التحقيقات التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا حالياً مع مجموعة تعتنق الفكر القادياني وتروج للأفكار المتطرفة والمنحرفة وتزعم أن الميرزا غلام أحمد هو آخر الأنبياء والمرسلين لم تكن مفاجأة بالنسبة لي بصفة شخصية .
لأنني أعلم جيداً أن مصر بها مئات من الأشخاص يعتنقون هذا الفكر وسبق وأن حذرت مرات عديدة من خطورتهم ومحاولتهم المستمرة لنشر أفكارهم بين المسلمين.
طائفة القاديانية ظهرت مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي ببلاد الهند ولعب الاستعمار الإنجليزي دوراً مهماً في نشأة تلك الطائفة المنحرفة لتفريق صفوف المسلمين .
بهدف اضعاف شوكتهم عن طريق بث النزاع بينهم.
القاديانية ظهرت علي يد ميرزا غلام أحمد.. ولد سنة 1252 بمنطقة قاديان بالهند وقرأ القرآن وبعض الكتب الفارسية وتعلم اللغة العربية ثم النحو والمنطق والفلسفة وكتب كتباً في الطب .
وعمل في إدارة المندوب البريطاني ثم استقال بعد 4 سنوات للعمل في إدارة أعمال والده وكان عمره 21 عاماً.
ميرزاً غلام أحمد جنده الاستعمار الإنجليزي لبذر الخلاف بين أهل الهند المسلمين لتحقيق أهدافهم وأغراضهم وهي تفريق المسلمين الذين كانوا يمثلون خطورة علي سلطاتهم وبقائهم بالهند.
زعم غلام أحمد في عام 1876 نزول الوحي عليه وأن أباه سوف يموت بعد الغروب وأخذ بعدها يصرخ بأن الوحي ينزل عليه ثم وزع منشوراً أعلن فيه أنه المسيح المنتظر بعدما انتقل إلي دلهي للدعوة إلي نحلته.
ونظراً لخطورة هذا الرجل وقف علماء المسلمين له بالمرصاد وصاروا يفندون آراءه وينشرون المقالات ضده التي تؤكد كفره وفسوقه عن الإسلام..
وعندما اشتد علماء الإسلام في معارصته قرر عام 1897 التخلص منهم ولجأ إلي حاكم الهند وطلب منه وضع قانون يصوغ لأصحاب كل دين إظهار حقائق دينهم ويحميهم من تعرض غيرهم لهم باعتبار أنه نبي وصاحب رسالة.
واستمر غلام أحمد في ضلالاته وانحرافاته..
وفي عام 1898 وضع قانوناً لاتباعه بألا يزوجوا بناتهم لمن لم يكن مصدقاً بنبوته ثم أسس مدرسة لتعليم أبناء نحلته دعوته في قاديان ثم أنشأ مسجداًَ بها..
وفي عام 1900 ألقي خطبة أطلق عليها "الخطبة الإلهامية" اشتملت علي ضلالات يعتبرونها معجزات.. وفي عام 1905 زعم أنه أوحي إليه بأن أجله اقترب.
وكتب كتاباً يعرف بالوصاية طلب فيه من أعوانه أن يكتبوا علي قبره "ميرزا غلام أحمد موعود" بمعني الموعود بالجنة ولكن أجله امتد بعد ذلك ثلاث سنوات حيث مات عام 1908م.
ومن مزاعم غلام أحمد التي كان يرددها لأعوانه "كان عيسي علماً لبني إسرائيل وأنا علم لكم أيها المفرطون".. وقال: "إن المسيح يعني غلام أحمد كان مرسلاً من الله تعالي".
وادعي ميرزا غلام أحمد أن الله سبحانه وتعالي خاطبه حيث قال: "إني خلقتك من جوهر وإنك وعيسي من جوهر واحد"..
وقال في كتابه "أحمد رسول العالم الموعود" الذي أصدره باللغة الإنجليزية "فالواقع إن الله القدير قد أبلغني أن مسيح السلالة الإسلامية أعظم من مسيح السلالة الموسوية"
وقال أيضا: "إن تعدوا دلائل صدقي لا تحصوها"!!
ويمكن القول إن هناك دلائل كثيرة تؤكد أن الاستعمار الإنجليزي وراء تجنيد ميرزا غلام أحمد منها ما جاء علي لسانه وهو يخاطب أعوانه عندما قال: "فاذكروا دائماً أن الحكومة الإنجليزية هي رحمة وبركة لكم وهي الدرع التي تقيكم..
الإنجليز خير ألف مرة من المسلمين الذين هم أعداؤكم ثم قال.. اتركوا ذكر ابن مريم فإن غلام أحمد خير منه".
عقب وفاة ميرزا غلام أحمد عام 1908 تولي نجله نورالدين قيادة الطائفة بدلاً منه واستمر في ضلالات أبيه وصار علي مذهبه غير أنه في آخر حياته بدأ شيء من الخلاف يدب بين أعوانه..
وعندما مات تولي شقيقه محمود بدلاً منه إلا أن القاديانية انقسمت في عهده إلي مجموعتين.. الأولي: شعبة قاديان برئاسة محمود بن غلام أحمد والثانية شعبة لاهور وتولي رئاستها شخص يدعي علي محمد علي الذي ترجم القرآن الكريم إلي الإنجليزية..
شعبة قاديان أساس عقيدتها أن غلام أحمد نبي مرسل من عند الله.. أما شعبة لاهور فظاهر مذهبها أنها لا تثبت النبوة لغلام أحمد وإن كتبه مملوءة بإدعاء النبوة.
وشعبة لاهور أنكرت أن يكون المسيح عليه السلام ولد من غير أب وادعي زعيمهم أن عيسي عليه السلام ابن يوسف النجار ثم قام بتحريف بعض الآيات القرآنية لتوافق عقيدته.
والقاديانية لم تقتصر علي الهند فقط بل قام ميرزا غلام أحمد قبل وفاته بنشر أكاذيبه في العديد من الدول العربية ومن بينها مصر وسوريا والأردن وفلسطين والعراق.
ونهاية يمكن القول إن انتشار ظاهرة إدعاء النبوة والألوهية في العصر الحديث يرجع إلي مساهمة اليهود والصهاينة في دعمها حيث ترعرعت الفرق الضالة الخارجة عن الإسلام في أحضان الاستعمار المعادي للإسلام..
فطائفة القاديانية وجماعة القرآنيين التي تنكر سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ظهرتا في ظل الاستعمار الإنجليزي للهند..
والبابيه ثم البهائية نشأتا في عهد الاستعمار الروسي لإيران مستغلة الانحرافات والخرافات التي سادت الوسط الشيعي وهيأت النفسية الفارسية والشيعية لتقبل الأفكار الغريبة والمنحرفة.
الحمد لله على نعمة الإسلام