تعاملها مع الأعمى: روي عن الإمام علي -عليه السلام- أنه قال: (استأذن أعمى على فاطمة -عليها السلام- فَحَجَبَتْهُ، فقالت -عليها السلام-: إن لم يكن يراني فإني أراه، وعاشت بعد رسول الله (ص) سبعين يوماً. وكذلك سيرة ابنتها زينب -صلوات اللهِ عليها- هذهِ الخفرة، إن صفة التعالي على الرجال، صفةٌ مطلوبة للمرأة -التكبر المحمود-. إن هذهِ الأمور بديهية في حياتها -صلوات الله وسلامهُ عليها-.العفة:إن الزهراء -عليها السلام- عِبرةٌ وعَبرة.. صحيح نحنُ نتألم لما جرى عليها، ونفرح بمولدها، ونحبها ونحب أباها وبعلها وذُريتها.. ولكن يجب أيضاً أن نستن بسُنةٍ من سننها -صلوات اللهِ وسلامهُ عليها- وكيفَ كانت تعيش في هذهِ الدنُيا!.. فاطمة -صلوات اللهِ عليها- ضربت أعلى المُثُل في العفة.. وعفةُ فاطمة أمرٌ مشهورٌ في تاريخ البشرية، هي سيدة النساء، وصفاتها سيدةُ الصفات، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها: 1. تعاملها مع الأعمى: روي عن الإمام علي -عليه السلام- أنه قال: (استأذن أعمى على فاطمة -عليها السلام- فَحَجَبَتْهُ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله- لها: لِمَ حَجَبْتِيه، وهو لا يراك؟.. فقالت -عليها السلام-: إن لم يكن يراني فإني أراه، وهو يشم الريح.. فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: أشهد أنك بضعة منّي).. 2. فرحها بمسألة التابوت: لأنه لن يرى حجمَ بدنها أجنبي، رغمَّ أن التشييع كانَ ليلاً، والمشيعون أمثال سلمان.. ورد في الرواية: (أسرّ رسول الله (ص) إلى فاطمة (ع) أنها أُولى من يلحق به من أهل بيته، فلما قُبض ونالها من القوم ما نالها، لزمت الفراش، ونحل جسمها، وذاب لحمها، وصارت كالخيال، وعاشت بعد رسول الله (ص) سبعين يوماً.. فلما احتضرت قالت لأسماء بنت عميس: كيف أُحمل على رقاب الرجال مكشوفة، وقد صرت كالخيال، وجفّ جلدي على عظمي؟.. قالت أسماء: يا بنت رسول الله!.. إنّ قضى الله عليك بأمر، فسوف أصنع لك شيئاً رأيته في بلد الحبشة، قالت (ع): وما هو؟.. قالت: النعش يجعلونه من فوق السرير على الميت يستره، قالت لها (ع): افعلي!.. فلما قُبضت -صلوات الله عليها- صنعته لها أسماء، فكان أول نعش عُمل للنساء في الإسلام).3. احتجابها عن الرجال: عندما دخلت (ع) المسجد: (لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها، ونساء قومها.. تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وآله-ر، وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة..).. وكذلك سيرة ابنتها زينب -صلوات اللهِ عليها- هذهِ الخفرة، عندما دخلت في مجلس الطاغية.. البعضُ يقرأها: متكبرة، أو متنكرة.. إن صفة التعالي على الرجال، صفةٌ مطلوبة للمرأة -التكبر المحمود-.. لأنَ إحساسها بهذا الجو؛ يجعلها لا تسترسل مع الرجال، هذا هو المقصود بهذهِ العبارة.. أو متنكرة؛ لئلا يشارُ إليها على أنها ابنةُ أمير المؤمنين. فإذن، إن هذهِ الأمور بديهية في حياتها -صلوات الله وسلامهُ عليها-.