علي وليد الكعبة
عندما آن للأرض أن تزهر وتمتلئ نورا انزل الله نورا في صلب آدم الذي بقي يتقلب في أصلاب الأنبياء الطاهرة حتى افترق في صلب عبد المطلب فصار محمد النبي وعلي الوصي (صلوات الله عليهما والهما) لذلك ترانا عندما نقرا في زيارة الأمام الحسين (عليه السلام) نقول ((اشهد انك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بنجاستها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها)) .
فهذا النور الذي آن له أن يتحول إلى إنسان بأمر الله ليكون وصيا لخاتم أنبياءه لابد أن يكون يوم مولده مشهورا ومكان مولده مشهودا فتهيأ له مالم ولن يكون لبشر قبله وبعده .
تقول الروايات أن فاطمة بنت أسد أم الإمام علي (عليه السلام) جاءت تطوف بالبيت العتيق وتدعوا الله أن يسهل أمر ولادتها وكأنها على علم بأهمية الجنين الذي تحمله بين أحشائها إذ قالت في دعائها ((رب أني مؤمنة بك وبكل كتاب أنزلته وبكل رسول أرسلته ومصدقة بكلامك وكلام جدي إبراهيم الخليل (عليه السلام) وقد بنى بيتك العتيق . واسالك بحق أنبيائك المرسلين وملائكتك المقربين وبحق هذا الجنين الذي في أحشائي ألا يسرت لي ولادتي )) . يتبين لنا من هذا الدعاء أن بني هاشم لم يكونوا كأهل الجاهلية يعبدون الأصنام ويشربون الخمر ويلعبون الميسر ويذبحون على النصب . كلا فقد كانوا موحدين يؤمنون بدين إبراهيم ، في حين يأتيك من يصف الحمزة عم النبي بشارب الخمر وصياد الأسود . ولو أن هذا قليل أمام اتهام النبي (صلى الله عليه واله ) بالرقص وضرب الدف وشرب الخمر والتبول واقفا .
هذا ديدن بني إسرائيل الذين قضوا الدهر يحاربون خاتم الأنبياء قبل وبعد مولده وحتى ظهور ولده الذي يملئها عدلا كما ملئت ظلما .
بعد هذه الإشارة نعود إلى ولادة أمير المؤمنين فبعد أن أكملت فاطمة بنت أسد دعائها جاء أمر الله وأخذها الطلق وانشق جدار الكعبة ودخلت فاطمة والتئم الجدار وعندما وصل الخبر إلى أبي طالب حاول مع الرجال فتح الباب فلم يفتح وبقي الجميع في حيرة من أمرهم .
وبعد ثلاثة أيام انشق الجدار من نفس المكان وخرجت فاطمة تحمل وليدها والذي كان مقدرا له أن يسمى حيدره و لكن لعلو مكانته أسموه عليا .