ان هناك زوجان تمنوا كثيرا ان ينجبوا طفلا ، ولكن دون جدوي ، وكانت الزوجة دائما ما تتأمل في قدرة الله وكانت كلها ثقة انه سيمنحها ما تتمني في يوم من الايام ، وكان لديهم نافذة صغيرة في الجزء الخلفي من منزلهم وكان الجزء الخلفي هذا حديقة رائعة جدا بها كل ما لذ وطاب ، وكانت هذه الحديقة مليئة بالزهور والاعشاب الجميلة ، وكان يحيط بها جدار عال، ولا أحد يجرؤ على الدخول اليها فكانت تنتمي إلى ساحرة شريرة ، وكانت لهذه الساحرة قوة عظيمة ، وكان يخشاها جميع دول العالم.
وفي يوم من الايام ، كانت الزوجة تقف بجانب النافذة المطلة علي الحديقة ، ورأت زهرة جميلة للغاية مضيئة بنور غريب وبدا عليها العظمة ، تمنت الزوجة ان تنالها فكانت من بين كل الزهور هي الزهرة الوحيدة الطازجة ، زادت رغبة الزوجة كل يوم بامتلاك هذه الزهرة وكان اسم هذه الزهرة روبانزيل ، ولكنها كانت تعلم أنه من الصعب الحصول عليها .
و يشاء الله ان تحمل الزوجة واخيرا تحققت امنيتها ، ولكن بدأت حالة الزوجة الصحية تسوء وبدت باهتة ويائسة من كل شئ ، وكان زوجها قلق عليها كثيرا واخذ يسألها في حزنا : ما الذي يجعلك حزينة ياعزيزتي .
ردت عليه الزوجة قائلة : انا بالفعل حزينة للغاية فانا كنت تواقة لرؤية هذا الطفل كثيرا كما انني كنت اتمني لامتلاك الزهرة الموجودة في الحديقة الموجودة خلف منزلنا ، و عندما سأل الزوج عن هذه الزهرة اكد له بعض السحرة ان هذه الزهرة فيها الشفاء لزوجته اذا تناولتها.
شعر الزوج بانه يجب ان يحضر هذه الزهرة لزوجته كي لا تموت وتتركه وحيدا ، وتسلق جدار حديقة الساحرة ولم يفكر كم سيكلفه هذا ، وكان علي عجلة من امره لكي يحضر الزهرة التي ستشفي زوجته وبينما هو في الظلام وكان يشعر بالخوف الشديد رأى الساحرة تقف أمامه قائلة له : كيف تجرؤ على ذلك ، ونظرت له نظرة غاضبة واستكملت كلامها : تأتي إلى حديقتي وتسرق زهرتي النادرة ، انت لص ويجب ان تعاني من اجل سرقتك هذه .
روابط إعلانية
هنا اخذ الزوج يستعطف الساحرة قائلا لها : انني اطلب منك ان تنظري للامر برحمة فزوجتي تعاني كثيرا وتموت بالبطئ حاليا ، وقالوا لي انها لن تشفي حتي تتناول من هذه الزهرة .
بدأت الساحرة تفكر في كلام الزوج ووافقت ان تعطي له الزهرة لانقاذ حياة زوجته ولكن بشرط واحد وهو ان يعطوها الطفل الذي سوف يولد واعطته وعدا انها ستعامله معاملة طيبة وسوف تعتني به مثل امه ، ولان الزوج كان يشعر باليأس الشديد والخوف علي زوجته وافق على كل شيء، ولم يفكر في اي شئ.
عاشت الزوجة وعندما ولدت طفلتها ، كان علي الزوج الوفاء بالوعد الذي قطعه للساحرة واعطاؤها الطفلة التي اطلق عليها اسم روبانزيل ، كانت هذه الطفلة من بين اجمل الاطفال ، واخذتها الساحرة من وهي طفلة ووضعتها في برج عالي لا يعلم مكانه احدا يقع في الغابة وكان ليس له باب او سلم يؤدي الي الخارج ابدا ، كان فقط يوجد نافذة صغيرة تقع في اعلي البرج ، وكانت عندما تريد الساحرة النزول والصعود الي البرج كانت تعتمد علي شعر روبانزيل الذهبي الطويل البراق.
وفي يوم من الايام ، كان يمر ابن الملك الامير يوجين راكبا حصانه في الغابة ورأي البرج العالي ،وبينما كان ينظر الي البرج وينصت سمع أغنية ، وقف واستمع الي اعذب صوت سمعه في حياته ، وكان هذا الصوت هو صوت روبانزل ، اراد الامير يوجين أن يصعد إليها، واخذ يبحث عن باب للبرج، ولكنه لم يستطع العثور علي اي باب يمكن الصعود منه ، فتسلق علي البرج بنفسه ، وبالرغم من خطورة هذه الخطوة الا ان الصوت الذي سمعه قد لمس قلبه بعمق لدرجة انه كان مستعد ان يفعل اي شئ ، ولكنه لم يستطع الصعود الي البرج ووقع ، وذهب عائدا الي القصر .
وفي اليوم التالي ذهب الامير يوجين الي البرج ثانية ، وكان متخفيا وراء شجرة ، ورأي الساحرة وهي تأتي من بعيد وصعدت الي البرج عن طريق شعر ، لم يكن يعلم ما هي القصة وراء هذا الشعر ، فكان غير مصدقا في بادئ الامر ، وانتظر الساحرة ان تنزل مرة اخري ويجرب حيلتها في الصعود عن طريق هذا الشعر .
اخذ الامير يوجين ينادي قائلا : رابونزيل، رابونزيل ، دلدلي شعرك. ، في بادئ الامر شعرت روبانزل بالخوف الشديد واخذت تفكر قبل ان تعطيه شعرها ليصعد من خلاله فكانت هذه المرة الاولي في حياتها تري رجلا ، ولكنها اخيرا ساعدته علي الصعود ، صعد ابن الملك وبدأ الحديث معها تماما مثل صديق، وقال لها ان قلبه قد أثر بها منذ ان سمعها للمرة الاولي تغني وكان من الضروري ان يراها. تمنت روبانزل كثيرا لو انها تستطع النزول والخروج خارج هذا البرج .
كان كل منهما يتقابلون كلما خرجت الساحرة بدأت الساحرة تشك في الامر واختبئت وراء شجرة منتظرة ان تعلم ما هو سر روبانزل ، وفجأة وجدت شخصا يصعد الي البرج عن طريق شعر روبانزل.
انتظرت الساحرة حتي ذهب الامير المحب ونادت علي روبانزل للصعود وجاءت بالمقص وقصت شعرها حتي لا تساعد اي احد علي الصعود مرة اخري ، شعرت روبانزل بالحزن الشديد ، وفي اليوم التالي جاء الامير يوجين لكي يري روبانزل طالبا ان تسدل شعرها لكي يصعد .
نجحت الساحرة ان تسقط له الشعر المقصوص ، وصعد ابن الملك، ولكن بدلا من إيجاد رابونزيل، وجد ساحرة، تحدق في وجهه بكل شر ، واخذت تضحك ساخرة منه قائلة : عن ماذا تبحث ايها الامير ، عن الطائر الجميل الذي يغني ، لا ترهق نفسم فهو لم يعد موجودا في عشه .
فأخذت الساحرة روبانزل الي مكان بعيد في الغابة واخبرتها بالقصة كاملة وانها ليست والدتها وانها ساحرة اختطفتها من اهلها ، شعر الامير يوجين بالحزن الشديد لفقدان حبيبته روبانزل ، وقفز من البرج هاربا من الساحرة ، ولكن بينما هو يقوم بالقفز سقط علي شوك اخترق عينيه فاصبح اعمي كليا وظل في الغابة طوال الليل.
وبينما كان حراس الملك يبحثون عن الامير وجدوا روبانزل وخلصوها من حبسها وفي طريقهم بعد ان يأسوا من ايجاد الامير ، وجدوه بالصدفة ملقي علي الارض ومغمي عليه ، جرت عليه روبانزل وحضنته واخذت تبكي خائفة من فقدانه ، وبينما دموعها كانت تتساقط علي عيون الامير استطاع ان يفتح الامير عينيه مرة اخري ويري روبانزل ، وعادوا سويا الي المملكة حيث انهم وجدوا استقبالا حارا لهم ، وعاشوا في سعادة فترة طويلة.