عدتا من الحواضر المهمة في التاريخين العربي والاسلامي منذ تاسيسهما في بدايات الدولة العباسية . واكتسبتا شهرة كبيرة في البلادالعربية والآسلامية بوجود المراقد والآضرحة المقدسة والطاهرة . فالكاظمية تشمخ بمرقدي الآمامين موسى بن جعفرالكاظم ومحمد بن علي الجواد عليهما السلام والشريفين الرضي والمرتضى والشيخ المفيد رضوان الله عليهم.
والآعظمية تزدهي بضريح الآمام ابي حنيفة النعمان(رض).
وتناسلت حولهما بيوت البغداديين بمرور الايام والسنين واصبحتا من الاحياء الراقية . فكانتا مهوى افئدة المؤمنين.
والاعظمية الرقعة الساحرة التي استهوت ابن الخليفة المستعصم بالله العباسي اخرخلفاء بني العباس وكانت مستقره دون سائرانحاء بغداد . ومن ثم موقع قبر والده الذي سمي قبر ( ابو رابعة) وكذلك( ام رابعة) زوجته حفيدة صلاح الدين الايوبي ، حيث دفنا معا . وصارمدفنهما مزارأ وكسلة للبغداديين في المناسبات.
ومذ تكونهما ربط بينهما جسر وكأنه ربط قلوب ابنائهما ببعض وظل وشيجة راسخة على مدى الازمان والعصور يحكي قصتهما التي اتسمت بالمحبة والوفاء والآخاء ، والتي تجلت في اروع صورها في حادثة الجسر قبل اعوام وبرمزها الشهيد عثمان العبيدي.
قبل مدة كنت في احتفالية نظمها مكتب أية الله السيد حسين الصدر في الكاظمية بمناسبة منحه جائزة السلام ، وكان من بين الحضور وفد من منطقة الاعظمية ، وتحدث احدهم وهو احد الشيوخ مستذكرأ تلك الآيام السود التي مرت بالبلاد قبل سنوات . وكيف تمكن هو والسيد حسين الصدرمن اعادة الوئام بين المنطقتين من خلال جمعهما اخيارهما ووجوهههما ورجالهما في مؤتمر في مكتب السيد واتفقوا على نبذ الطائفية المقيتة والوقوف بوجه الفتنة ودعاتها ومروجيها. ووضع آليات وصيغ لقطع الطريق على امتداداتها وانهائها . وكانت تلك المبادرة حملة سلام امتدت لأنحاء عديدة من بغداد . وغدتا المنطقتين منطلقأ لدعوات الخير والمحبة والسلام بين اهل بغداد ، واقتدى الجميع بتلك المبادرة والمواقف الشجاعة.
انه قدرهما بلاشك ، ومااروعه حين يرتبط بمصائرالاهالي في مدينتنا الحبيبة بغداد وتواصلهم لآجل استقراروازدهار البلاد.
عبد الكناني