سادتي: ماذا تروني قائلاً في هذه الذكرى ؟ ذكرى ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) .. وهي لا تذهب عن الخاطر، ولا تند عن الفكر … كنا في العراق او خارجه، فشعاع النهضة الحسينية المثالية قد أنار ارواحنا، وزكى دماءنا منذ ان فتحنا اعيننا على هذه الدنيا.
وما زالت السيرة الرائقة تأخذ اللب، وتطفى على القلب حتى أحالت منا طيفاً يذهب حسرة عند التذكر، وخاطراً لا يرى في الوجود وما يداني تلك النهضة مجالاً وكمالاً … فلا جرم ان تهوىعند هذا كل دموع الحياة، وتتهافت كل (اهتمامات) ابن آدم، وتتفتح عوالم خيرة فريدة ذات الق ..! تسير في ركاب صاحبها حيثما يولي وجهه.
ماذا اقول ايها السادة - والحالة هذه ؟ ، ماذا اقول والذكرى لا تحول، بل ماذا اقول والى خطوات مني ما يقرب لي الذكرى جداً، على قربها، ويلف بها وجودي، ويذهب بي في طرفة عين الى كربلاء على بعد المزار، فيعقل الشوق لساني. هنا مسجد حسيني فاطمي قاهري بديع الجمال، عظيم الجلال، طالما تلألأت نفوسنا في رحابه يضم-في رأي بعض المؤرخين- رأس الحسين الشريف. فترى الناس في البكور والعشي تترى الى زيارته والتبرك به والنذر له والرجاء عنده بقلب خاشع وطرف دامع.
وان صاحب الذكرى لا يرضى لمريديه هنا وهناك الا ان يذكروه الذكر الجميل النافع –كما تفعلون الآن في احتفالكم المهيب الذي دعت اليه لجنة الشباب النجفي الكريم –الذي يهدف بهم الى الخير والحق وترك القشور. والتمسك بالفضائل ويحملهم على العبرة بسيرته المثالية الغراء والتقرب منها ويدلهم على درب الكرامة والحرية والرحمة في الحياة. وينير لهم طريق السعادة في الدارين.
سادتي: ان القول في الحسين – كالبحر - لا ينضب والعافية لا تتعب. ولكنني كلما ادرت خاطري على هذه الذكرى اريد ان اقول شيئاً … شط وانقطع؟
وحسبي فخراً انني عاجز عن القول. فالذكرى قد استوفت كل جوانب تفكيري وسدت علي الطريق ولم تدع لي منفذاً الج منه الى ما اريد … وكم انا بهذا سعيد.