جار وفق الخطة المرسومة لتأهيلها كي تكون ضمن لائحة التراث العالمي الدائم بالتنسيق والتعاون مع منظمة اليونسكو».
معلم أثري
اعتبرت قلعة هولير مركزاً للعديد من الأنشطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية رغم أعمال الصيانة والترميم، إلا أن القلعة الأثرية تفتح أبوابها للزائرين يومياً وافتتحت فيها متاحف السجاد اليدوي والتحف الأثرية ومتحف الأحجار الكريمة ومتحف القلعة وأكثر الوسائل البدائية والتقليدية استخداماً في الحياة اليومية.
فلكلور وموسيقا كردية
أما أكثر الأمور الظاهرة للعيان هي انتشار الآلات الموسيقية والأخرى الفلكلورية المزخرفة والمنقشة وعرضها كوسيلة للحفاظ على عراقة الموسيقا والفلكلور الكرديين.
شيرو خليل أحد أصحاب محال بيع الآلات الموسيقية في سوق االقلعة قال لـ ARA News «المنظر العام للقلعة يوحي بتفاصيل هذه المدينة ومنطقة جغرافية مصغرة تختصر حياة من عاش فيها»، مضيفاً «ولعل ما يربطني بالآلات الموسيقية وآلة البزق تحديدا هو أكثر من وسيلة لكسب المال، أمكث في ساعات العمل الطويلة وأنا أعزف عليه وصوت أنغامه يجذب أذهان المارة والغرباء تحديداً بحسب ما يروون لي عند قدومهم للمحل».
تبقى المعالم الأثرية متع مثيرة للنظر وتمتاز بسحر في عراقتها علاوة على أهمية التاريخ التي تمثله وتفاصيل الحقب المختلفة التي مرت بها خلال مختلف المراحل.