غيب الموت في عام 2016 شخصيات سياسية مصرية مرموقة، منهم من تقلد أعلى المناصب السياسية العالمية الرفيعة كأمين عام للأمم المتحدة، ومنهم الصحافي المخضرم الذي عاصر ملكاً و6 رؤساء مصريين وكان قريباً من دوائر صنع القرار في فترات مهمة من تاريخ مصر.
كما كان منهم المحامي الشهير الذي تولى منصب نائب رئيس الوزراء المصري، ومنهم اليسارية التي أمضت عمرها في النضال من أجل البسطاء.
بطرس غالي
يعد بطرس بطرس غالي الأستاذ الجامعي والسياسي المصري، الذي شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة لولاية واحدة لمدة خمس سنوات في يناير(كانون الثاني) 1992 وحتى ديسمبر(كانون الأول) 1996، أحد أهم الشخصيات السياسية المصرية، التي غيبها الموت هذا العام، حيث رحل في 16 فبراير (شباط) 2106 عن عمر تجاوز 93 عاماً.
ويعتبر غالي أول عربي وأفريقي يشغل هذا المنصب في المنظمة الدولية، في فترة تزايد فيها نفوذها في أعقاب دورها الحاسم في حرب الخليج الأولى.
وينحدر غالي من أسرة قبطية ذائعة الصيت، إذ كان جده بطرس نيروز غالي رئيس وزراء مصر في أوائل القرن العشرين.
محمد حسنين هيكل
بعد رحيل السياسي البارز بطرس غالي بيوم واحد، في 17 فبراير (شباط) 2016، رحل الكاتب الصحافي المخضرم محمد حسنين هيكل، عن عمر ناهز 93 عاماً.
وبدأ هيكل مساره المهني أيام الحرب العالمية الثانية، حيث عاصر ووثّق مراحل تاريخية مهمة في تاريخ مصر والعرب.
وكان أحد المستشارين الذين اعتمد عليهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كما كان أشهر رؤساء تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية، وجلس هيكل على كرسي الوزارة مرة واحدة عبر وزارة "الإرشاد القومي".
يحيى الجمل
وغيب الموت، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، السياسي والأكاديمي المصري يحيى الجمل، الذي درس القانون، ووقف في ساحات المحاكم مدافعاً عن المتهمين، وكان وزيراً في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عن عمر ناهز 86 عاماً.
واختتم الجمل حياته نائباً لرئيس مجلس الوزراء المصري في 2011 عقب ثورة يناير، واستقال من منصبه في 12 يوليو (تموز) من العام نفسه، في واحدة من أهم فترات السياسة المصرية عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011.
شاهندة مقلد
كما رحلت المناضلة المصرية اليسارية شاهندة مقلد، بعد أن قضت أكثر من نصف قرن في مناصرة فقراء الفلاحين ضد قوى الظلم والفساد والقمع، في الثاني من يونيو (حزيران)الجاري عن عمر ناهز 78 عاماً.
انتقدت مقلد نظام مبارك، ونددت بعواقب زواج رأس المال بالسلطة، بل إنها عانت في السنوات الثلاثة الأخيرة قبيل ثورة يناير (كانون الثاني) من حالة إحباط، هاجمت فيه أداء حزب التجمع اليساري الذي انتمت له.
كانت شاهندة أول المهاجمين لحكم الإخوان، وتحديداً بعد إصدار الإعلان الدستوري المكمل، وظلت تطالب برحيل حكم الإخوان إلى أن رحل بالفعل.
ومن أقوالها المأثورة وقت ثورة 25 يناير (كانون الثاني): "الثورة ليست إلا بداية جديدة في طريق لن ينتهي".
جمال حماد
أحد الضباط الأحرار الذين شاركوا في ثورة 23 يوليو، التي أزاحت النظام الملكي في مصر، وأحد أشهر المؤرخين العسكريين في مصر.
ولد فى 10 مايو 1921 بمدينة القاهرة وتوفي فى 27 أكتوبر 2016 عن عمر ناهز 95 عاماً، ومن أشهر مؤلفاته كتاب "المعارك الحربية على الجبهة المصرية" عن حرب الاستنزاف، وكان والده من خريجى الأزهر الشريف ويعمل مدرسا للغة العربية، فتعلم منه ابنه جمال علوم اللغة العربية والشعر والتاريخ.
تخرج في الكلية الحربية فى منتصف أبريل عام 1939 وكان من زملائه الذين تخرجوا معه فى نفس الدفعة كل من المشير عبدالحكيم عامر، وصلاح سالم، وصلاح نصر النجومى مدير المخابرات العامة الأسبق، وأثناء الحرب العالمية الثانية، عمل مدرسا لمادة التكتيك العسكري والأسلحة في مدرسة المشاة والكلية الحربية في مصر بين عامي 1942و 1946.
تولى أركان حرب سلاح المشاة قبل قيام ثورة يوليو وكان يحمل رتبة "رائد"، وانضم لتنظيم الضباط الأحرار عام 1950 عن طريق صديقه الرائد أ.ح عبدالحكيم عامر، واشترك فى الفاعليات الأولى لثورة 23 يوليو 1952، وكتب بنفسه البيان الأول للثورة الذى ألقاه البكباشى أنور السادات صباح يوم 23 يوليو من مقر هيئة الإذاعة.