يحكى انه فى احدى الايام كانت تعيش غزالة فى مكان بعيد ملئ بالجليد مع الكثير من اصدقائها الحيوانات ، حيث ان تلك المنطقة الجليدية كان يعيش فيها انواع كثيرة من الدببة والحصان الوحشى و الخرفان البيضاء ، وكانت الغزالة المعجزة لونها بنى داكن فهى كانت مختلفة كثيرا عن جميع الحيوانات الموجودة ، لانهم كانوا يمتازون باللون الابيض ولديهم طبقة فراء كثيفة ، اما الغزالة فكان لونها داكن .
ولذلك فكانوا دائما اصدقاؤها الحيوانات يسخرون منها ولا يفضلون اللعب معها كثيرا ، وكانت الغزالة البنية دائما حزينة وتشعر بانها وحيدة وغير محبوبة ، وفى احدى الايام خرجت الغزالة البنية من منزلها الصغير حتى تبحث عن طعام لها ، وفى اثناء سيرها الى السوق قابلتها دبة كبيرة الحجم بيضاء وقالت لها ما بك يا غزالة كلما كبرتى كلما اصبح لونك داكنا هكذا ، فحزنت الغزالة ولم ترد على الدبة البيضاء وظلت فى طريقها الى السوق .
روابط إعلانية
ثم قابلت الغزالة حصان ابيض صغير الحجم ورقيق فنظر الى الغزالة وقال لها ما بكى يا غزالة قرونك كبيرة ولونك داكن ومظهرك اصبح غير لائق هكذا ، فحزنت الغزالة ايضا فى نفسها ولم ترد عليه ، وعندما وصلت الغزالة الى السوق وذهبت الى البائع التى تشترى منه احتياجاتها ، وجدها حزينة فسالها ، ما بكى يا غزالة لماذا انتى حزينة هكذا ؟ فحكت له الغزالة عن مضايقة الاصدقاء لها وانهم دائما يرونها قبيحة وهذا يضايقها كثيرا لانها لم تختار شكلها .
فضحك البائع وقال لها لا عليكى يا غزالة لا داعى للحزن الشديد هكذا ، فانتى تملكين ما لم يملكوه هم ، فنظرت اليه الغزالة وهى فى دهشة ثم قالت له ماذا تقول ؟ فقال لها نعم لقد وهبك الله عيون جميلة ورموش طويلة من المستحيل ان توجد تلك العيون الجميلة لدى اى حيوان اخر ، فالله سبحانه وتعالى ميز كل مخلوق بجمال خاص به عن غيره ولا يوجد اى مخلوق قبيح .
فضحكت الغزالة وشعرت بثقتها فى نفسها ، وانها بالفعل جميلة ، وعادت الغزالة الى طريقها لكى تعود الى منزلها ، ثم فكرت الغزالة فى ان تقيم حفل وتدعو فيه كل اصدقائها الحيوانات فى اليوم التالى ، وبالفعل احضرت الغزالة الكثير من الحلويات الشهية ، ووزعت دعاوى على اصدقائها تدعوهم الى حفلها ، فرحب الحيوانات كلها بالحفل حتى يستمتعون بالرقص والغناء والهدايا التى ستقدمها لهم الغزالة .
وبالفعل فى ميعاد الحفل حضر الجميع وقضوا وقتا ممتعا ، ثم خرجت الغزالة وقالت للحيوانات من فضلكم هدوء قليلا ، اود ان اقول لكم شئ ، فانصت الجميع لكلام الغزالة ، ثم قالت الغزالة اننى احبكم جميعا ، واود ان اظل صديقة لكم جميعا ، لكنكم دائما تضايقونى بكلام كثير عن ان مظهرى قبيح وانا لم اختار هذا المظهر ولم تختاروا ايضا انتم مظهركم فكلنا من صنع الله قد ميزنا جميعا عن بعض .
واحب ان اقول لكم انكم نظرتم الى لونى ولم تنظروا الى عيونى ، فان فصيلة الغزلان مشهورة بعيونها الواسعة الجميلة والمزودة بالرموش الطويلة الكثيفة ، فهل انا ضايقتكم بهذا الكلام ، فقالوا جميعا لا ، ثم خرج واحد من الحيوانات واعتذر للغزالة وقال لها لم نضايقك مرة اخرى انت على حق فكل منا لديه ما يميزه عن الاخرين ، فرحت الغزالة ووزعت الهدايا ، ثم ذهب الجميع وهم مسرورين .