كيف لي أن أكون نفسي
شجرتي
جذوري، اغصاني، أوراقي
زهرتي في صباحِ
شمسي.
لا أريد أن أكون أحداً ما
في المدخل
أو الزقاق الخلفي
أو الطرق الرئيسية
بلا أضواء ليلية
من قمري.
أسير مع ظلي
متظاهرة أنني أنا نفسي
لكنني لست
من أنا
كل ما أنا هو
حبي لك.
بدون مَركِز
تتقشّر ذاتي الحقيقية
إلى طبقاتٍ
من الذكريات والأحلام والرغبات
عشتُ بعضها
والبعض الآخر لم يتحقق.
لا أذكر
أنني كنت نفسي
أفكاري
ووعودي
لك أو لذاتي.
سوف أكون نفسي
في اليوم الذي أقبض فيه على الرياح
بأصابعي
لتصبح ناراً
تتّقد وهجاً
تذوب وتتبلّر
في كأسٍ نادر ومكتمل.
تأملاتي
التي تشعّ خلال هذا الكأس
تجعل العالم بأسره يتلألأ
مثل مشكال من
الكرات الزجاجية الصغيرة الملوّنة
وتملأ الكون
حباً وفرحاً.
لكن المخاوف إثْرَ ذلك تتراكم
في قلبي
كالجبال.
وعودُ
النيرانِ المشتعلة
تنهار لتتحول الى رماد.
فهل يا ترى ستأتي
لحظةٌ
تجعل
دروبنا تلتقى؟
أنا أخفي مشاعري
عميقاً في الجذور
أنا شجرة.
أنت لا تعرف سيولة النفس
أنت دائماً على أهبة المسير
ولا تعود أبداً إلى المنبع
أنت نهر.
كيف يمكن للإثنين أن يلتقيا؟
مثل ورقة في مهبّ الريح
تتقاذفها الحياة وتلقي بها
إلى الأعلى وإلى الأسفل.
حين تتوقف الريح
يخلد النهر إلى الصمت
تتوقف الأوراق عن الحركة
وتهبط على سطح
النهر بلطف.
كلماتي مشاعرُ
ممزقةٌ بين المعاني الحقيقية
وتأويلاتها.
أنظُر في داخلي
فأدرك أن لا دوام للحب
فهو متغير وقابل للزوال
واللانهاية في كلا طرفيه.
أتساءل أيّ واحد من جانبيّ
هو حقاً أنا.
الكلمات تصل بيننا
أفكاري تندمج مع أفكارك
يصبحان واحداً
الأجساد تذوب
يطلّ الشِّعر.
أحيانا أنا تيار
يندفع ليصل إلى المحيط.
أحيانا أنا موجة
تتوق لأن تصل إلى السواحل.
كلمات لا صوت لها تهتز على
جلدِ رغباتي المائية.
أنت تعتلي قمم احلامي
وتغوص في أعماق الغيوم
حيث تلتقي روحانا وتفترق.
..