يجتمع العقل والقلب في علاقة المرأة بالذهب، سواء في أي وقت وربما في العالم. فهذا الأصفر الرنان هو مصدر أمان، كانت تعتبره نساء الأجيال الماضية «زينة وخزينة»، لذا يسعين الى شرائه، كلما سنحت الفرصة لهن، فهو رأسمال يعتمد عليه في الزمن الصعب وثروة تورثها الأمهات الى البنات.
والنساء بشكل عام هاويات لشراء الذهب، بدلالة انتشار أسواق الصاغة . وكل المواسم صالحة لشرائه او تقديمه هدية لا نقاش حول أهميتها، وفي جميع المناسبات.
اما الثروة الفعلية الأولى التي تحصل عليها كل بنت ، فتكون مع الخطوبة ومن ثم الزواج، اذ يفترض ان يقدم العريس «نيشان الخطوبة » الارتباط الى عروسه. وهذه «الصيغة » تحمل مدلولات اجتماعية واقتصادية متنوعة. وأحيانا تكون سبباً من أسباب الخلاف بين العروسين، أذا تدخل الأهل لفرض شروط تليق بقيمة بابنتهم. وغريزة الملكية عند المرأة تبرز أكثر ما تبرز في ارتباطها المادي والمعنوي بمقتنياتها الذهبية. لذا تعد تضحيتها بها لتحسين أوضاع عائلتها تضحية كبيرة، أشبه بالانسلاخ.
وهناك من تتعامل مع الذهب بحكمة فطرية، ورثتها عن والدتها وجدتها، وتشتري «لطالما حذرتني والدتي من شراء المجوهرات المشغولة والمرصعة بالأحجار الكريمة، التي تفقد الكثير من قيمتها لدى بيعها بعد حسم قيمة الصياغة.
لكن الراغبات بالذهب من عقود وأساور وسلاسل وأقراط كثيرات وان انتمت نسبة كبيرة منهن الى الطبقة الوسطى وما دون. لشراء الذهب المشغول، بمعزل عن التفكير بقيمته الخالصة، لان الهم الغالب لديهن هو التباهي بقطعة «الصيغة» أمام القريبات والجارات. ويلهثن خلف الجديد في السوق، لذا تأتي الواحدة منهن لتبدل مصاغاً قديماً بآخر أكثر حداثة وتدفع الفرق، ونادراً ما تستطيع المرأة مقاومة قطعة جديدة.
والنساء الأكثر فقراً هن الأكثر تهافتاً على شراء الذهب المزخرف باستمرار. أما المرأة الغنية فتكتفي باختيار اي شيء ثمين وراق.
أيسر الصندوق