بابا نويل، يحتفل العالم قريباً بأعياد الميلاد وهذه الاحتفالات عادة ما تترافق بتزيينات منزلية تبدأ بشجرة الميلاد المضيئة والنجوم وكذلك بقدوم سانتا كلوز أو بابا نويل وتقديمه الهدايا إلى الأطفال ولكن ما السبب في هذه الرموز وما قصة ظهورها؟
ونبدأ بشجرة الميلاد التي توضع قبل أيام من عيد الميلاد وتستمر أحياناً حتى منتصف شهر كانون الثاني، ويعود تاريخها إلى الرومان الذين استخدموها وزينوها في 25 من شهر كانون الأول وهو يوم عيد ميلاد الشمس التي تقهر.
وتم اختيار الشجرة لأنها رمز للعام الجديد ولحدوث الانقلاب الشتوي، وترمز أضواء الزينة فيها إلى الشمس والقمر والنجوم، كما يقال أن فكرة الشجرة بدأت في ألمانيا ذات الغابات الصنوبرية الخضراء حيث جاءهم سفير مبشر من البابا ليوقف عادة تقديم ضحية بشرية وتزيين الأشجار بسبب ذلك، حيث قام بقطع شجرة وتزيينها ثم نقلها إلى أحد المنازل لتصبح عادة وانتشرت كرمز للاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة.
أما بابا نويل أو سانتا كلوز وهو رجل الهدايا ذو الملابس الحمراء الذي يرتبط بالشجرة أيضاً فهو يعود في تاريخه إلى عدة أساطير منها ما يرجعه إلى شخص كان يزور البيوت في يوم 25 كانون الأول ويضع الهدايا في الأحذية الخشبية للأطفال عند موقد النار.
وهناك أقوال أخرى تقول أن سبب ظهور بابا نويل هو القديس نيكولاس الذي عاش في القرن الرابع الميلادي، و كان رجلاً غنياً، كريماً ومحبوباً لدى الأطفال ويقدم لهم الهدايا من نوافذ منازلهم، وبسبب هذه المكانة التي احتلها في قلوب الصغار تم تكريمه في روسيا حيث منحته الكنيسة الأرثوذكسية منزلة عظيمة، وقامت ببناء كنيسة تخليداً له.
وبدأت ظاهرة بابا نويل بالانتشارفي دول أوربية عدة منها ألمانيا وانجلترا وكان يسمى فيها بأبو الأعياد، ومن ثم انتقلت الظاهرة إلى الولايات المتحدة مع المهاجرين الهولنديين الذين حملوها إلى هناك.
أما فيما يتعلق بأسطورة قدوم سانتا كلوز على عربة خشبية تجرها الغزلان الثمانية ، فهذا يعود إلى أنه يعيش في القطب الشمالي وهو المكان الذي يتم فيه صنع هدايا العيد التي يأتي بها في الليلة التي تسبق أعياد الميلاد ويضعها داخل جورب على رف موقد النار حيث تجمتع الأسرة في الليالي الباردة، أما الغزلان فيحمل كل منها اسم معين وتم إضافة غزال تاسع عام 1939يدعى "رودولف" وهو ذو أنف أحمرلامع.
يذكر أن شجرة الميلاد ترتبط كثيراً بالخصوبة وبالحياة والنور وقد تم تزيين أول شجرة في مدينة ستراسبورغ عام 1605 وكانت الزينة حينها ثمار من التفاح الأحمر مع الورود المزينة بالأشرطة القماشية، ولاتزال محفوظة حتى اليوم، وفي عام 1840 دخلت أول شجرة ضخمة إلى القصر الملكي البريطاني في عهد الملكة فيكتوريا، ولاتذكر المراجع الدينية وجود أي ارتباط بين شجرة الميلاد وقصة ميلاد السيد المسيح عليه السلام.