كان هناك ملك يدعي سينج وهو ملك رامجارب، كان يجلس في محكمته مع العديد من العلماء و المستشارين والوزراء والزوار ، وبينما كان يلقي الخطاب الخاص به ، شعر بنملة تقرصه من قدميه ، وهو كان ملك يتمتع بروح الدعابة ، فحول انتباه كل من حوله الى هذه النملة حيث التقطها وامسكها في يديه قائلا لمن حوله " انظروا الى هذه النملة ، بالرغم من انها مخلوق صغير جدا ، الا انها تعطي في بعض الاحيان كم هائل من الألم ، واخذ يسأل من حوله قائلا " هل احدا منكم يعرف من هو المخلوق الاكثر خطورة على وجه الارض ؟ " .
حول سؤال الملك كل من في القاعة الى كتلة من الصمت ، حيث ان رجال الحاشية اخذوا يفكرون ، وبدأ واحد منهم في الاجابة على السؤال حيث اجمع هو ومعظم الناس ان الثعابين من المخلوقات الخطيرة للغاية، وقال البعض الاخر ان الثعابين ليست كلها ثعابين سامة ، لذلك لا يمكن اعتبارها من اكثر المخلوقات خطورة .
ثم رأي البعض الاخر ان الكلاب هي من المخلوقات الاكثر خطورة بسبب ان حالة الشخص تصبح حرجة اذا قام كلب مسعور بعضه ، ولكن عارضوهم بعض الاشخاص وقالوا ان الكلاب هي من الحيوانات الاكثر وفاءا وصدقا للانسان ، واستمرت المناقشة بين الملك وحاشيته ، وشمل الناس الكثير من الكائنات التي من الممكن ان تكون خطيرة مثل الذباب والبعوض والعقارب والتماسيح وغيرها، واستمرت هذه الجلسة وبدون خلاف لفترة طويلة ، وكان الملك حريصا على سماع جميع وجهات النظر بدقة .
روابط إعلانية
وفي الوقت نفسه، وقعت عيني الملك على عالم مغمور كان غير معروف كباقي العلماء ، ولكنه لم يكن احد يعادله في المعرفة والمنطق والذكاء والحكمة والتواضع ، ورفض ان يعرب عن وجهة نظره كباقي العلماء مما اثار فضول الملك ، فطلب منه الملك ان يعبر عن وجهة نظره حول هذا الموضوع ، وهنا اجاب هذا العالم باجابة صدمت الجميع ، فاخذ يقول " من وجهة نظري ايها الملك ان البشر هم المخلوقات الاكثر خطورة اكثر من اي شيء ، فالبشر لديهم طبيعة شريرة ، وهناك اشخاص تجد الكمال في اغراء الاخرين ، وهذا بدون شك اكثر خطورة من اي حيوان" .
تعجب الملك كثيرا فلم يتوقع هذه الاجابة ، وهنا طلب منه توضيح نظريته اكثر ، واستكمل العالم وجهة نظره بناءا على طلب الملك قائلا " البشر من المخلوقات الخطيرة حيث انها دائما ما تحصل على غضب من احسنوا اليهم عن طريق الاعمال السيئة ، فاذا فعلت خيرا غالبا ما يعود اليك بطريقة سيئة ، فالبشر دوما يحاولون تشويه سمعة بعضهم البعض " .
واستكمل العالم قائلا " ان هناك نوعيات من البشر عادة ما يكونون متملقين للغاية ، فيجد سعادته من نقاط ضعفك ، ويستمرون في ارتكاب الخطايا طالما يفعلونها في الظلام ، فالمتملق هذا يجعلك مختل عقليا مع الوقت لكي تبقي بعيدا عن الواقع ولا تستطيع مواجهته ، سوف اعطيك ايها الملك صدمة كبيرة تثبت صحة كلامي " .
اخذ الملك وكل من حوله ينظرون اليه في تعجب شديد ، وكانوا يريدون سماع ما سيقول بشدة ، واخذ العالم يقول لهم " اذا قام ثعبان او كلب خطير بعض رجل ، فهذا الشخص يمكن انقاذه من لدغه الثعبان او عضة الكلب المسعور اذا تم انقاذه في الوقت المناسب واعطاؤه العلاج المناسب ، ولكن في حالة الشخص الذي هو ضحية الشر عن طريق شخصا اخر ، سيزال يعاني من الالم طوال حياته " .
جميع الخدم والعلماء والوزراء شعروا بالصدمة من قول هذا العالم ، وهنا رد عليه الملك قائلا " ومن هو اشد خطورة ايها العالم برأيك ، الشخص المتملق والمجامل ام الشخص الفاسد" .
وهنا اجابه العالم قائلا " ايها الملك! من وجهة نظري ان الشخص المتملق هو اكثر خطورة من الشخص الفاسد ، فالشخص الفاسد يمكن النجاة منه بسهولة ، فكل ما يستهدفه هو نقاط ضعفك ، فكل ما عليك هو ازالة نقاط الضعف الخاصة بك واصلاح نفسك ، وذلك بالحفاظ على الشخص الناقد بجانبك لكي تستمر بمعرفة نقاط الضعف الخاصة بك " ، اما الشخص المتملق يريد ان يحطمك تماما وانت لا تدري ، وهنا فكر الملك قليلا ثم قال للعالم الذكي " انت على حق ايها العالم فعلا بعض البشر يعتبرون هم اشد المخلوقات خطورة في العالم " .