هناك العديد من البشر تجمعهم علاقة خاصة مع حيواناتهم المنزلية، فيما يزعم 62% منهم أن حيواناتهم المنزلية يفهمون ما يقولونه من كلمات ويتفاعلون معها؛ إذ أثبت العلماء أن بعض الحيوانات كالكلاب والقرود والدلافين يمكنها فهم لغة البشر.
وقد أوضح الكيميائي البالغ من العمر 63 عاماً، ستيفن كينج، أنه وكلبه يفهمان بعضهما بصورة كبيرة ويشعر كل منهما بما ينتاب الآخر من حزن أو لهفة أو اطمئنان أو غيره.
وفي دراسة أجراها مركز German Primate Center على أحد الكلاب اسمه ريكو، تبين قدرته على التمييز بين أسماء أكثر من 200 شيء، وفي دراسة أخرى على كلب من نوع آخر يدعى بيلي بمقاطعة يوركشير بإنجلترا اتضح أنه يمكنه فهم أكثر من 120 كلمة، وفقا لموقع هافنغتون بوست.
وفي دراسة مماثلة أجريت في ولاية كارولينا الجنوبية بالولايات المتحدة، قام الأستاذ بكلية ووفرد أليستون ريد وجون بيلي، بكتابة تقرير عن كلب آخر يدعى تشاسر يمكنه تمييز 1022 شيئاً، كما يمكنه استنتاج أسماء بعض الأشياء.
فعندما طلب منه إحضار لعبة القرد التي لا يعرفها من بين مجموعة لعب يعرف أسماءها، وجد أنه يحضر لعبة القرد عن طريق استبعاده لبقية الألعاب التي يعرفها، كما أمكن له فهم الأوامر التي تطلب منه، إذ استطاع التفريق بين طلب إحضار الكرة أو لمسها أو اللعب بها أو أخذها، وقد قام بالأمر بمجرد طلبه منه.
هذا بالنسبة للكلاب.. ولكن ماذا عن بقية الحيوانات؟
حاول الطبيب النفسي الأمريكي سو سافاج رامبوغ أن يعلِّم قرداً يدعى كنزي ووالدته في دي موين بالولايات المتحدة الأمريكية، التواصل باستخدام لوحة مفاتيح تحمل رموزاً هندسية، إلا أن والدته لم تتعلم بشكل كبير بقدر كنزي، الذي استطاع أن يتعلم الكثير من اللغة خلال جلساتهم.
فيما بدأت قدراته في الظهور عام 1980، وظل الطبيب النفسي وزملاؤه يضيفون الرموز للوحة الخاصة بكنزي، وكانت هذه الرموز تشير للأشياء المألوفة كالمفتاح أو الوعاء أو الزبادي، بالإضافة للمفاهيم المجردة مثل: الآن وسيئة.
كما استطاع فهم أكثر من 3000 كلمة إنكليزية، حيث تم وضع القرد في غرفة منفصلة مع وضع سماعات في أذنيه، فيما يتم نطق الكلمة ويقوم القرد بالإشارة للرمز الخاص بهذه الكلمة على لوحة المفاتيح الخاصة به.
وفي دراسة أجريت على اثنين من الدلافين عام 1984 تبين قدرتهما على فهم جمل كاملة، إذ قام بإصدار الأمر لويس هيرمان المختص بدراسة السلوك اللغوي للحيوان في مختبر الثدييات البحرية بهاواي، واستخدم المدربان مع زوج الدلافين، ويدعى كل منهما phoniex، و akeakamai أصوات الحاسوب لإلقاء التعليمات من خلال سماعات تحت الماء، أو كانت عبر الأوامر البصرية بإشارات اليد والذراع.
وقد تبين أن لديهما القدرة على تنفيذ التعليمات التي تتراوح من كلمتين لخمس كلمات، حيث كان يتم إلقاء التعليمات من خلال جمل تتكون من كلمتين لخمس كلمات، كما أظهر الدلافينان قدرة رائعة على تنفيذ الأمر حتى لو اختلف سياق الكلام.
أما بالنسبة للقطط المنزلية فأوضحت دراسات عدة أن لديها القدرة على تمييز صوت صاحبها عن باقي الأصوات الأخرى، فبعد أن عاشت القطط حوالي 10 آلاف سنة مع البشر، فهي بالطبع لديها القدرة على التعامل معهم وفهمهم.
إذ تستجيب القطط بإشارات معينة لمن يتحدث إليها عن طريق هز رأسها أو أذنها بشكل قريب من الشخص الذي يتحدث إليها، كما يتسع إنسان العين لديها مما يشير لإشارات عاطفية مثل إحساسها بالاهتمام.
وهناك دراسات على الخيول تفيد بأن لديها القدرة على قراءة الإشارات البشرية مثل الحصان العربي هانز، الذي أظهر قدرات رائعة عندما حاول معلمه الألماني فون استن أن يعلمه القراءة وحل المسائل الرياضية.
ففي عام 1891 أظهر المدرب قدرات حصانه، الذي أجاب عن الأسئلة عن طريق ضرب خف قدمه بالأرض، فمثلاً إذا كانت الإجابة أربعة يضرب الحصان الأرض بقدمه 4 مرات، وهكذا وينطق الأسماء بنفس الطريقة، فمثلاً حرف الـa يعني ضربة واحدة، وحرف b يعني ضربتين وهكذا.
ولكن اتضح أنه حين يختفي طارح السؤال من أمام الحصان يفقد القدرة على الإجابة، وهذا ما يوضح أن التعبيرات والحركات اللإرادية لطارح السؤال هي التي تمكن الحصان هانز الذكي من الإجابة.
وبعد فترة تم تعليم أربعة أحصنة من بينهم اثنان فاقدان للبصر، وكانا يجاوبان بشكل صحيح كأي خيل آخر غير أعمى، ولكن البعض ما زالوا يصرون على النظرية التي تقول إن الحصان يجاوب بناء على التعابير التي تظهر على وجه طارح السؤال.
لذا إن أردت أن تحصل على صديق تخبره كافة أسرارك، وتضمن ألا يقولها لأحد مطلقاً، فاختر حيواناً أليفاً ليصبح صديقك، فسيفهم كل ما تقوله له!