دهوك
على حدود دولتين وقفت منذ الأزل بوابة لمرور الخير من والى العراق، دهوك صاعان من الحنطة لكي تمر القوافل واقفة هناك في أقصى شمال القلب على مقربة من جبلين سورين يقفان حارسان من أجل عيون دهوك، وهما الجبل الأبيض في بوابة شمال المدينة وتأتي هذه التسمية لأكتساء قامة الجبل بالثلوج والى فترة طويلة من السنة والجبل الآخر زاوا في جنوب دهوك وهو التوأم الآخر للجبل الأبيض، وهناك شقيق ثالث لهما هو مام سين في شرق المدينة، اذن هي مدينة محاطة بثلاثة جبال تحرسها من كل شر، أما الجهة الغربية من دهوك فتنفتح على سهيل سميل الزراعي الواسع.
قصة دو.. هوك
هناك دائماً قصة اسطورية أو حقيقية وراء كل اسم من أسماء مدن العراق وبما أن العراق مهد الحضارات وأرض الأساطير والبلد العجيب ومكتشف الكتابة ومعلم العالم الحساب وقراءة مواقع النجوم وبلاد الملوك الآلهة ومهبط الوحي على العديد من الأنبياء والصالحين فان مدينة دهوك لا تخلو من تلك العجائب والأساطير والواقع المسحور.
لقد جاءت تسمية دهوك بهذا الاسم من واقع قديم، حيث تعود هذه التسمية حسب المصادر التاريخية الى انها تتكون من كلمتين الأولى -دو- وتعني -اثنين- و-هوك- وتعني حفنة من الفلة واجمالاً تعني حفنتين من الفلة والحكاية التي يتناقلها أهالي دهوك وكذلك الرواة، ان أمير دهوك في عهد مملكة نوزي الأمير -اخ شندو- كان يفرض صاعين من الفلة كضريبة على القوافل المارة بالمدينة الداخلة والخارجة، والتي كانت محملة بمختلف أنواع الحبوب ومن هذه الضريبة التي فرضها أميرها -اخ شندو- على القوافل أصبح -دو.. هوك- دهوك ومن ذلك الوقت. هذه الاسطورة لمن يزور دهوك وما يحيطها من تضاريس تنطبق فعلاً عليها لأنها حفنتان من الحنطة والخير.
موقعه الجغرافي
تقع مدينة دهوك في أقصى شمالي العراق وهي ثالث مدن شمال العراق بعد السليمانية وأربيل. وهي تتمتع بأهمية خاصة من الناحية التاريخية فان الآثار والمنحوتات المكتشفة في تلالها والكهوف العديدة تدل على أهمية مدينة دهوك التاريخية وعمق الحضارة في هذه المدينة والتي هي مثل بقية مدن العراق مهد حضارة وبداية التاريخ والمعرفة ومهد البشرية.
أما من الناحية الجغرافية فتتمتع مدينة دهوك بموقع جغرافي متميز وذلك لوقوعها جغرافياً بين دولتين ومرور خطوط مواصلات دولية تربط العراق بتركيا ومن ثم دول العالم، وكذلك مرور خط أنابيب النفط فيها من كركوك الى تركيا، وفضلاً عن ذلك تتميز كركوك بتضاريس متنوعة منها جبال شاهقة، الجبل الأبيض وجبل مام سين وجبل زاوا، وهي جبال بالغة الوعورة والتعقيد والتي تعد الحدود الفاصلة مع الجارة تركيا، فضلاً عما تتمتع به مدينة دهوك من سهول واسعة غنية بالموارد الزراعية وهي تشكل المنطقة الجنوبية للمدينة.
المساحة والمدن في دهوك
مدينة دهوك من المدن المهمة في خارطة المدن العراقية وهي بوابة العراق الى جنوب أوربا من جهة تركيا، تبلغ مساحة مدينة دهوك (10715)كم3، وتقسم ادارياً الى عدة أقضية منها دهوك، قضاء شيخان، قضاء سميل، قضاء زاخو، قضاء العمادية وقضاء عقرة. أما أهم النواحي في مدينة دهوك فهي ناحية سرسنك وناحية زاوبنة، فضلاً عما تتمتع به المدينة من أماكن سياحية مهمة يقصدها السواح من كل مكان من العراق والعالم، وتشتهر مدينة دهوك بكثرة البساتين المتنوعة بالفواكه والكروم المشهورة، والآن المدينة قد شهدت تطوراً عمرانياً كبيراً في أطرافها الجنوبية والغريبة والشرقية.
عشائر وتقاليد أصيلة
تسكن مدينة دهوك عدة عشائر كردية تمثل أغلب سكان المدينة ، من هذه العشائر عشيرة المزوري والتي تعدّ من أهم وأقدم العشائر فيها وهي عشيرة متمسكة بالعادات والتقاليد الموروثة من أسلافهم وأجدادهم من قديم الزمان ويتميز أفراد هذه العشيرة بالأناقة وكرم الضيافة الكردية التقليدية، وهناك أيضاً عشيرة الدوسكي وهي من العشائر المهمة والتي تعد مع عشيرة المزوري أهم العشائر في دهوك، فضلاً عن عشائر الكوجر والبراوري وغيرهما مدينة تقف في أقصى شمال القلب من عراق المحبة والتآخي هناك دهوك صاعان من الذهب.
اكتسبت دهوك اهمية كبيرة اثناء سنوات الحصار على العراق الذي فرض على اعقاب حرب الخليج الثانية حيث كانت معبرا اقتصاديا حيويا تنقل عبر مدينته الحدودية ابراهيم الخليل النفط إلى تركيا وكانت الضرائب التي تفرض على البضاعات الداخلة عن طريق إبراهيم الخليل المصدر الرئيسي لاقتصاد المنطقة.