ﻭﻓـــــﺎﺀ ﺍﻟﺼــــﺪﺍﻗﺔ
ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻊ
ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﺃﺗﻌﺲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻼ ﺻﺪﺍﻗﺔ
ﺻﺎﺩﻗﺔ .
ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﻘﺖ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ : ﻓﻜﻞ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ ﻳﺼﺪﻕ ﻓﻲ ﺣﺒﻪ ﻷﺧﻴﻪ
ﻭﺍﺧﻼﺻﺔ ﻟﻪ.
ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﺀ
ﻭﺑﺬﻝ ﻭﻋﻄﺎﺀ .ﻓﺎﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺻﺪﻳﻘﻪ
ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ
ﺇﻟﻴﻪ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺼﻠﺢ ﺻﺪﻳﻘﺎ؟
ﻟﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺴﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ
ﻻﻥ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻣﺮﺁﺓ ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ , ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻤﺘﺄﺩﺏ ﺑﺎﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ
ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ,ﻷﻧﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ
ﻧﺤﺴﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ
ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺍﻭﺓ .
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
( ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺧﻠﻴﻠﻪ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ
ﻳﺨﺎﻟﻞ )
ﻭﻗﺪﻳﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ (ﻗﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻚ ﺍﻗﻞ
ﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ )
ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺼﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﺧﺘﺘﻢ ﺑﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ:
ﻇﻞ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺎﻥ ﻳﺴﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ
ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻛﺎﻣﻠﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﺑﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﻄﺶ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺟﺪﺍﻝ ﻭﺍﺣﺘﺪﺍﻡ ﺣﻮﻝ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ
ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﺻﻔﻊ ﺍﺣﺪﻫﻢ
ﺍﻷﺧﺮ , ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺼﻔﻮﻉ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻛﺘﺐ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﺗﺠﺎﺩﻟﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﻲ
ﻓﺼﻔﻌﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ.
ﺛﻢ ﻭﺍﺻﻼ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﻠﻐﺎ ﻋﻴﻨﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﺸﺮﺑﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﺭﺗﻮﻳﺎ ﻭﻧﺰﻻ
ﻟﻴﺴﺒﺤﺎ ,ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﺼﻔﻌﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻳﺠﻴﺪ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻓﺄﻭﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﻕ ﻓﺒﺎﺩﺭ
ﺍﻷﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﻘﺎﺫﻩ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺮﺩ ﺍﻟﻤﻮﺷﻚ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﻕ (ﻭﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘﻰ
ﺍﻟﺼﻔﻌﺔ ) ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﺍﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﺳﻜﻴﻨﺎ
ﺻﻐﻴﺮﻩ ﻭﻧﻘﺶ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻧﻘﺬ
ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ .
ﻫﻨﺎ ﺑﺎﺩﺭﻩ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﺼﻔﻊ
ﻭﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺘﺒﺖ ﺻﻔﻌﺘﻲ ﻟﻚ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﻞ , ﻭﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﻟﺤﻴﺎﺗﻚ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺮﻣﻞ؟
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻻﺟﺎﺑﻪ ﻷﻧﻨﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻌﺔ
ﺣﺪﺛﺎ ﻋﺎﺑﺮﺍ ﻭﺳﺠﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻟﺘﺬﺭﻭﻫﺎ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺑﺴﺮﻋﺔ , ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻘﺎﺫﻙ ﻟﻲ ﻓﻌﻤﻞ ﻛﺒﻴﺮ
ﻭﺃﺻﻴﻞ ﻭﺃﺭﻳﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﺼﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺤﻮ ﻓﻜﺘﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺨﺮ...
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ : ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺛﺮﻙ ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﻟﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ : ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺼﺤﻚ ﺇﺫﺍ
ﺭﺃﻯ ﻋﻴﺒﻚ ﻭ ﻳﺸﺠﻌﻚ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻭﻳﻌﻴﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ : ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺳﻊ ﻟﻚ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻭ ﻳﺴﺒﻘﻚ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﻟﻘﺎﻙ
ﻭ ﻳﺴﻌﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ : ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻲ ﻟﻚ
ﺑﻈﻬﺮ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ : ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺒﻚ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻭ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ : ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻴﺪﻙ
ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻭ ﺻﻼﺣﻪ ﻭ ﺃﺩﺑﻪ ﻭ ﺃﺧﻼﻗﻪ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ : ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻓﻊ ﺷﺄﻧﻚ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﺼﺪﺍﻗﺘﻪ ﻭ ﻻ ﺗﺨﺠﻞ
ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺣﺒﺘﻪ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻣﻌﻪ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ : ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺡ ﺇﺫﺍ
ﺍﺣﺘﺠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﻳﺴﺮﻉ ﻟﺨﺪﻣﺘﻚ ﺩﻭﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ : ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﻟﻚ
ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ