الثقة بالنفس
ماهي الثقة بالنفس ؟.
ماهي العوامل المساعدة او العوامل المولدة لتلك الثقة ؟.
هل للثقة بالنفس حدود ؟.
ما هي ايجابيات الثقة بالنفس ؟. وما هي سلبياتها ؟.
ماهي عوامل زعزعة الثقة بالنفس ؟.
هذه النقاط اعلاه تمتزج فيما بينها لتعطينا توضيح عن الثقة بالنفس
اولا نريد ان نعرف ما معنى ثقة ومصدرها اللغوي
مصدر ثقة هو ( وَ ثَ قَ )
ومعنى ثقة هو (الاعتزاز بالنفس - قوة الشخصية - الاطمئنان )
وانا باعتقادي ان المولد الحقيقي لمفردة ثقة هو الرباط القوي لان العرب
يستخدمون كلمة وثاق بمعنى قيد
قال الله سبحانه وتعالى :
{وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ }الفجر26
هكذا يريد المبالغة بالقيد
والعرب تستخدم كلمة راوي ثقة او محدث ثقة يعني لايستراب به
بعد هذه المقدمة ناتي لنعرف هل هناك شيئ اسمه الثقة بالنفس حقيقةً
ام انه مجرد لفظ مجاز
حتى نعرف هذا ونستطيع ان نجيب على كل التساؤلات المتقدمة
لابد لنا ان نستعرض الصور اللتي نفهمها على انها نتاج الثقة بالنفس
الصعود على الابراج العالية
ركوب الامواج
السقوط الحر
المجازفات المرورية
المكوث بين الحيوانات القاتلة
الدخول في خط النار
الخطابة ومخاطبة الجماهير بما يسمى الشجاعة الادبية
فن المكاسب او المجازفات المالية
بعض المهن مثل الجراح الذي يقول دائما (شور شور - يعني متاكد )
والمهندس بدون ان يستعين بخريطة
والبناء بدون استخدام شاقول البناء
بعض الطلاب اثناء الامتحانات
بعض ممتهني الطب وليسوا من اهله مثل الحجامين والكوائين
والعشابين
الهداف (باللهجة العامية النكوشي او كمايقال يفهمها وهيه طايره )
فكثيرا ما يصيب ظنه مما يعطيه الثقة بنفسه
هناك امثلة كثيرة نتيجتها الثقة بالنفس او هكذا نفهم
لو ناقشنا الحالات الفائقة اعلاه واختبرنا اشخاصها لتبين انه لم تكن عن ثقة
بالنفس وانما من اشياء اخرى منها مثلا
الثقة ب (وسيلة النجاة ) كما في حالة الصعود على البراج العالية او متسلقي الجبال
او طالعي النخيل فانهم فانهم يؤمنون اجسادهم بواسطة حبال بعد اختبار الحبال
جيدا
والثقة ب(البنية البدنية والتدريب ) كما في حالة راكبي الامواج والسقوط الحر
والمجازفات المرورية
والثقة ب ( الدراسة الممنهجة والمستفيضة عن حالة الحيوان )
مثلا يدخل احدهم ويبقى لوقت طويل بين الافاعي السامة
نحن نرى انه واثق من نفسه لكن الحقيقة انه واثق من الافاعي وقت دخوله
غير حساسة ولاتاتي بعدوان ومهاجمة طالما ابتعد عن التحرش بها واثارتها
وكذلك الاقتراب كثيرا من الحيونات المفترسة فانه حصن نفسه بان اعطاها
ما يشبعها وحين لم تكن جائعة لاتفترس
او على الاقل لاتهاجم
والثقة ب (الحماية اوالواقي الاصطناعي ) كمن يدخل الى خط النار مثل الصحافي
او المصور فانه في تلك الحالة عادة يلبس ملابس مدرعة
والثقة ب ( الذاكرة والنبرة الصوتية والتدريب المستمر ) كما في حالة مخاطبة الجماهير فانها ليست وليدة الساعة بل تاتي من طول ممارسة هذه الممارسة اعطته
الثقة بالنفس وهذه الثقة على كف عفريت لانه باي وقت من الاوقات يرى او يتوقع
احد الجالسين امامه له دراية كبيرة باللغة فان صاحبنا هذا سوف يتلعثم ويفقد
شجاعته او بالكاد يبقى مالكا لنفسه
وهذه الحالة المربكة له ربما تاتيه لمجرد ظنونة ان هناك من يراقبة
يعني طالما يبقى يعتقد انه سيد الموقف يبقى متمالكا نفسه وواثق منها ....
او الثقة ب (الخبرة ) كما في حالة الجراح او الكاسب اوالبناء او المهندس
او الطالب الخبير في اسلوب اسئلة استاذة فانه يصبح واثق من نفسه
لكن لو وضع استاذ اخر الاسئلة لنفس المادة فستذهب ثقته هذه ادراج الرياح
الامر الذي نلمسة كثيرا في بعض الطلبة المتفوقين في مدارسهم في حين تتدنى
معدلاتهم بوضوح في الامتحانات الوزارية
وهناك ثقة يكسبها بعض الناس ليس لانهم اصحاب ثة بانفسهم بل المجتمع رضخ
لهم مثل ممتهني الطب التقليديين
مثل الكوائين والحجامين والعطارين
فلو حدثك احدهم لاطنب واجاد في وصف مهنته ليس لانه متاكد جدا من عمله
لكن اخبار الناس لهم بان شغئهم كان من هذا العمل
ولهذا تجدهم متجاسرين كثيرا بعملهم
يتبين مما تقدم ان الثقة بالنفس مجرد حدس ظني
لكننا امام ميزة كبيرة لهذا الظن وهي ثمرة مثل هذا الظن
فلو لم يكن هنا ظن بالنجاح لما نجح الانسان
ولو لم يكن هناك ظن بالفوز لما انتصر الانسان
ولو لم يكن هناك ظن بالغلبة لما صار الانسان شجاعا
ولو لم يظن الانسان انه يستطيع التاثير بمن حوله لما صار محاميا
او متحدثا او خطيبا
ولو لم يثق الانسان بالمكسب لماصار تاجرا ناحجا
الى اخره من الايجابيات
يبقى السؤال الاخير
وهو هل هناك سلبيات للثقة بالنفس
الجواب كل فشل نتيجة عدم الاخذ بالحيطة هو نتيجة سلبية للثقة بالنفس
وكل فشل نتيجة الخروج على ضوابط بالصنعة او المهنة هو نتيجة سلبية للثقة
بالنفس