في يوم من الايام كان هناك خياط في المدينة ، وكان هذا الخياط واسع الافق، وكان ينادي على الناس ويروى لهم قصصا مذهلة، وكان الكثير من الناس يستمعون الى قصصه باهتمام كبير ، وكان هناك محل للحلاقة بالقرب من متجره، وكان هذا الحلاق ثرثار جدا ، وكل الناس يعرفون عادته الخاصة بالنميمة .
وفي يوما ما جاء شخص غريب يعرج امام محل الخياطة وكان متعبا للغاية حتي انه استطاع ان يأخذ عطف الخياط ، وطلب منه الخياط ان يستريح لبعض الوقت في متجره ، وكان الرجل الاعرج شاكر للغاية من لطف وكرم الخياط ، و فجأة، راى الحلاق واصبح حزينا جدا ، واخذ يقول للخياط "انا غاضب للغاية من هذا الحلاق لانه دمر حياتي، انا اكرهه ولا يمكنني ان ابقى هنا بعد الان ، سأله الخياط " لماذا انت غاضب من هذا الحلاق " .
وهنا اخذ الرجل الغريب نفسا طويلا وروى قصته للخياط بالكامل قائلا " كان والدي رجل اعمال ثري من بغداد ، وبعد وفاته كنت انا الوريث الوحيد لجميع ثرواته ،وفي يوم ما كنت مارا علي الطريق واذ بي اري اجمل فتاة رأيتها في حياتي واقفة في نافذة منزل ، ووقعت في الحب معها من النظرة الاولي ، حتي انني اردت ان اتزوجها ، ولكني كنت محتاج لمساعدة احد لكي اقوم بالتقدم اليها حيث ان والدها كان قاضي المحكمة الجزئية ، قدمت لي صديقة والدتي المساعدة في الحديث مع هذه الفتاة ، وعندما ذهبت الي الفتاة واعربت عن رغبتي في الزواج بها ، ولكن لم ترحب الفتاة بي كثيرا ولم تكن ترغب في محادثتي ، ولكن بعد الكثير من الاقناع ، حددت ميعاد لكي تراني ، كدت اطير من السعادة ، وكنت ايضا حريصا علي الوفاء لها .
واستيقظت في صباح يوم الجمعة في وقت مبكر لكي اذهب الي هذا الحلاق لكي يحلق لي لحيتي ، وطلبت منه انهاء عمله بسرعة، ولكن الحلاق كان يتحدث بشكل مستمر، فقلت له ان ينجز عمله سريعا لانه يتوجب علي مقابلة شخص ما ، ولكن الحلاق لم يهتم على الاطلاق ، وتركني الحلاق وخرج ليري ضوء الشمس وتركني جالسا منتظره ، وعاد الحلاق قائلا لي " اليوم ليس يوما جيدا بالنسبة لك، وبالتالي، لا تذهب للقاء اي شخص."
روابط إعلانية
صرخت في وجهه قائلا "توقف عن هذا الهراء ،وانتهي من عملك وسوف اذهب بعيدا عن هنا " ، ولكن استمر الحلاق في الكلام الغريب هذا قائلا لي " انا لست حلاقا عاديا ، فانا اعلم كل شئ عن المستقبل واريد مساعدتك " ، شعرت بالاشتغراب من كلامه هذا وطلبت منه ان يذهب بعيدا ولا يأتي هنا مرة اخري ، ولكن الحلاق لم يذهب، وانتظر لبعض الوقت، وقال لي مرة اخرى "يا سيدي، لقد جئت الى هنا فقط لك ، وسوف احلق لحيتك وبعد ذلك سوف تأتي معك."
ثم بدأ في حلق لحيتي، لكنه بقى يتحدث الي بشكل مستمر وسألني قائلا لي "قل لي اين انت ذاهب " ، لم اكن اريد ان اقول له الحقيقة وكذبت عليه وقلت انني ذاهب للقاء اصدقائي فقد كنت مريضا فترة وتعافيت وفكرت ان اجتمع معهم للاحتفال اليوم ، فجأة، توقف الحلاق عن الحلاقة وقال لي على محمل الجد ، "يا سيدي ، انا وجهت الدعوة ايضا الي اصدقائي للاحتفال اليوم ، ولكني قد نسيت ان اقوم بشراء بعض المواد الغذائية لهم " ، وهنا رديت عليه قائلا له ، يجب ان تكون سريعا ، فاذا انتهيت من عملك هذا فسوف اعطيك الطعام لاصدقائك لذا قم بانهاء عملك بسرعة ،فقد قلت ذلك لانني كنت في عجلة من امري ، لم ينتظر ان استكمل كلامي حتي صاح فرحا قائلا لي " تعال الي منزلي اليوم ، واستمتع برفقة اصدقائي ، ويمكنك تأجيل زيارة اصدقائك الي يوم اخر" .
ضحكت في وجه الحلاق الثرثار وقلت له "سأكون سعيدا جدا بالذهاب الى منزلك الخاص، ولكن ليس اليوم ، فيجب تلبية رغبات اصدقائي اليوم ، وسوف آتي بدون شك الي منزلك في وقت اخر ، وهنا قال له الحلاق الثرثاء " اذا كنت لا تريد ان تأتي معي فانا سأتي معك وسأرافقك الي اصدقاؤك" ، رفضت بشدة وقلت له يجب ان تسرع لانني علي عجلة من امري وانه يمكنه اخذ الطعام الذي وعدته به .
انتهي الحلاق الثرثار من عمله ، وذهبت انا لكي اقابل الفتاة الوحيدة التي احببتها ، ولم اكن علي علم ان الحلاق كان يلاحقني ، وعندما ذهبت لرؤيتها لم اكن اعلم ان والدها سيعود باكرا عن موعده المعتاد واضطررت ان اختفي داخل صندوق ولكني قبل ان ادخل الي الصندوق رأيت الحلاق يجلس عبر الطريق ، وفي الوقت نفسه دخل والدها الي المنزل، وفي هذا الوقت كان عصبيا واختلف مع احد الخدامين حتي انه قام بضربه حتي بكي الصبي من الالم .
ومع بكاء الصبي اخرج صرخة مدوية ، وهنا ظن الحلاق انني من انا الذي اتعرض للضرب ، وبدأ الحلاق ان يصرخ طالبا المساعدة حتي اجتمع الناس حول منزل الفتاة ، خرج والد الفتاة من النافذة ليري ماذا يحدث ووجد الحلاق ومعه العديد من الاشخاص الاخرين يسأله " لماذا تضرب صديقي " ، الوالد لم يستطيع ان يفهم اي شيء، وقال للحلاق "ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه ، من هو صديقك ، انا لا اعرفك حتي " ، وهنا رد عليه الحلاق قائلا " ياسيدي صديقي مع ابنتك وكلنا نعلم انهما يحبان بعضهما البعض ، فهل لك ان تتركه بدون ان تؤذيه " .
رد عليه والد الفتاة بانه لا يوجد احد في المنزل، حتي انه طلب منه ان يدخل وينظر بنفسه ، بالفعل دخل الحلاق لكي يفتش عنه ، وفي اثناء هذا الوقت كان الحشد المتجمع حول المنزل يثرثر ، اخذ الحلاق يبحث عني في كل مكان حتي اكتشف انني بداخل الصندوق ، فتحه ووجدني بداخله وصرخت هاربا منه ولكنني ايضا جذبت انتباه العديد من الاشخاص ، وقفزت خارج المنزل وكنت علي عجلة من امري فاصطدمت بحجر وسقطت على الارض وكسرت ساقي ، ومنذ ذلك الحين، وانا اعرج بهذا الشكل ، والناس تنبذني وواصل الحلاق في تتبعه لي ولكني هربت لانني اكرهه كثيرا لانه افسد حياتي حقا .
بعد ذلك، وجد الخياط الرجل الغريب قد ذهب بعيدا ، بعد ذلك، ذهب الخياط الي الحلاق لكي يتأكد من هذا الكلام ، واخذ يسأل الحلاق " هل حقا تعرف هذا الرجل الاعرج ، وهل هو كان يخبرني بالحقيقة " ، رد عليه الحلاق الثرثار قائلا " لقد حاولت مساعدته حقا لكنه رفض ذلك ، فكنت ارغب في ان اجعل قصة حبه علنا امام كل الناس ، وانه سيكون من العار لو ان القاضي لن يسمح له ان يتزوج ابنته، لكنه لم يفهمني واختار ان يسلك هذا الطريق ."