هذا المثل ينطبق على رجال السياسة في الوطن العربي
الذي في رأسه فكرة لابد أن ينفذها
ويروى ( يريد يغني ) بدل ( يريد يصيحه )
أصوله :
( في رأس فلان خطة )
و ( في رأسه خطه ) و ( رأس فلان خطبة )
والأخيران نسبهما العسكري إلى العامة .............
و ( في رأسه خطة ) نسبه الميداني إلى العامة
و ( في رأسه خيوط ) نسبه الثعالبي في التمثيل الى العامة
ونسبه الميداني إلى الموالدين
و ( جاء فلان وفي رأسه خطة ) .
وفي ( رأسه صوت لابد ما يزعقه )
والأخير كان شائعا بين عامة مصر في 800 هجرية
قصة هذا المثل :
كان هناك شخص ..... يملك حمار وبعير .
يسخرهما للعمل ليل نهار ... وبدون رحمة .
البعير يحرث الأرض ...
والحمار يحمل ما فوق طاقته .
ولا يقدم لهما الرجل ... سوى القليل من العلف لسد الرمق .
الحمار والبعير .... ذاقوا الأمرين من هذا الرجل .
الذي لا يرحم .... لهذا قرروا الهروب من العذاب والجوع .
وهربا تحت جنح الظلام ...
وبعد مسير طويل .
وجدوا ارض خصبة .. مراعي كبيرة .
هي الجنة التي حلموا بها .
واخذوا من خيرات هذه الأرض ...
الكثير من النعم .
ونالت السمنة منهما الكثير ...
ذات يوم قال الحمار للبعير ...
أريد إن أغني ؟
عجبه الأمر ... من الشبع إن يغني .
نظر البعير إلى الحمار ... وقال:
( تريد تفضحنا ) .
خلينا ... نأكل ونشرب بهدوء ...
ليروح احد يسمعك من بني ادم .
ونخسر كل شي .
الحمار ... أصر على الغناء .
واخذ ينهق وينهق .... وحسب نفسه يغني .
وشاءت الصدفة إن قافلة كانت تستريح من عناء السفر .
وسمع رجال القافلة نهيق الحمار الذي كان يغني .
وهرعوا إلى مصدر الصوت ... وأحاطوا بهما .
وتم مسكهما وأقتادهما إلى محل استراحتهم .... فرحين ومسرورين .
وكانت حيوانات القافلة منهكة ... فخففوا بعض أحمالها .
ووضعوها على ظهر الحمار والبعير .
كان طريق الرحلة طويل ...
بعيد جدا .
والحمل ثقيل جدا ...
وبعد يومين برك الحمار على الأرض .
ولم ( ينفع معه ضرب العصى ) ... كان لا يقوى على المسير أصلا .
رفعوا عنه الحمل ...
وأضيف الحمل
فوق الحمل على ظهر البعير !!!!!
سكت البعير ... ونظر إلى الحمار وفي قلبه غصة .
وقال :
(( هذا ما جره علينا نهيقك ....
وتحسب نفسك تغني ))
أو (( هذا ما جره علينا غناؤك )) ...
لكن الحمار كان يعتذر .
بأعذار واهية .
بعد يومين فقط من المسير ... الحمار سقط على الأرض مع انه
لا يحمل الإثقال ؟
وكان يقول .... لا اقوي على السير .
الجماعة .... اضطروا إلى تحميله فوق ظهر البعير !!!!
البعير .... ظل ساكت .
وبعد ان حمله ... قال للحمار
(( هاي ليش سويتها ؟ ))
بمعنى لماذا فعلت هذا !!!
الحمار اخذ يعتذر ...
للضعف الذي حل به وعدم قدرته للمطاولة والمسير .
قال الجمل .. (( هذا كله نتيجة غنائك )) .... ويعني نهيقك .
وأنكر الأصوات صوت الحمير .......
البعير المسكين ...
تحمل ( فوق الحمل جمالة ) .. يسير وهو يلهث .
والحمل ثقيل .... وفوق الحمل (( حمار )) .
وكان القدر ....
إن يكون البعير في المسير لكي يتسلق جبلا شامخا .
وعندما وصل الجميع ( الذروة ) وكان الطريق ضيق جدا .
والوادي السحيق .... واضح جدا .
وقف البعير .... والتفت إلى الحمار .
وقال له بكل هدوء ....
(( ألان طربت على صوت غناءك ))
الحمار قال له ما تقصد من كلامك ؟
فقال البعير ..
(( طربت لنهيقك
وأحب إن ارقص على صوت نهيقك ))
اخذ الحمار يتوسل به .... لكن البعير أصر على ما يقول .
وما هي لحظات .... مجرد لحظات .
اخذ البعير يرقص .... ويقفز .
وإذا بالحمار يسقط من على ظهره إلى تلك الهوة السحيقة .
ولم يصل إلى قعر الوادي ...
إلا وقد أصبح لحما متناثرا .
يضرب :
لمن يسبب لنفسه الهلاك .