اليزيدية (الأيزيدية) دين قبلي، لا يتجاوز حدود المنطقة التي يعيشون فيها، جبال الهكارية وسنجار في العراق وجبل الأكراد في سورية، وكل عشيرة من عشائرهم الكردية لها وجهائها الذين يتمتعون بحقوق وراثية أنتقلت لهم عبر اللغة والدين.
وهم يعتقدون بطاووس ملك وهو رئيس الملائكة في الثنائية المتجسدة في وحدة الله الواحد الأحد، إضافة الى وجود تمثال لهذا الطاووس يتبركون به.
والمعروف عنهم أن لديهم كتابان مقدسان هما “الجلوة” و “مصحف رش”. والأخير يعني بالعربية المصحف الأسود. وتعددت القصص حول مصير هاذين الكتابين رغم أن الثابت أنه كانت في لالش بمرقد الشيخ عدي بن مسافر مكتبة تضم مخطوطات وكتب قديمة وقد تعرضت للتلف والتمزيق والحرق نتيجة الظروف القاسية التي مرت على الأيزيدية من جراء الحملات العسكرية ضــدهم وحملات الإبادة والغزو والاستباحة والقــتل والتدمير التي تعرضوا لها وتعرضت إليها مقدساتهم أيضاً، مما أدى إلى فقدانها.

يقدس الأيزيديون شهر نيسان من أشهر السنة ويحرم الزواج فيه، وكراهية تشييد الدور وعقد الاتفاقات والعقود ضمن فترة هذا الشهر. ويتم الاحتفال بعيد رأس السنة الأيزيدي في أول أربعاء من أول أسبوع من شهر نيسان ويسمى (سر صالي) أو عيد الجماعية ويرتبط هذا العيد بحلول فصل الربيع ويعتقد فيه الأيزيدية توافقه مع يوم نزول طاووس ملك الى الأرض.
تتطابق الديانة الأيزيدية مع الديانة الإسلامية في كون الله موجود وليس له حدود وهو كل شيء متفرد بقدرته لاتحتوية جهة من الجهات ولا تدركه الأبصار ولا تبلغه الظنون مالك الملك بيده ملكوت الكون والحياة وليس له ولد ولاوالد ولا أم، بيده الرزق ومشيئته فوق كل شيء، وأن الإنسان حينما يموت وتقبض روحه يبقى بانتظار يوم الحساب (القيامة).

في حين تختلف الأيزيدية عن الإسلام كون الأيزيدية تؤمن بأن الروح مقدسة لأنها جزء من الله ولذا فهي باقية تتكرر وفق أفعالها لذا فأنها تعتقد بتناسخ الأرواح وعودة الروح للحلول في جسد آخر يتكرر مرات ومرات حتى تقوم الساعة وتعلن ساعة الحساب أمام الله عز وجل بينما ينكر الإسلام مسألة الحلول وأن الروح تنفصل عن الجسد في لحظة الوفاة حيث ترجع الى ملكوت الله بانتظار يوم الحشر حيث تحاسب الأرواح على ما فعلته بدنياها بعد أن تعاد الأجساد البالية الى الأرواح ليعاد تشكيل الأجساد البالية إلى الروح لغرض الحساب على الأعمال يوم المعاد.
وتتطابق الأيزيدية مع الإسلام في مسألة الخروج على الدين، فمن خرج من الدين يعتبر مارق ولارجعة له [أقول أنا فرناس، في هذه المسألة بالذات هناك تفصيل في الفقه الإسلامي، والقول "لا رجعة له" هو حتماً تبسيط مبالغ فيه عند النظر للأحكام الفقهية الإسلامية. إنتهى]، الا أن الأيزيدية تختلف عن الإسـلام كون الدين الإسلامي يقبل انضواء البشر من الأديان الأخرى
لدينه، بينما ترفض الأيزيدية أن يأتيها الإنسان من خارج مجتمعها الديني أي يجب أن يكون الأيزيدي مولود من أبوين أيزيديين لذا فهي من الديانات المغلقة القائمة على نسب الدم، وتختلف الأيزيدية عن الإسلام في جواز زواج المسلم من كتابية مع بقائها على دينها، بينما لا يجوز الزواج في الديانة الأيزيدية الا من أيزيدية أو أيزيدي مهما كانت الظروف والأسباب .

وفكرة التناسخ التي يعتقد بها الأيزيدية أساسها أن الأنسان يتكون من جسد وروح، والجسد يبلى ويفنى في حين تبقى الروح قائمة وخالدة ولذا فهي تنتقل من جسد حي الى آخر لا يشترط أن يكون أنسانا، بل يتم الحلول وفقاً لعمل الأنسان في الحياة الأولى ووفق تصرفاته، كما أن هناك انتقالات متعددة للأنسان فقد ينتقل من حياة الى حياة ومن حالة إلى حالة بأمر الله.
الأيزيدية تفرض الصيام على معتنقيها ويأخذ هذا الصوم أشكالا عدة منها الصوم عن الطعام أو الصوم عن الكلام أو الصوم عن أكل نبات معين أو الصوم عن التقرب للنساء ليلة الأربعاء أو الامتناع عن أكل لحم معين.