العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (papilloma virus) واسعة الانتشار. يصيب الفيروس، نحو 50% من الأشخاص الذين يقيمون علاقات جنسية، في مرحلة ما من حياتهم. وتكون الإصابة، في معظم الحالات، مصحوبة بظهور أعراض معينة، بينما يزول الالتهاب الناجم عن الفيروس، بشكل عام، تلقائيا دون الحاجة إلى أي علاج خاص.
هنالك أنواع معينة من فيروس الورم الحليمي البشري قادرة على التسبب بنشوء أورام سرطانية، مثل سرطان عنق الرحم، سرطان المستقيم (Rrectum)، أو القضيب (Penis).
أسئلة وأجوبةأعراض فيروس الورم الحليمي البشري
يعيش فيروس الورم الحليمي البشري ويتكاثر في داخل جدران الأغشية المخاطية في الجسم، مثل تلك الموجودة في الأعضاء التناسلية، أو على سطح الجلد. يدل ظهور الثآليل (Verrucae) في منطقة الأعضاء التناسلية على وجود تلوث (التهاب) نتيجة للإصابة بالفيروس. وتختلف الثآليل في الأعضاء التناسلية كثيرا من حيث شكلها وصورة ظهورها، إذ قد تكون ناتئة بارزة أو مسطحة، وردية أو بلون الجلد، كما أن بعضها قد يكون شبيها بشكل القرنبيط. وقد يظهر ثؤلول (Verruca) واحد فقط، أحيانا، أو قد تظهر مجموعة من الثآليل في أحيان أخرى. وقد تكون الثآليل صغيرة أو كبيرة. قد تظهر في المستقيم، في عنق الرحم، في الصفن (كيس الخصيتين - Scrotum)، في الأربية (Groin)، في الفخذين أو في القضيب.
قد يستمر ظهور الثآليل على الأعضاء التناسلية لبضعة أسابيع، بل لبضعة أشهر احيانا، بعد ممارسة علاقة جنسية مع شخص يحمل فيروس الورم الحليمي البشري. قد لا يكون الشخص الحامل للفيروس مدركا لحقيقة إصابته بالفيروس ولحقيقة كونه مسؤولا عن نشر فيروس الورم الحليمي البشري.
هنالك أصناف معينة من فيروس الورم الحليمي البشري تسبب تكوّن ونشوء أورام سرطانية، من بينها سرطان عنق الرحم، سرطان الفرج، سرطان المستقيم أو القضيب. إذا كان التلوث قد نجم عن الإصابة بأحد أصناف الفيروس، فمن المحتمل ظهور تغيرات قبل - سرطانية في الخلايا والأنسجة، من دون ظهور أية أعراض.
أسباب وعوامل خطر فيروس الورم الحليمي البشري
ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري من خلال الاتصال الجنسي، ينتشر عن طريق لمس أنسجة الأعضاء التناسلية، الأغشية المخاطية، أو سوائل الجسم المختلفة، المصابة بالفيروس. ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر عن طريق العلاقات الجنسية الكاملة أو عن طريق الجنس الفموي (Oral sex). ويستطيع فيروس الورم الحليمي البشري أن يصيب الجلد غير المغطى بالعازل الذكري (Condom). أي أن استعمال العازل ذكري وحده غير كاف لمنع الاصابه بالفيروس.
بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم الأشخاص الحاملين للفيروس لا يدركون حقيقة حملهم الفيروس، إذ لا يعانون من ظهور أية أعراض. أي أنهم لا يدركون، بتاتا، حقيقة كونهم المسؤولين عن نقل فيروس الورم الحليمي البشري للشريك، أو للشريكة، وبذلك فهم يساهمون في نشر فيروس الورم الحليمي.
تشخيص فيروس الورم الحليمي البشري
يشكل ظهور الثآليل في منطقة الأعضاء التناسلية أحد الأعراض التي يمكن أن تدل على الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري. يقوم الطبيب المعالج بإجراء فحص بسيط. نوع الفيروس الذي يسبب ظهور الثآليل يختلف عن النوع الذي يؤدي إلى تكون وتطور خلايا سرطانية.
النساء اللواتي تصبن بالفيروس المسبب لتكوّن خلايا سرطانية لا تظهر لديهن أية أعراض مثيرة للشك والاشتباه، بل قد تكون نتائج فحص مسح عنق الرحم (Pap smear) الأول الذي يجرى لهن سليماً تماما. وفحص مسح عنق الرحم هذا هو فحص يستطيع الطبيب المعالج بواسطته الكشف عن وجود أية أعراض لسرطان عنق الرحم أو الكشف عن حدوث تغيرات قبل - سرطانية في الأنسجة.
من أجل التحقق من أن مسبب التغيرات في الأنسجة هو الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري, قد يوصي الطبيب المعالج بإجراء فحص جيني، وذلك في سبيل تشخيص النساء اللواتي أظهرت فحوصات مسح عنق الرحم لديهن نتائج استثنائية مثيرة للشك. هذا الفحص يمكن أن يحدد ما إذا كانت المرأة قد أصيبت بفيروس الورم الحليمي البشري المسبب لنشوء خلايا سرطانية. فثمة أصناف معينة فقط من فيروس الورم الحليمي البشري هي القادرة على التسبب بنشوء خلايا سرطانية.
في الواقع, فيروسات الورم الحليمي البشري، التي يبلغ عددها 16- 17 نوعا، مسؤولة عن نحو 70% من مجموع حالات سرطان عنق الرحم. كما يتم إجراء الفحص الجيني أيضا، في الغالب، للنساء اللواتي كانت المؤشرات الاستثنائية في فحوصات مسح عنق الرحم لديهن ضئيلة جدا. ويتم إجراء هذا الفحص، أحيانا، كإجراء روتيني لدى النساء اللاتي تجاوزن سن الـ 30 عاما.
علاج فيروس الورم الحليمي البشري
بالرغم من عدم توفر دواء لمعالجة فيروس الورم الحليمي البشري، حتى الآن، إلا أن الجانب الإيجابي يتمثل في حقيقة أن الالتهاب يزول من تلقاء نفسه، بدون أي حاجة إلى أي علاج. وإذا كان الوضع غير ذلك، وكانت هنالك حاجة لإعطاء علاج ما، فهناك العديد من البدائل العلاجية، المختلفة والمتنوعة، ضد فيروس الورم الحليمي البشري. إضافة إلى ذلك، كلما ازداد عدد الأشخاص الذين يتلقون اللقاح ضد الفيروس قلّت نسبة الإصابة بالفيروس.
حتى الآن، تتركز معالجة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري في معالجة الأعراض المصاحبة له ومعالجة التلوث (الالتهاب) الناجم عنه. وقد تشمل الأعراض ظهور الثآليل في منطقة الأعضاء التناسلية نتيجة الإصابة بفيروس ذي درجة خطورة متدنية (لا يسبب، بشكل عام، نشوء خلايا سرطانيه) ومعالجة الأعراض قبل - السرطانية الناجمة عن الإصابة بأصناف أكثر خطورة من فيروس الورم الحليمي البشري.