منكر ونكير هما هذان الملكان المكلفان من قبل الله عز وجل بمحاسبة الإنسان في قبره وهم يقومان يسألونه عن ربه و نبيه الذي بعث فيه وهناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتكلم عن ذلك ، و منها فيما معناه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملكان فيقعدان فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ، فأما العبد المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة و يبشرونه بالخير والرضا من الله عز وجل و أما الكافر أو المنافق فعند سؤاله يقول لا أدري كنت أقول ما يقوله الناس فيه . فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضربانه بمطرقة من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة رهيبة يسمعها من يليه إلا الثقلين ، و معنى ذلك أن الملكان منكر ونكير يرسلهما المولى عز وجل إلى قبر الإنسان المتوفي فيقومان بسؤاله عن ربه ونبيه ودينه وعمره وماله وكتابه الذي يؤمن به فإذا ما أجاب الإنسان بالحق عن كل تلك الأسئلة التي قام الملكان منكر ونكير بسؤاله إياها فأنه في تلك الحالة يكون استقبال الملائكة له بالريحان ، و يصبح قبره روضة جميلة من رياض الجنة وينال من فضل الله عز وجل و أن أجاب المتوفى بالباطل أو لم يستطع الرد يكشف له الملكان منزلته في نار جهنم والعياذ بالله ويتم استقباله من الملائكة بنزل الحميم والغضب وذلك ما قد اتفقت عليه سائر المذاهب الإسلامية .
سبب تسميتهما بهذا الاسم وصفاتهما الشخصية :- سمي الملكان منكر ونكير بهذا الاسم نسبة إلى نكران العبد لهما ، و كانت التسمية نابعة من ذلك حيث أن الإنسان قبل وفاته وهو على قيد الحياة لم يتمكن من رؤيتهما أو حتى معرفة كيف يكون شكلهما ، حيث قد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أنه من ضمن أوصاف الملكين منكر ونكير أنهما أزرقان و أسودان اللون ، و أعينهما تبدو مثل قدور النحاس ، و هما يوجد بهما لمعان يشبه البرق الخاطف ولهما أنياباً مثل صياص البقر وهما يملكان صوتاً مخيفاً كصوت الرعد وهما يكسحان الأرض بإشعارهما وهما لديهما القدرة على القيام بحفر الأرض باستخدام أظافرهما فقط وكل واحد من هذان الملكان يحمل عصا من حديد لا يستطيع أو يقدر أي إنسان أو حتى أي مخلوق أخر أن يحركهما وهما يقومان بالنزول إلى قبر المتوفى فيدخلان في قبره ، و ينهرانه بصيحة قوية جبارة تخر منها عظام الشخص المتوفى فيرى الشخص المتوفي عظامه وقد انفصلت عن بعضهما أما عروقه فقد تقطعت من شدة خوفه ، و فزعه منهما ، و من هيئتهما ثم يكون بعد ذلك جلوسهما لسؤاله عن ربه ودينه ونبيه فإذا كان هذا المتوفي مؤمناً فأن الله عز وجل ينزل إليه السكينة ويثبته عند السؤال منهم ويقوم بالرد عليهما فيقول لهما الله ربى ، و محمد نبيي ، و رسولي ، و دين الإسلام هو ديني ، فيجيب عليه الملكان منكر ونكير فرحين لقد صدقت ، و أقر الله عز وجل عينيك وبشرك بالجنة والنعيم فيتسع عليه القبر شيئا فشيئاً إلى أن تفتح له أبواب الجنة ليفوز بهما كجزاء بما عمل في حياته الدنيا من أعمالاً صالحة نالت رضا الله عز وجل على عكس الإنسان الكافر أو المشرك والذي لا يستطيع أن يرد ويجاوب على أسألتهما له و يرتعب ، أو حتى يرد قائلاً هاه هاه لا أدري ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فيه و يأتيه ذلك الرجل القبيح الوجه والثياب والهيئة و أيضاً الريح فيقول له أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد ويقول له أنا عملك الخبيث في الدنيا ، والملكين منكر ونكير يأتيان على نفس تلك الهيئة وعلى نفس هذا الشكل لكلاً من العبد المسلم أو الكافر ، و هما وظيفتهما الأساسية من قبل الله عز وجل هي سؤالهما كل ميت في قبره تلك الأسئلة .