تحكي هذه القصة انه كان هناك ثلاثة اشقاء ، واكبر هؤلاء الاشقاء كان يسمى جاك، والاخ الثاني كان يسمي فريدريك ، واصغرهم كان يسمي بيتر ، قام الاخوين الكبار بمعاملة الاخ الصغير بطريقة مخزية للغاية ، حيث انه اذا وقع اي خطأ فان بيتر هو من يتحمل المسئولية ويجب عليه وضع الامور في نصابها الصحيح بالنسبة لهم، وكان على الاخر الصغير بيتر ان يتحمل سوء المعاملة هذه لانه كان ضعيفا وحساسا للغاية ، وكان لا يمكنه ان يدافع عن نفسه ضد اخوانه الاقوى .
وفي يوم من الايام كان الاخ الصغير بيتر يجمع الاخشاب من الغابة ، وجاءت واقتربت منه امرأة عجوز وقال لها كل مشاكله ، وهنا قالت له السيدة المسنة بعد ان انتهي بيتر من رواية قصته المأساوية " ايها الشاب يجب عليك الخروج ومحاولة جمع ثروتك في مكان آخر" ، استمع لها بيتر اخذا كلماتها بفرحة من القلب ، وبالفعل ترك منزل والده في وقت مبكر صباح احد الايام ، و لكنه في نفس الوقت شعر بفراق مرير جدا لابتعاده عن المنزل حيث هذا المنزل هو الذي ولد وتربي به ، وعلي الاقل قد مر به بطفولة سعيدة ، وفي ذلك الوقت اخذ بالجلوس على التل ليحدق مرة اخرى باعتزاز الى وطنه .
وفجأة وجد المرأة العجوز تقف امامه وتربط على كتفه، قائلة له "حتى الآن مافعلته جيدا جدا يابني ، ولكن ماذا الذي ستفعله الآن " ، كان بيتر يشعر بالحيرة على اجابة هذا السؤال ، لانه كان يعتقد دائما بداخل نفسه انه في يوم ما ستسقط ثروة عليه مثل الكرز الناضج ، وهنا خمنت المرأة العجوز افكاره وضحكت بلطف قائلة له " انتبه لي ايها الشاب ، انا ساقول لك ما يجب القيام به، لانني معجبة باصرارك وجهدك كثيرا ، وواثقة انك لن تنساني عندما يكون معك ثروتك " .
روابط إعلانية
وهنا وعدها بيتر بامانة انه لن يفعل وانه سوف يظل حامل جميلها فوق رأسه حتي اللحظة الاخيرة من عمره ، واصلت المرأة العجوز كلامها قائلة " هذا المساء، عند غروب الشمس، اذهب الى شجرة الكمثرى الموجودة عند مفترق الطرق ، وهناك سوف تجد رجل مستلقي نائما، وبجانبه بجعة كبيرة جميلة مثبتة على شجرة بالقرب منه، يجب الحرص على عدم ايقاظ الرجل، ولكن يجب ان تحرر البجعة وتأخذها معك ، وعند رؤية الجميع لهذه البجعة سيقعون في حب ريشها الجميل، ويجب السماح لاي شخص يحب سحب ريشة منها فعل ذلك ، وبمجرد ان تشعر البجعة بلمس اي اصبع لها فسوف تصرخ وهنا يجب ان تقول لها " ايها البجعة اقبضي عليه بشدة " .
وكانت خطة المرأة العجوز واضحة ، فاي يد تلمس طائر البجعة كانت ستعقد معه على الفور ولن تنفلت ابدا الا اذا قام بيتر بالضرب عليها بالعصا السحرية التي مع البجعة ،فكانت تريد من بيتر ان يقوم بتجميع مجموعة كبيرة من الناس في طريقه ، ويذهب الى المدينة الكبيرة حيث تعيش الاميرة التي لم يستطع احدا ان يجعلها تضحك ، واوضحت لبيتر انه اذا نجح في جعلها تضحك فان هذه هي ثروته الحقيقية .
فكر بيتر في خطة المرأة العجوز ووافق عليها على الفور ، وعند غروب الشمس ذهب الى الشجرة التي ذكرتها له المرأة العجوز ، ووجد الرجل نائما كما قالت وبجانبه بجعة جميلة كبيرة مثبتة الى شجرة بجانبه بواسطة حبل احمر ، وهنا اطلق بيتر البجعة من دون ازعاج السيد النائم ، ومشى مع البجعة لبعض الوقت، واخيرا، وجد فناء كان فيه بعض الرجال يعملون بنشاط ، وتوقفوا عن العمل بمجرد رؤية البجعة الجميلة الكبيرة ، وكانوا معجبين كثيرا بريشها الجميل ، واقترب منهم احد الشباب وكان مغطى بالطين من الرأس الى القدم، قائلا لبيتر " لو اخذت واحد من ذلك الريش الجميل ساكون سعيدا للغاية " ، وبمجرد ان سحب بيتر ريشة واحدة بلطف صرخت البجعة على الفور .
وهنا استغل بيتر الموقف وقال لها " ايها البجعة اقبضي عليه " ، وبالفعل لم يستطع الشاب ان يبعد يده ، وهذا الموقف جعل الكثيرون يضحكون ، وجاءت على صوت الناس فتاة كانت تغسل الملابس بجوارهم ، وعندما شاهدت ولدا فقيرا تم تثبيته مع بجعة شعرت بالاسف لذلك قررت ان تمد يدها لاطلاق سراحه ، وهنا صرخت البجعة ، وقال لها بيتر " ايها البجعة اقبضي عليها "، وبالفعل امسكت البجعة بالفتاة ايضا .
اخذ بيتر هؤلاء التي استطاعت البجعة ان تمسكهم من قبضتها ، وكانت الفتاة تطلب من اي احد تراه ان يحررها من هذا الشاب ، وسرعان ما جاء بيتر الى القرية حيث كان يعقد المعرض هناك الخاص بالسيرك المتنقل الذي كان به المهرج الذي كان يقوم بالقيام بالحيل العديدة ، وهذا ما تعلمه بيتر بدون شك مع البجعة السحرية التي ساعدته على ذلك .
وفي الصف الامامي من المتفرجين جلس رئيس البلدية الذي كان له احتراما وشعبية في القرية، وكان يري مايفعله بيتر مجرد خدعة غبية، لذلك كان منزعج كثيرا ، وحاول ان يوقف بيتر ويقوم بتسليمه هو والبجعة الى الشرطة ، وعند لمسه للبجعة صرخت البجعة وقال لها بيتر " ايها البجعة اقبضي عليه " ، واصبح حال رئيس البلدية كحال باقي الاشخاص .
واثناء استكمال رحلتهم بيتر رأى ابراج العاصمة امامه ، وهناك وعند دخوله المدينة كان الحشد الموجود معه متنافر مثبت على ذيل البجعة وعندما رأتهم سيدة شابة جميلة في ذلك اليوم، بعد نزولها من عربتها لتنظر عن كثب على هذا المشهد الرائع انفجرت بالضحك بصوت عال، وكانت هذه الشابة هي الاميرة التي يبحث عنها بيتر والتي لم يستطع احدا اضحاكها ،فلما سمع الملك ان ابنته هناك من جعلها تضحك في الواقع، كان سعيدا للغاية وامر باحضار الشخص الذي تسبب في ذلك .
وبالفعل ذهب بيتر الى الملك ووجد الملك يقول له " يا ايها الشاب ، هل تعلم ماوعدي للشخص الذي ينجح في جعل الاميرة تضحك" ، رد عليه بيتر قائلا له " لا ايها الملك العظيم ، انا لا اعلم " ، وهنا اجابه الملك بكل فخر " انا سوف اقول لك ، هناك جائزة لمن يقوم باضحاك ابنتي وهي الف من التيجان الذهبية او قطعة من الارض ، وانت عليك ان تختار بينهم " .
قرر بيتر ان يأخذ قطعة الارض ، وحرر كل من الفتاة ورئيس البلدية والرجل وكل مجموعته بعصاه السحرية ، وفي هذا الاثناء كانت الاميرة معجبة بالبجعة كثيرا ومعجبة بريشها وبمجرد ان لمستها صرخت البجعة فقال لها بيتر " ايها البجعة اقبضي عليه " ، ومنذ هذه اللحظة فاز بيتر بالاميرة وتزوجها ، وبعدها حلقت البجعة في الهواء واختفت في الافق الازرق ، وبيتر منذ هذه اللحظة اصبح رجلا عظيما جدا في الواقع ، ولم ينسى امر المرأة العجوز التي كانت سببا في كل ثروته هذه ، وعاش بيتر مع عروسته في قلعتهم الملكية الرائعة .