والقصة كما يلي
********************
(( احد السلاطين خرج مع وزيره لتفقد أحوال الرعية .
طيب هي بادرة جيدة من صاحب المعالي السلطان .
والرجل أختار زي الدراويش مع وزيره .
ليتقرب من نبض الناس ... مشاعر الناس
هموم كل الناس .................. المهم
زار الرجل مزرعة ... وشاهد فلاح بسيط مسن ( يحرث ) الأرض .
طبعا مع ( ثور ) .... وما أكثر الثيران .
الفلاح وضع قلادة حول رقبة الثور ... ربما وسام ( الفارس ) .
الله أعلم ...
السلطان ظل ( حيران ) وأقترب من الفلاح الكادح ...
ولا احد يعرف الأخر .. والوزير يده على قلبه .
قال السلطان وهو يشير إلى القلادة .. من أين ؟
الفلاح وهو يشير إلى الثور ... من هذا .
السلطان بهت ... شنو ثور يلبس قلادة ثمينة
قال السلطان المتخفي للفلاح .. يا أخي لماذا لم تزرع مبكرا ؟
أجاب الفلاح ... زرعت وصار نصيب الناس .
السلطان ... هل ادخرت شي من عملك ؟
أجاب .. الاثنين والثلاثين لم تبقي لي شي !!!!
السلطان .... كيف بعيدك ؟ ويقصد ( شيخوختك ) .
الفلاح .. بعيدي قريب ( مني ) .
أخونا السلطان قال ... كيف حال الاثنين ؟
أجابه .... صاروا ثلاث .
السلطان .. كيف حال العائلة ؟
أجاب ... تفرقت .
سكت السلطان وهو حائر و ينظر للفلاح بطرف عينه .
قال السلطان .. اسمع أخي
النعامة تبيض ( 12 ) بيضة ................
فإذا فسدت اثنتين
والباقي لم تفسد فكيف تكون النتيجة ؟
قال الفلاح ..... فسدت .
السلطان متعجبا .....
وإذا العشرة فسدت والاثنتين لم تفسدا ؟
أجاب الفلاح وهو يبتسم ..... عمرت .
بمعنى ( أطال الله في عمرها )
السلطان قال .... لا تبيع بثمن رخيص .
والفلاح قال ... لا توصي حريص .
وغادر السلطان المتخفي المكان .
وقال لوزيره ...
هل فهمت ما دار بيني وبين الفلاح ؟
قال ( الوزير ) ... لا .
قال السلطان بحزم لوزيره
( أبوك أحرقه )
إذا لم اعرف الاجوبه .
بعد إن عرف الوزير المصير الذي ينتظره
عاد إلى الفلاح ثاني يوم .. وأعطاه كيس من ( الدنانير ) .
والفلاح أخذ الكيس ...
وقال له : ماذا تريد إن تعرف ؟
الوزير .... كل شى .
قال الفلاح بعد إن عرف إن السلطان من كان يحاوره .
هو سألني من أين حصلت على قلادة الثور ..
قلت له من تعب الثور .
وسألني لماذا لم تتزوج مبكرا ..
قلت له تزوجت ورزقت بإناث وتزوجن .
قال لي ... هل ادخرت من كدك شي ؟
قلت له إن أسناني الـ ( 32 ) لم ( تبقي ) لي شى .
وسألني كيف نظرك من بعيد ...
قلت له لا أرى البعيد
وإنما أرى القريب و( ما إنا عليه ) .
هو قال لي .... كيف حال رجليك ؟
قلت له أصبحت ثلاثة لأنني أتوكأ على ( عصا ) .
الوزير الله يحفظه كان مندهشا من كلام الرجل المسن ...
وقال له : وبعد
قال الفلاح .... هو سألني كيف حال أسنانك
وقلت له (((( سقطت جميعها )))) .
هو قال .. السنة وأشهرها الاثنى عشر وإذا لم تمطر في شهري آذار و ( نيسان ) ..
فماذا تكون النتيجة ؟
قلت له ... تحدث ( كارثة ) في تلك السنة .
وسألني عن السنة وأشهرها الاثنى عشر فإذا أمطرت في شهري آذار و( نيسان ) ...
ولم تمطر في باقي الأشهر ... ماذا تكون النتيجة ؟
قلت له ... عمار الدنيا ووجود الخير في تلك السنة .
( أطال الله عمرها ) ...
هو قال لي ..... لا تبيع ( برخيص )
وعرفت إن الذي معه سيأتي لي ....
وعرفت منه ....
عن معنى ما دار بيننا فلا تجبه بلا ثمن ......
ونظر الفلاح المسن إلى الكيس .
وقال للوزير .... وقلت له لا توصي حريص .
لأني عرفت ما كان يريد إن يقوله .
وضع الوزير يديه على رأسه ....
وقال كم كنت مغفل .
وعاد مسرعا إلى السلطان ...
الذي أقر في صحة ما دار بينه وبين الفلاح .
فذهبت وصية السلطان ...
وبقي جواب الفلاح المسن .... عبرة ومثل .
يضرب :
لمن توصي شخصا وهو أحرص منك عليه