بلاد النهرين دجله والفرات
رحله سعيدة
وحياكم الله معي
العراق
هو احدى الدول العربية الواقعة في المشرق العربي، ويشكل
منفرداً الجزء الشرقي للبيئة الجغرافية والتاريخية المسمى
الهلال الخصيب ، يقع في جنوب غرب القارة الآسيوية.
يقع إلى الشمال من الكويت والمملكة العربية السعودية،
وإلى الجنوب من تركيا، والشرق من سورية و الأردن ،
وإلى الغرب من إيران.
هناك آراء مختلفة عن اصل كلمة العراق حيث يرجح بعض
المستشرقين ان مصدرها هي مدينة أورك السومرية القديمة
والتي تسمى الآن بالوركاء وقد ذكرت مدينة أورك في ملحمة
گلگامش حيث قام گلگامش ببناء سور حول المدينة و معبد
للآلهة عشتار ، يرى البعض الأخر ان العراق مصدرها العروق
نسبة إلى النهرين دجلة و الفرات اللتين ولاهميتيهما شبهتا
بالعرق او الوريد
ويرى البعض الأخر انها سميت بالعراق نسبة إلى عروق
اشجار النخيل التي تتواجد بكثرة في جنوب و وسط العراق بينما
يرى الأخرون ان اصل التسمية هي عراقة المنطقة الموغلة
بالقدم. وولد في العراق الكثير من الانبياء والرسل واولهم سيدنا
ابراهيم عليه السلام حيث ولد في مدينة بابل وان هذه الأرض
ولدت فيها:
أقدم الثقافات والحضارات ففيها ولدت:
أول آلة حجرية
وأول قرية زراعية
وأول انية فخارية
وأول عجلة محورية
وأول مدينة عصرية
وأول كتابة صورية
وأول امبراطورية
وأول شريعة قانونية
وأول نظم عسكرية
وأول علوم فلكية
وأول معضلات هندسية
وأول علوم رياضية
وأول حسابات زمنية
وأول سجلات تجارية
وأول علاقات دولية
وأول قصيدة شعرية
وأول ملحمة أدبية
وأول قيثارة وترية
وأول وحدات ستينيه
وأول مدرسة لغوية
وأول جامعة فقهية
لمحة تاريخية
العراق
مهبط النبوات .. ومنطلق أولى إضاءات الفكر البشري ..
ذلك هو الوطن العربي, في أرضه عرفت الحضارة مهدها
الأول .. وأضاءت الثقافة الإنسانية شمعتها البكر ،
ثم تشعبت إضاءتها شرقاً وغرباً فأسهمت في تطور الحياة
البشرية منذ أقدم العصور . وجاءت الحضارة العربية الإسلامية
لتحمل لمجرى التطور الإنساني نهراً جديداً غزير العطاء ..
وكان العراق موجة دافقة في تيار هذا النهر الزاخر
منذ نشأة المجتمع الإنساني .
السومريون وظهور الحضارة
منذ أوائل الألف الخامس ق . م ، شهد السهل الرسوبي في العراق
( دلتا الرافدين ) قفزة نوعية هامة في تأريخ البشرية ،
تلك هي الانتقال من القرى الزراعية إلى حياة المدن .
ففي هذا السهل ، وفي ذلك الوقت المبكر، قامت المدن الأولى مثل أريدو ،
أور والوركاء . وفي هذه المدن كانت بدايات التخطيط البشري للسيطرة
على الفيضانات ، وإنشاء السدود وحفر القنوات والجداول . .
حتى مر على هذا السهل زمن كانت فيه شبكة القنوات معجزة
من معجزات الري .
ان المعنيين بالدراسات الحضارية يجمعون على أن السومريين
هم بناة أقدم حضارة في تأريخ البشرية . .
أكدت هذه الحقيقة جميع التنقيبات الأثرية التي أجريت في
حواضرهم :
في حدود ( 3200 ق . م) ابتكر السومريون الكتابة ، وعمدوا
إلى نشرها . . فقامت في بلاد سومر أولى المدارس في تأريخ
البشرية
الاكديون
من أقدم الأقوام السامية التي استقرت في دلتا الرافدين . .
عاشوا منذ أقدم العهود مع السومريين جنباً إلى جـنب ،
وآلت إليهم السلطــة في نحو ( 2350 ق .م ) بقيادة زعيمهم
سرجون . .
استطاع سرجون الاكدي أن يفرض سيادته على جميع مدن
العراق . . ثم بسط نفوذه على بلاد عيلام وسوريا والأناضول
، وامتد إلى الخليج العربي، حتى دانت له كل المنطقة . .
وبذلك أسس أول إمبراطورية معروفة في التاريخ .
وتروي القصص التاريخية عن ولادة سـرجون وأصله . .
ان معنى اسمــه ( شروكين ) الملك الصادق . . وكانت
والدته من نساء المعبد ، ولما ولدته وضعته في سفط ،
وألقت به في مياه الفرات حيث عثر عليه بستاني ورباه ...
لفت هذا الطفل نظر الآلهة عشتار . .
وبينما كان يترعرع ويشب ، كانت تشمله بعطفها وحبها ،
وما لبث أن وحد المدن السومرية تحت لواء إمبراطورية
واحدة . شهدت البلاد في هذا العصر انتعاشاً اقتصادياً كبيراً
بسبب توسع العلاقات التجاريـة ، خاصة في منطقة الخليج
العربي . .
كما انتظمت طرق القوافل، وكان منها طريق مهم يصل مدينة
أكد -عاصمة الإمبراطورية-، التي تقع في وسط العراق ،
بمناجم النحاس في بلاد الأناضول ، حيث كان هذا المعدن ينقل
لكي يستعمل في صناعة الأدوات والمعدات الحربي
البابليون
بلغ عدد ملوك سلالة بابل التي تعراف ب(السلاله الاموريه) احد عشر ملكاً
وحكموا ثلاثة قرون في هذا العصر ، بلغت حضارة العراق
أوج عظمتها وازدهارها ، وعمت اللغة البابلية ، تكلماً وكتابة ،
المنطقة قاطبة .. وارتقت العلوم والمعارف والفنون ..
واتسعت التجارة اتساعاً لا مثيل له في تأريخ هذه المنطقة ..
وكانت الإدارة مركزية ، والبلاد تحكم بقانون موحد سنة الملك
حمورابي لجميع شعوبها.
حكم هذا الملك العظيم في بابل بين عامي 1792 - 1750 ق . م
وعندما تسلم الحكم كانت في البلاد قوى مختلفة ،
ودويلات متفرقة تتنازع السلطة ، فاستطاع أن يوحدها ،
وأن يبني بها صرح إمبراطورية مترامية ألإطراف ،
ضمت جميع أنحاء العراق ، والمدن القريبة من بلاد الشام حتى
سواحل البحر المتوسط وبلاد عيلام ومناطق أخرى .
لئن كان حمورابي شخصية عسكرية عالية القدرة ، فان الجانب الإداري
والتنظيمي لديه لم يكن يقل عنه في الجانب العسكري.
إن مسلته الشهيرة المنحوتة من حجر الديوريت الأسود والمحفوظة
الآن في متحف اللوفر بباريس ، تعتبر واحده من أقدم وأشمل القوانين
في وادي الرافدين والعالم . تحتوي مسلة حمورابي على 282 مادة
تعالج مختلف شؤون الحياة . فيها يجد القارئ تنظيماً واعياً لكل مجالات
الحياة، وتحديداً وعلى جانب كبير من الدقة لواجبات الفرد
وحقوقه في المجتمع ، كل حسب وظيفته ومسؤوليته .
وتولى الحكم بعد وفاة حمورابي خمسة ملوك . . أ
خرهم "سمسو ديتانا" حيث هاجم الحثيون البلاد في زمنه بعد أن
ضعفت حتى احتلوها ، وخربوا العاصمة ونهبوا كنوزها ،
ثم قفلوا راجعين إلى جبال طوروس .. وكان ذلك في عام 1594 ق. م.
الكشيون
أقوام جبلية لا يعرف شيء عن أصلهم ولغتهم قبل نـزوحهم إلى
العراق مما ورد عنهم في ثبت الملوك البابلي ،
ويظن أنها أسماء هندية - أوربية .
زحفوا إلى بلاد بابل من الجبال الشمالية الشرقية في منطقة لورستان ،
واحتلوا مدينة بابل بعد أن تراجع عنها الحثيون ، فأسسوا فيها
سلالة كشيه التي ورثت جميع ممتلكات الدولة البابلية القديمة في العراق ،
ولقب ملوكهم أنفسهم بلقب " ملك أكد وبابل " .
أشهر ملوكهم " كور يكلزو " 1438-1412 ق. م. وقد عاصر
امنوفيس الثاني فرعون مصر . . شيد - هذا الملك عاصمه
جديدة له سماها باسمــه " دور كوريكلزو" ، وتعرف أطلالها
اليوم باسم " عقرقوف " ، وهي على نحو25 كيلو مترا إلى
الشمال الغربي من مدينة بغداد . .
وأبرز ما فيها زقورتها الشــاهقـة ، القائمة حتى يومنا هذا ،
لعبادة الإله الأعظم " أنليل " . لم يضف الكشيون شيئاً متميزاً
الى حضارة وادي الرافدين ، وإنما اقتبسوا من الحضارات التي
كانت سائدة فيه . وقد كانت لهم صلات واسعة مع أقطار الشرق
القديم في عصر أخناتون ، فقد وجدت أخبارهم في ألواح تل
العمارنة في العراق
الآشوريون
قوم ساميون . . استوطنوا القسم الشمالي من العراق منذ الألف الثالث قبل الميلاد. وكان أمراؤهم يتحينون الفرص للاستقلال بمدنهم عن حكم الدول المسيطرة في جنوب العراق . برزوا كقوة منافسة على مسرح الأحداث في الشرق القديم في بدايات الألف الأول ق. م ، حين استطاع ملكهم " أداد نيراري الثاني " أنيخضع الأقاليـــم المجاورة ، ويتحالف مع بابل ، وبه بدأت الفتوحات الآشورية التي أسست صرح أعظم إمبراطورية في التاريخ القديم ، ضمن أقطار الشرق القديم . وابتداء من زمن حكم هذا ا الملك ، أرخ الآشوريون أخبـارهـم بالطريقـة المعروفـــة باسم " اللمو " ، وهي إعطاء تأريخ كل سنة يحكم فيها موظف كبير ، ابتداء من اعتلاء الملك العرش . من أشهر ملوكهم :
آشور ناصر بال الثاني : 884-858 ق. م.
الامبراطورية الاشورية
سنحاريب : 705-681 ق. م. آشور بانيبال :669-629 ق.م.
الكلدانيون
تأريخ العراق القديم حمل فيها الكلدانيون مشعل الحضارة في
وادي الرافدين . أشهر ملوك الكلدانيين " نبوخذ نصر " . .
حكم 43 سنة ، قضاها في تعمير بابل . . .
ولعل أعظم أعماله العمرانية ، وأوسعها شهرة ،
الجنائن المعلقة التي عرفت في التاريخ بكونها إحدى عجائب
الدنيا السبع . . وهي قصر عجيب بناه نبوخذ نصر لزوجته "
أمانيس" بنت " استياكس " . . ولأنها من سكنة الجبال ،
فقد أراد نبوخذ نصر أن يوفر لها مناخاً شبيهاً بمناخ المناطق الجبلية ،
فبنى قصرها هذا من عدة طوابق . . وكل طابق فيه مكسو
بالحدائق والأشجار . . سحب المياه لسقيها بطرق غاية في
البراعة والإبداع . ومن الإبداعات العمرانية التي زخرت بها
مدينة بابل (باب عشتار) ، المحفوظة الآن في متحف برلين .
وقد زينت بآجر مزجج وملون بالوان زاهية . .
تبرز على جدرانها تماثيل جدارية تمثل الأسد والثور والحيوان
الخرافي المسمى " مشخشو " وهو رمز الإله مردوك .
يبلغ ارتفاع باب عشتار مع أبراجها خمسين متراً . .
وعرضها ثمانية أمتار ، وهي تؤدي إلى شارع الموكب الذي يبلغ
طوله أكثر من مائة متر ، تحيط به - عن جانبيه - الأبراج .
لقد شملت أعمال نبوخذ نصر العمرانيـة جميع بلاد بابل مثل فتح
الترع وبناء السدود . . ولكونه مصلحاً دينياً فقد نشر الثقافة
البابلية في جميع أرجاء المنطقة .
وبعد وفاة نبوخذ نصر سنة (562 ق.م. ) .. اعتلى عرش بابل
ملوك ضعفاء ، لم يقدموا للحضارة شيئاً يذكر ، ولا استطاعوا
المحافظة على ما تركه السابقون ... وفي عام (539 ق.م.) ،
استطاع كورش - ملك بلاد فارس - بمساعدة اليهود غزو مدينة بابل.