شهدت السماء خلال العام 2016 الآيل للانتهاء 5 ظواهر فلكية فريدة لن يتكرر معظمها إلا بعد مرور ما يزيد عن 40 عاماً، فمن شهد هذه الاستعراضات الفضائية كان من المحظوظين هذا العام على أمل أن يحمل العام 2017 ظواهر مبهرة أيضاً.
في هذا التقرير نذهب في رحلةٍ فلكيَّة لسرد أهم الأحداث التي زينت السماء:
1- تزامن ظاهرتين فلكيتين
تتكون الظاهرة الأولى وفقا لـ"هافنغتون بوست" من شقين، كلاهما طبيعي جداً، وتحدث الواحدة منهما كل عام بعيدة زمنياً عن الأخرى، ولا يكاد يلاحظهما أحد، أما حدوث الظاهرتين معاً فذلك نادر الحدوث، لذلك إذا فاتتك هذه الظاهرة المزدوجة هذا العام، فعليك الانتظار 46 عاماً أخرى، أي إلى 21 يونيو/حزيران 2062 لكي تراها.
ويتمثل الشق الأول من الظاهرة في "قمر الفراولة"، إذ يصبح القمر مختلفاً من حيث الحجم والإشراق عن كل مرة يظهر فيها بدراً، إذ يبدو متكاملاً وكبيراً، واللافت هو تزامنه هذا العام مع "بدر رمضان".
والشق الثاني من الظاهرة هو "الانقلاب الصيفي"، ويحدث أيضاً كل عام في 21 يونيو/حزيران مع بداية فصل الصيف، إذ تصل الشمس إلى كبد السماء في أعلى نقطة لها عن مستوى خط الاستواء، فيصبح نهار 21 يونيو/حزيران أطول من أي نهار بالسنة -نحو 15 ساعة تقريباً- وليلُهُ الأقصر خلال العام؛ أقل من 9 ساعات.
وتزامن ظهور القمر بدراً متكاملاً في اليوم الذي بدأ فيه الانقلاب الصيفي، وهي ظاهرة مزدوجة طبيعية، ستتكرر هذا القرن بعد مرور 46 عاماً من الآن.
2- ظاهرة القمر العملاق "super moon"
شوهدت هذه الظاهرة في 14 نوفمبر/تشرين الثاني عندما كان القمر أكبر حجماً وأكثر نوراً من المعتاد. وفلكياً فإن "القمر العملاق" لا يظهر ضخماً ولامعاً أكثر من المعتاد، إلا عندما يكون في حالة "البدر المكتمل"، أثناء وصوله إلى أدنى نقطة له من الأرض في دورته العادية حولها، ولم تشهد الأرض هذه الظاهرة منذ 68 عاماً.
وشهدت ظاهرة "القمر العملاق" متابعة ضخمة، إذ تبارى الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي لتصوير القمر في الأماكن المختلفة. ومن فاتته رؤية هذه الظاهرة هذا العام، يتحتم عليه الانتظار نحو 18 عاماً، أي بحلول العام 2034.
3- كسوفان للشمس
شهد سكان الكرة الأرضية كسوفين للشمس هذا العام، أحدهما كسوفٌ كليّ حدث يوم 9 مارس/آذار، والآخر كسوف حلقي حدث يوم الخميس الأول من شهر سبتمبر/أيلول. لم ير سكان المنطقة العربية كسوف شهر مارس/آذار، أما الكسوف الحلقي فظهر في بعض الدول العربية.
4- ثلاثة خسوفات للقمر
شهد القمر هذا العام ثلاث خسوفات، كان أولها خسوفاً شبه ظلّي للقمر يوم الأربعاء 23 مارس/آذار. اتفق توقيته مع بدر شهر جمادي الآخر للعام الهجري السابق، ولم يُر في المنطقة العربية لحدوثه نهاراً.
أما الخسوف القمري الثاني فحدث يوم الخميس الموافق 18 أغسطس/آب، ولم تتمكن المنطقة العربية من رؤيته؛ لحدوثه نهاراً أيضاً، وكان خسوفاً شبه ظلي يتفق توقيت وسطه مع اكتمال شهر ذو القعدة من العام الهجري السابق.
وأما الخسوف الثالث والأخير، فكان خسوفاً شبه ظلي يوم 16 سبتمبر/أيلول، وشوهد في المنطقة العربية، واتفق توقيت وسطه مع توقيت بدر شهر ذي الحجة من العام الهجري السابق.
5- اقتران كوكبي الزهرة والمشتري
كما شهد شهر أغسطس/آب من هذا العام حدثاً فلكياً فريداً، وهو اقتران كوكبي الزهرة والمشتري، وهما ألمع الأجرام السماوية على الإطلاق، وترتيبهما الثالث والرابع في اللّمعان بعد الشمس والقمر. ويستخدم مصطلح الاقتران في علم الفلك والتنجيم عندما نرى من مكان ما على سطح الأرض اقتراب جرمين سماويين من بعضهما البعض أكثر من المعتاد.
وتساعد الظاهرة العلماء على تصحيح وتحسين الحسابات الفلكية، بخاصة حركة الكواكب والمسافات. وكانت مدة الاقتران أقل من ساعة، وتمكن سكان الدول العربية من مشاهدتها بالعين المجردة.