في هذه الصفحة نتأمل نقاط عدة منها .
1- تحقق أمر انشقاق الجدار ودخول فاطمة منه ولم تدخل من الباب ثم انغلاق الباب وعدم تمكن قريش من فتحه ثم انشقاق الجدار مرة ثانية وخروج فاطمة ووليدها يجعل الأمر برمته معجزة لأتحدث مع أي شخص مهما بلغت مكانته والأشد من ذلك إن خط التحام الجدار بقي واضحا حتى بعد إعادة بناء الكعبة عدة مرات .
2- أثناء وجود فاطمة داخل الكعبة كيف حدثت الولادة وماذا صاحبها ونحن نعلم أن المسالة يصاحبها خروج الدم والمشيمة وما أليه من الأمور التي تحدث في حالات الولادة . وهذا دليل على طهارة آل البيت حتى قبل أن تنزل أية التطهير عمليا.
3- بقاء ألام ووليدها داخل الكعبة وفي هكذا ظروف لابد لها أن تحتاج إلى الطعام والشراب . فمن أين كان يأتيها طعامها ولمدة ثلاثة أيام ومن يأتيها به . ويأتيك من لاعلم له ولا دراية ويقول علي صحابي مات كمن قبله بعد أن أدى الذي عليه وكأنه لم يسمع كتاب الله إذ يقول عز من قائل (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران:37) إن الذي رزق مريم من طيبات الجنة في محرابها لقادر على أن يرزق فاطمة ووليدها من طيبات الجنة في بيته العتيق .
4- أية مكانة عالية وصلتها هذه ألام بحق وليدها فلو أمعنا في مسالة بقائها ثلاثة أيام بلياليها داخل جوف الكعبة والناس حولها تطوف فأية مكانة هذه ( السلام عليك يا مولاي عندما جعلت نفسك النقطة فكنت اصل كل الأشياء ) .
كانت ولادة الإمام علي ( عليه السلام ) في يوم الثالث عشر من رجب بعد ثلاثين سنة من عام الفيل مسجلا بولادته معجزة لم تكن لأحد من قبله ولن تكون لأحد من بعده أبدا .