انا
كَسولٌ، لكِنَّني مُتَطَلِّبٌ. أنا مُتَطَلِّب، لكِنَّني ضائِعٌ. أنا ضائِع، لكِنّني عَنيدٌ. أنا عَنيد،
لكنّني مُفعَمٌ بالشّكوكِ. أنا مُفعَمٌ بالشّكوكِ، لكِنّني واثِقٌ. أنا واثِقٌ، لكِنَّني ضائِعٌ. أنا
ضائِع، لكنّني مُبتَهِجٌ. أنا مُبتَهِج، لكِنّني قَلِق. أنا قَلِقٌ، لكِنّني مُطْمئِنٌ. أنا مُطمئِن،لكِنّني لامُطمَئنّ. أنا لامُطمئنّ، لكِنّني حاسِمٌ. أنا حاسم، لكنْ أتساءل. أتساءلُ لكنّني
أعرف. أعْرفُ أنَّنِي لا أعْرِف. ثمَّ أمُرُّ، وَأغَادِرُ. ثمَّ أغَادِرُ وأبقى. أبْقى داخِلَ أفْكارِي. وأفكِّرُ،
أنّه لا يَنْبغي التّفكير. ثمَّ لا أفكّر، وإذا بي في حَالٍ جيِّد. في حين، أقولُ لنفسي بأنَّ ذلك
مستحيلٌ. ثمَّ منَ المُستحيلِ أن يستمِرَّ ذلك. لكنّه يستَمّر، بَينَما يتَوَقَّفُ كلَّ الوقتِ. وفي كُلِّ
الوقتِ تحدُثُ أشياء. والأَشْياءُ تتَراكَمُ، تَفيضُ. تفيضُ ثمَّ تُكَمِّدها. تكَمِّدُها بجُنونٍ. أنتَ
مجنونٌ، لكنّكَ مُنَظَّمٌ جِدّاً. الإعْتِزالُ عَمليّةُ بَحْثٍ. ثُمَّ تبحثُ، إلى أنْ تكُفَّ عنِ البحثِ، تكُفَّ
عنِ التّفكيرِِ، تكفَّ عنْ الوجودِ. تبحثُ، رغْمَ أنّكَ وجَدْتَ في السّابِقِ، عدّة مرَّاتٍ. لكنَّ
الحياةَ تستَمرّ. إذَن، هُناكَ اختِلافاتٌ، ترْكِيباتٌ، غير متوقَّعة. غيرُ متَوقّعةٍ لكِنّها تحدثُ
دائماً، معَ مُرورِ الوقْتِ، هيَ إذن، مُتوقّعَةٌ قليلاً. منذُ وقتٍ طويلٍ، وأنتَ تُخطِّط. أنتَ
تُخَطّطُ وتُخطِئُ دائماً. أنْتَ تُخطِئُ دائِماً، لكِنّكَ لازلتَ على قَيْدِ الحياةِ. أنتَ حَيٌّ وهذا
شيءٌ مُعَقّدٌ. يُمكُننا أنْ نقولَ كذلك ببَساطةٍ، أنَّ بِنْيَتَكَ، ليسَتْ مُناسِبَةً للبَساطةِ. تَخْلقُ،
إذن، بِنْياتٍ، مُصْطَنَعَةً، لِتَدُلَّكَ، لِتَحتويكَ. وفي يَومٍ، تضيقُ ذِرعاً فتُحطِّمُ كلَّ شيءٍ. ثمَّ
تَبْني منْ جَديدٍ، فتُحطّمُ، وتبْني، فتُحَطِّم. ثمَّ تَخرجُ، تتحدَّثُ، تَمشي، تَبْحثُ، تَصْطَدم،
وَتَصْطَدم، ثُمَّ تتَشَوَّه. ثمَّ تَبدو كأنَّكَ مَنْحوتَةٌ، عَجيبَةٌ، لها زوايا غريبة‘
تغلقُ فتظلمُ فتموت
ً
اٌنأقْهٌ رُجِلِ أسُمرً