في بلدة بعيدة كان هناك طفلة صغيرة كانت تدعي ذات الشعر الذهبي ، وسميت بهذا الاسم لان كان شعرها مشرق وزاهي ، وكانت دوما ما تتنزه حزينة وحدها ، وكانت دوما تشعر بضيق في صدرها يجعلها مضطربة طوال الوقت لدرجة أنها لا يمكنها أن تبقى هادئة في المنزل ، فكانت لا تستطيع ان تشعر بالراحة الا اذا خرجت بعيدا.
وفي يوم من الايام شعرت بهذا الشعور و دون الحصول على إذن ، خرجت الي الغابة لجمع الزهور البرية، واخذت تجري في الحقول لمطاردة الفراشات،فركضت ذات الشعر الذهبي هنا ور كضت هناك، وذهبت بعيدا ، وفي نهاية المطاف، وجدت نفسها في مكان بعيد ووجدت انها وحيدة وليس هناك اي احد ، ولكنها شاهدت منزل صغير دافئ، كان هذا المنزل يمتلكوه ثلاثة من الدببة يعيشون فيه، ولكنهم لم يكونوا في المنزل في هذا الوقت ، وكان الباب مواربا.
كانت تتميز ذات الشعر الذهبي بالفضول الشديد ، وقررت ان تدخل الي ذلك المنزل بمنتهي الجرأة، واخذت تتساءل مع نفسها ما نوع الناس الذي يعيشون هنا ، فقد كان يبدو كل شيء في مكانه ، وكان كل من الدببة الثلاثة قد خرجوا للتمشية قليلا قبل ان تأتي ذات الشعر الذهبي ، وتركوا عصيدة علي الطاولة لتبرد حتي يعودون ، وكان يعيش في هذا المنزل دب كبير ودب اوسط الحجم ودب صغير.
روابط إعلانية
تفاجئت ذات الشعر الفضي عندما دخلت الي المطبخ ورأت ثلاثة اوعية من العصيدة، ولم تستطع المقاومة وذاقت أكبر وعاء، والذي ينتمي الى الدب الكبير، ووجدته بارد جدا، ثم ذاقت الوعاء متوسط الحجم، والذي كان ينتمي إلى الدب المتوسط الحجم، ووجدته حار جدا ، وقررت ان تتذوق أصغر سلطانية، والتي كانت تنتمي إلى الدب الصغير، وجدته معتدل ومضبوط ، ووجدت نفسها فجأة أكلت كل شيء.
وبعد ذلك ذهبت ذات الشعر الذهبي إلى صالة الاستقبال، وكان هناك ثلاثة مقاعد، حاولت ان تجلس علي أكبر كرسي، والذي كان ينتمي الى الدب الكبير، وجدت أنه مرتفع جدا ، ثم حاولت الكرسي المتوسط الحجم، والذي كان ينتمي إلى الدب الأوسط الحجم، ولكنها وجدته أيضا واسع ، ثم حاولت ان تجلس علي الكرسي الصغير، والذي ينتمي إلى الدب الصغير، ووجدته مناسب لها ، فجلست عليه.
بدأت ذات الشعر الذهبي ان تشعر بالتعب الشديد ، فذهبت إلى الطابق العلوي لكي تجد غرفة تستريح بها ، وهناك وجدت ثلاثة أسرة، حاولت ان تنام علي أكبر السرائر، الذي كان ينتمي الى الدب الكبير، وجدته لين بطريقة غير مريحة ، ثم حاولت السرير المتوسط الحجم، والذي كان ينتمي إلى الدب المتوسط الحجم، فوجدته صلب جدا، ثم بعد ذلك حاولت أصغر السرائر، والذي كان ينتمي إلى الدب الصغير، وجدت أنه مناسب للغاية لها ، ونامت عليه دون ان تشعر.
وبينما ذات الشعر الذهبي نائمة ، جاء الدببة الثلاثة الي منزله عائدين من مسيرتهم ، ودخلوا الي المطبخ لكي يتناولون العصيدة التي صنعوها ولكنهم اكتشفوا ان هناك شخص قد اكل من كل وعاء كل دب منهم، شعروا بالدهشة ، ثم ذهبوا الدببة الثلاثة إلى صالة الاستقبال، واكتشفوا ايضا ان هناك شخص ما جلس علي مقاعدهم ايضا ، فذهبوا الى الطابق العلوي مسرعين وتوجهوا الي الغرفة، والدب الكبير والاوسط اكتشفوا ان هناك من نام علي سريرهم ، اما الدب الاصغر فقد وجد ذات الشعر الفضي نائمة علي سريره.
استيقظت ذات الشعر الذهبي خائفة منهم ، وقفزت من النافذة وركضت بعيدا بأسرع ما بها من قوة و كادت تتوه في الغابة من خوفها لولا ان اهلها كانوا يبحثون عنها في كل مكان و استعانوا بمساعدة اهالي القرية للبحث عنها طوال اليوم حتي وجدها اكبر اشقاءها ، ولم تذهب قرب منزل الدببة الثلاثة الصغير الدافيء مرة أخرى.
تعلمت ذات الشعر الذهبي يومها ان عليها دوما الاستئذان قبل الخروج من المنزل و لا تفزع اهلها عليها مجددا و ألا تقتحم خصوصيات الاخرين ولا تستخدم اشياءهم بدون استئذان .