.............
.............
المرأة المعجزة .....فيروز
الصوت موسيقى
القامة ...جبل
اللفتات .... كبرياء
الملامح ...لا توصف ...
ما زلت احايلها ، و اتلو عليها ذكريات عتيقة ، اغانٍ ، بعضاً من الحزن ، شيئاً مما احببناه و ضاع ...علها تصغي ، علها ....تمطر ....
أمطري ...ارجوك ...أمطري.
بعض الوجع ، يمكن ان نحسه فعلاً ، مثل قطعة من الفولاذ تتربع على مداخل القلب ...
اذا كان القلب مضخة دم فحسب ، كما علمونا...فلماذا تجلس قطعة الحزن الثقيلة هذي حيث يجب ، تشريحيا ، ان يكون !!!
احتاج الى ان يتغير اعرابي ...
أنا المكسورة بحرف الجر ....
انا المضافة اليه.
دعني اخبرك سرا ً ...
مازلت ََ المُبكي الحقيقي ....
مازلتَ ...و مازلتُ بغباء ادير عن وجهك ألمي ، و انت ...انت ..الجرح الذي ننشد الصراخ ، لعله تحت الضجيج يهدأ ...
و ليتك تدري ..ان مثلي ...تقف على اعتابك ، مستجمعة كل غبائها المستحيل ....لتبقى صامدة امام عواصف الرحيل التي يعصفها دماغها الذي لا يهدأ ..
احبك ...بحزن ...جداً
من الابواب المشرعة ، يمر الامل ، لذا حرصت على الا تغلق بابها ...و في نفس الوقت الا تفتحه على مصراعيه ..
و في اعماقها المنتظرة ، لطالما تساءلت عن حجم الامنية التي يمكنها ان تدلف من باب شبه مغلق ....
و في نار انتظارها ..تمشت على الجمر مراراً و تكراراً ...كانت تدري ان بابه مغلق ، و ان من يريد ان يحادثه ، يمتلك الشجاعة الكبرى لتحريك المقبض ...
و كانت اكثر جبناً من أن تفعل ..رغم انها تدرك ان بابه ، مفتوحاً ، قد لا يسع عظمة وفودها على قلبه ، و انه لا يقل عنها انتظاراً ..
لم تتمن اكثر من ان تحييه مرة واحدة ، هو الذي حيته كل الوجوه ، و نادته كل الاصوات ، هو الذي عذبتها بابه الذي يدلف منه القاصي و الداني ، هو الذي تدري انه ينتظرها.
أكان حقاً ينتظرها ؟
أكان يقدر من تكون ؟
بل أكان يعرف اسمها ؟
اكان ....!!!!
أولا يقولون ان القلوب مرايا القلوب ؟
ايعقل ان ارتباكه حين يمر بقربها كان كذبة قلب عاشق لا غير ..
و ان نظراته اليها كانت احلام منارة اغرمت بمرفأ بعيد ؟
و ان رواحه و مجيئه الذي تعلنه دندنة مفاتيحه قرب بابها اللعين شبه المغلق ، كان مروراً قرب باب لا يعني سوى ما يعنيه اي باب ...أيعقل !
امسكت رأسها ...بكت قليلاً ...
سمعت صوته كما تسمعه كل صباح من بعيد ....ارتجفت شرايينها ، تقوقعت كحلزون بائس يهرب من فشل يخطه بنفسه خلف باب مغلق ساخر ...
نهضت ، اغلقت الباب جيداً ، و فتحت الشباك للشمس ،
من يريدنا ، سينادينا بأسمائنا ...
من يريدنا .....لن يكتفي بهمهمة مفاتيح ...سيبحر نحو المنارة و يصيّرها شاطئا ً للورود .
قرأت اليوم ان شويكار ماتت .
شويكار التي خطبها فؤاد المهندس على المسرح بقوله " مش نتجوز بقى يا بسكوتة ؟"
فؤاد المهندس الذي مات ايضاً ....
ماتت قصة الحب بأركانها اذاً..
و انا التي قرأت عن القصة ...سأموت .. و سيذكرني احدهم لمدة ..و سيموت ...
و ستُنسى كأن لم تكن ...كما يقول محمود درويش ...الذي مات ايضاً...
الذي مات ايضاً.
يا كتلة الزمان الكبيرة المتحركة ..بلا تعب ..بلا استراحة ...
انا ....احتاجُ وقتاً مستقطعاً .