الكتابة تعبر عن الكلام ، وهذا يعني أن يكون في الكتابة سمات الكلام ، من وقفات ، ومن رفع الصوت وخفضه ، ومن تمييز الخبر من الإنشاء ... والذي يعبر عن ذلك كله هو علامات الترقيم .
1) نقصد بالترقيم ، وضع رموز اصطلاحية معينة بين الجمل أو الكلمات ، وعلامات التّرقيم في اللغة العربية ذات أهمية كبيرة في توضيح معاني الجمل للقارئ، وهي في الكتابة تُغني عن الإشارة بالوسائل الأخرى التي يستخدمها المتحدّث للتعبير عمّا في نفسه .
الفَاصِلَةُ (،)
وتسمى " الفَصْلة " وهي تَدُلُّ على وَقْفٍ قصير ، بَيْنَ مَعَاني الْجمّلة لتمييز أجزاء الكلام بعضه عن بعض ، وهي أكثر علامات الترقيم استعمالاً في الكتابة ، ومن مواضعها :
بين الجمل المترابطة وأشباه الجمل ، مثل :
كتب أحدهم إلى صديق له : "مثلي هفا ، ومثلك عفا " فأجابه : "مثلك اعتذر ، ومثلي اغتفر " .
كان لبعضِ الأطباء تلميذٌ ذكيٌ ، يُحبّهُ كثيراً ، وكانَ التلّميذُ يَحبُّ استاذه ، وَيُلازِمُه وَيَخْدِمُه .
بين الشرط والجواب ، مثل :
كتب أحدهم : أما بعد ، فإن كان إخوان الثقة كثيراً ، فأنت أولهم ، وإن كانوا قليلاً ، فأنت أوثقهم ، وإن كانوا واحداً ، فأنت هو .
بعد المنادى ، مثل :
يا سامرُ ، سِرْ على رصيف الشارِعِ . يا سائِقَ السَّيّارَةِ ، لا تُسْرِعْ . يا أبي ، عُدْ إلَينْا .
بين أنواع الشيء وأقسامه ، مثل :
المؤمنون ثلاثة : واحد مشغول بآخرته ، وآخر مشغول بدنياه ، وثالث جمع بين الدنيا والآخرة .
للقائل على السامع ثلاث : جمع البال ، والكتمان ، وبسط العذر .