الديانات الدارمية: هي مجموعة من الديانات نشأت اساسا في شبه القارة الهندية و تتضمن الديانة الفيدية التي تعرف الأن بالهندوسية والبوذية والسيخية والجاينية. الديانات الدارمية واحدة من ثلاث عائلات دينية كبرى في العالم إلى جانب الديانات الإبراهيمية و الديانات الطاوية، تستند الثيولوجيا و الفلسفة الدارمية على مصطلح الدارما وهي كلمة سنسكريتية تدل على " القانون الثابت والواجب الثابت " خاصة ضمن المفهوم الروحاني للقانون الطبيعي أو الواقع، هذه الديانات واسعة الإنتشار في شبه القارة الهندية وشرق آسيا وجنوبي شرق آسيا.
1- الهندوسية: نشأتها: ( القرن السادس عشر قبل الميلاد )
مقدمة: هي ديانة تعتبر من اقدم الديانات المعاصرة وباتباع يربون إلى المليار نسمة منهم 890 مليون نسمة يعيشون في الهند. وقد نشأت الهندوسية في شبه القارة الهندية.
الهندوسي هو من يؤمن بالفلسفات الواردة في كتاب " الفيدا " حيث يعد هذا الكتاب من أقدم المخطوطات على وجه الأرض. وتعتمد فلسفة الفيدا على أن طبيعة وتكوين المخلوقات إلهية و إن الله او " البراهما " كما يسميه الهندوس يوجد في داخل كل كائن حي. و مفهوم الدين بالنسبة للهندوس هو عملية البحث عن الذات، اي عملية البحث عن الكيان الإلهي داخل الإنسان، كما لاتنادي الهندوسية بالبحث عن الخلاص أو إنقاذ الروح، فالروح سليمة و ليست بحاجة لخلاص أو إنقاذ، فكل ما يحتاجه الإنسان هو التخلص من الجهل المحيط بمعرفة الذات. يعتقد الهندوس بأنهم متميزون بمرونتهم و تقبلهم للديانات الأخرى، حيث يقدم الهندوس الطاعة والطقوس الدينية لكثير من الآلهة.
مجتمعهم: يتكون المجتمع الهندوسي من أربع طبقات رئيسية واستحدثت طبقة خامسة سببت الإزعاج للحكومة الهندية فقامت بإلغائها رسمياً عام 1950
ونذكر هذه الطبقات الأربع ابتداء من الأعلى حسب التقييم الطبقي الهندوسي:
1- الطبقة البيضاء " البراهميين ": ينتمي إليها القساوسة وعلماء الديانة الهندوسية.
2- الطبقة الحمراء " الكاشتري ": تشمل الحكام والجنود.
3- الطبقة الصفراء " الفيزية ": تشمل المزارعين والتجار.
4- الطبقة السوداء " السودرا ": وتشمل أهل الحرف اليدوية. أما بالنسبة للطبقة الخامسة أو ما يعرف بطبقة " الشودرا " أو المنبوذين: فتشمل أهل الحرف المتدنية من وجهة نظر الهندوسية وتتكون هذه الحرف من حفارين القبور وعمال نظافة دورات المياه وخلافه.
معتقداتهم: تؤمن الهندوسية بفكرة تناسخ الأرواح، فإذا مات الجسد خرجت منه الروح لتحل في جسد آخر، وحياة الإنسان أو الحيوان ما هي إلا فترة تقضيها الروح في هذا الجسد أو ذاك. تنتقل روح الإنسان السعيد إلى جسم سعيد بعد موت الجسم الأول. وليس بضرورة انتقال الروح إلى إنسان آخر، فقد تنتقل الروح إلى حيوان أو حشرة. كما أنها ديانة تحرم أكل اللحوم.
2- البوذية: نشأتها: ( منتصف القرن السادس قبل الميلاد )
مقدمة: كانت البوذية في الأصل حركة رهبانية نشأت داخل التقاليد البرهمانية تحولت عن مسارها عندما قام بوذا بإنكار المبادئ الأساسية في الفلسفة الهندوسية، بالإضافة إلى رفضه وصاية السلطة الكهنوتية، كما لم يرد أن يعترف بأهلية كتابات الفيدا وكذلك مظاهر وطقوس عبادة الآلهة التي كانت تقوم عليها. كانت التعاليم التي بشر بها موجهة للرجال والنساء وإلى كل الطبقات الإجتماعية بدون استثناء. كان بوذا يرفض المبدأ القائل بأن القيمة الروحية للإنسان تتحدد عند ولادته ( نظام الطبقات الإجتماعية الهندوسية ).
تتواجد البوذية اليوم في صورتين: العقيدة الأصلية المسماة " ثيرفادا " ومعناها العربة الصغيرة و الثانية " ماهايانا " ومعناها العربة الكبيرة.
انتشارها: انتشرت البوذية في بلاد عديدة: الهند، سريلانكا، تايلاند، كمبوديا، برمانيا ولاُوسحيث يسود مذهب " ثيرفادا " في هذه الدول. فيما انتشر مذهب " ماهايانا " في كل من: الصين، اليابان، تايوان، التيبت، النيبال، منغوليا، كوريا، فيتنام وبعض أجزاء الهند حيث يتواجد في العالم حوالي 150 مليون إلى 300 مليون شخص من معتنقي هذه الديانة.
معتقداتهم: تقوم العقيدة الأصلية على مبدأين:
- الأول: ينتقل الأحياء أثناء دورة كينونتهم من حياة إلى اخرى ومن هيئة إلى اخرى:إنسان، حيوان، شخص منبوذ وغير ذلك.
- الثاني: تتحدد طبيعة الحياة المقبلة تبعا للأعمال التي أنجزها الكائن الحي في حياته السابقة حيث ينبعث الذين أدوا أعمال جليلة إلى حياة أفضل، فيما يعيش الذين أدوا أعمال خبيثة حياة بائسة وشاقة.