بقلم المحامي: فايق توفيق / صاحب جريدة الجهاد
ليس من السهل على الكاتب مهما أوتي من مقدرة في البيان وسعة في التفكير وانطلاق واسع المدى في التحرير مما يدين به من آراء وأفكار. إن يكتب كلمة عجلى سائرة في سيرة عظيم من عظماء التاريخ شأنه في ذلك شأن الجواد الأصيل لا يسلم من كبوة اذا كان الطريق وعر المسالك صعب المرتقى وسيكون الموقف أشد صعوبة إذا كان ذلك العظيم ممن أقدموا على تضحية يندر أن يكون شبيهاً لها في حياة العظماء وهذا ما يصح أن تكون له مأساة الحسين بن علي ابرز مثال، لأنك مهما قلت عنه ومهما كتبت فإنك قصير الباع لا محالة، هو سبط الرسول الأعظم وأبن علي بن أبي طالب زوج البتول، وهو رأس شامخ من روؤس العرب من قريش وهامة من هامات بني هاشم العظيمة وهو يجمع الى ذلك من عظيم المروءة وعلو الهمة وأباء النفس ما يقصر دونه الرجال، وهو سيد آل أبي طالب على عهده وعلم من أعلام العلم والفضل ومع كل ذلك تأبى نفسه الكريمة أن يطأطأ الرأس الى من يراهم هم أقل منه منـزلة ونسباً ومقدرة وعلماً وجاهاً وورعاً وتقوى.
ثم يرى من واجباته الرئيسية أن يكون بجانب المسلمين ممن دعوه الى أن يتولى أمرهم، فأقدم على العمل الخطير مضحياً بالنفس والنفيس كما يقال، إذ ترك موطنه ومسقط رأسه وأماكن صباه وساحات ذكرياته بل ذكريات جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكريات أبيه (عليه السلام) فضحى حتى بأولاده وأفراد بيته، وتأبى نفسه الأبية الكريمة أن ينزل على حكم عبيد الله بن زياد فيختار طريق البطولة والتضحية والشهادة العليا في سبيل الله وإعلاء كلمة الدين فيقدم على الحرب، من غير أن يكون له حليف أو نصير فيخذله أولئك الذين زينوا له موقفاً لابد وأن ينتهي الى مثل هذه النتيجة، ثم تخلوا عنه في لحظة الجهاد، فكان اعتماده على قوة ايمانه واباء نفسه وسيفه وآل بيته فجاهد جهاد الأبطال بل وأكثر من ذلك حتى قتل هو وآل بيته الأمجاد درساً بليغاً في العبرة والقدوة لمن يؤمن بالله وتعاليم دينه القويم ويدين بمبدأ سيد الشهداء العظيم وعلينا نحن المسلمين أن إردنا نجاحاً في الدنيا والآخرة أن نجعله سلام الله عليه القدوة الصالحة والعبرة البليغة في الجهاد والجلاد {قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا}.