الالعاب الشعبية عند الاطفال كثيرة ومتنوعة بعضها يمتد الى عصور قديمة، الجاهلية مثلاً وصدر الاسلام وحتى العصر الحديث وبعض الالعاب لها جذور عميقة وقواعد راسخة واصبحت جزءاً من مشاهد الحياة التي تناولها بعض الشعراء في قصائدهم ، ففي حياتنا والى وقت قريب كنا نمارس في محلتنا وازقتنا بعض الالعاب الشعبية مثل لعبة الشنطرة وبلبل التي كانت تسمى عند العرب لعبة المقلى – وتسمى ايضاً– العود والبلبل – والمقلى كالفلة والمقلى العود الكبير الذي نضرب به ، والفلة الخشبة الصغيرة التي تنصب وقياسها ذراع .
وقد ذكر الشاعر امرؤ القيس هذه اللعبة
فاصدرها تعلو النجاد عشية
اقب كمقلاة الوليد شخيص
كما ذكر الشاعر لبيد هذه اللعبة بقوله:
قربا يشج بها الخروق عشية
ربد لمقلاة الوليد شتيم
ومن الالعاب الشائعة لعبة الشطيط حيث ينقسم الاطفال الى فريقين يتصل بينهما خط يرسم على الارض ويبدأ الاطفال بسحب بعضهم بعضاً وهم يصدرون صوتاً مستمراً فإذا سحب احد الاطفال داخل الخط يستمر نفسه على غير انقطاع وهو يرسل طوط طوط طــــــــــوط فإذا انقطع نفس الصبي يخسر الرهان واذا عاد الى خطه ثانية دون ان ينقطع صوته يربح الرهان وهي لعبة تشبه جر الحبل .
وهنا لعبة الزحكينةاو ما تسمى لعبة المرجوحة وكانت تسمى الزحلاقة وهي نفسها لعبة الارجوحة وهي خشبة توضع على مرتفع ترابي ثم يجلس على كل طرف شخص او اكثر فإذا كان احد الطرفين اوزن ارتفع احد اطراف الارجوحة وهم يرددون :
يا حمصة يا زبيبه
وكت العشه تشريبه
وكانت هذه اللعبة تسمى ايضاً المسطوحة ومنها قال امرؤ القيس
لمن زحلوقه زل بها العينان تنهل
ينادي الآخر الالالا حلو الا حلوا.
ومن الالعاب المعروفة ايضاً–الختيلة– والغميضة وهي ان يغلق احد الاطفال عينه مستنداً الى جدار بينما الاطفال يختبئون في اماكن متفرقة وعندما يتم الامر يصرخ احد الاطفال حلال وهنا يبدأ الطفل البحث عن الاطفال المختبئين حتى يجدهم وهو يصرخ لزمتك .
وهناك لعبة الدعابل ولعبة الجعاب ، وشخط من شخطك ، ولعبة العروسة التي تصنع من الخشب مع حشوها بالقطن وقطع الملابس ورسم لوحة العين والحواجب والشفاه ، وفيها يقول الشاعر :
الواهب ابيض الكواعب كالدمى
حوراً بايديها المزاهر تعزف
وفيها قال ايضاً :
حرة طفلة الانامل كالدمية
لا عابس ولا مهزاق
وبها ايضاً :
وهي اذ ذاك عليها مئزر ولها بيت جوار من لعب
وهناك لعبة الحمدان ... أي الشخص الجامد وفيها ينقسم الاطفال الى فريقين يطارد بعضهم بعضاً والفريق المطارد على افراده اذا ما وقعوا بيد الفريق الخصم ان يقفوا ولا يتحركوا ان يتجمدوا ومن هنا جاءت التسمية .
وهناك لعبة السيفون وهو شراب التامليت الذي كان شائعاً حيث يتراهن شخصان على قنينة التامليت التي ترج وتفتح فتحدث وشيشاً مسموعاً مع فوران السائل الذي يجري على الارض فاذا امتد السائل ابعد من مثيله أي خصمه يكون الفائز هو الذي سال سيفونه على الارض بمسافة اطول من المقابل وهنا يكون الخاسر قد تنازل عن القنينة للرابح فيشربها .
العاب كثيرة اختفت مع ظهور العاب واجهزة حديثة جعلت العاب الصغار في الماضي جزءا من التراث الشعبي .
كمال لطيف سالم