سومر
محمد صبيح
تسجيل افتقادكم ...
سومر
محمد صبيح
تسجيل افتقادكم ...
في كونية الشعر وأسبقيته على الأجناس الأخرى
مدخل لماهيّة الشعر
لا يمكن محاكمة الشعر خارج زمنه ، بمعنى لا يمكن عكس المفهومات التي توصل إليها الدرس النقدي المعاصر على حقيقية الشعر كمادة إنسانية وكفعل مجرد وملتصق بحياة الإنسان ، ولهذا سأطرح السؤال الآتي للتركيز على عمر الشعر ومدى تعلقه بنا كماكنات حسية قابلة لإنتاجه حتى خارج اشتراطاته التي عدلت جينيا فيما بعد وأصبحت متعلقة بالنخبة ، ما الذي يجعل من الشعر كونيا ؟ بمعنى ، ما الذي يجعل الشعر موجودا في كل الأمم والمجتمعات على اختلاف مشاربها ومغذياتها ولغاتها وبيئاتها وعلى مر الزمن ؟ والإجابة بسيطة وواضحة لكونها متعلقة بطبيعة الشعر من جهة ومن ثم بطبيعتنا نحن البشر ، سأقف على المفصل والرابط البديهي بينهما الذي هو ( الشعور ) ، بمعنى أن الشعر يتلاءم مع الطبيعة البايلوجية للإنسان ، والإنسان بذلك شاعر ( من الشعور ) بشكل بديهي وطبيعي وذلك رتباط الأول ( الشعر ) بانفعالات الإنسان وأسئلته وقلقه ، هذا في الحقيقة هو تبرير أولي لارتباط الشعر بالإنسان بعيدا عن القواعد المفصلة له والمؤسسة لطبيعته في الوقت الراهن ، هكذا يكون الشعر كونيا وملتصقا بواقع البشر ووجودهم ، وبهذا يمكننا القول أن الشعر سابق على النثر مثلا أو سائر الأجناس الأخرى ، وهذا لا يعني أيضا خلو هذه الأجناس الأدبية من الشعر في مادتها الأدبية ، قديما كان الإنسان البدائي يشرع بالغناء حين يقوم بأعماله الحياتية كالعمل والرعي والاكتشاف ، والغناء هو ضرب من الشعر ، هناك رواية - لم تثبت صحتها - أن آدم عليه السلام قال الشعر ، وأن قابيل قال الشعر أيضا ، ولكن ماهو الشعر ؟ هل هو التعبير عما يخالج الإنسان من مشاعر ؟ هل لهذه الكيفية قواعد معينة ؟ نعم هناك قواعد وهذه القواعد متعلقة بشكل القول لا بمادة القول ، دعونا نفصل الحديث عن هذه القاعدة الخاصة بقواعد قول الشعر ، ما معنى شكل القول ومادة القول ، الشكل هو القالب الذي نكتب فيه أو نقول فيه الشعر ، كأن يكون شعرا عموديا أو حرا أو تفعيلة أو قصيدة نثر ، ملاحظة : الشعر الحر ليس هو شعر التفعيلة !!! هذا أمر خاطئ وهو شائع ، يعتقد أن الشعر الحر هو النموذج الذي جاء به السياب وهو ليس كذلك لأن هناك اختلافا بالمفهوم والمصطلح ، ماجاء به السياب هو شعر التفعيلة وهو أن تتحكم بكم التفعيلة وعددها وأن لا تلتزم بقافية محددة ، أما الشعر الحر فهو أن تكتب بلا قيود تذكر وربما هو مشابه لمعنى قصيدة النثر مع الاختلاف بالمعايير ، نرجع الآن إلى مادة القول ، أي الأبيات أو الأنساق الكتابية ( الشعر ) الداخلة في قالب ما ، سنأخذ مثالا :
يقول عبد الأمير جرص :
أطعت نفسي على نفسي وأعترف إني معي دائما في الرأي أختلف
هذا الشكل يسمى بالشعر العمودي ، مادته هو هذا البيت المتألف من تراكيب لغوية دالة ، أقول : النظرة المجردة للشعر لا تعتني بالقالب الذي أطلقت عليه شكلا للتبسيط ، وكذلك لا تعتني بمادة هذا القالب التي هي التراكيب التي تخبر بالمعنى ، وإنما بكيفيات تشكل هذا المعنى وصولا للدلالة ، هل تعقد الأمر ؟ نعم تعقد ، سأفرق الآن بين أمرين جديدين ، طريقة القول وكيفية القول ، أي أن النظرية النقدية معنية بكيف قال الشاعر ما قاله وليس بماذا قال الشاعر ، وهنا تفصيل آخر ومعقد ، وهذه هي النظرة النصية للشعر ، أما النظرات الأخرى فتعنى بطريقة القول وتؤسس قراءاتها على بيانات النص المختلفة ، ستكون هذه مقدمة مضغوطة لأمور أخرى سأبينها تباعا ، وسأبدأ بالتفريق بين نظرية الأدب ونظرية النقد وأبين الفرق بين عملهما ، ومن ثم أشرع بكيفيات قراءة النص على وفق الآاليات المختلفة ، وصولا إلى كيفية التفريق بين الشعر واللاشعر .... يتبع
اكو مكان لي ؟؟؟
صباحكم ومساؤكم ابداااع
كثيرا ما سأقول : شكراً جدااااا سراج ... أتابع باهتمام كبير .. تقييم مستحق حقاً
الأعزاء / العزيزات : أعتذر عن عدم الرد و الترحيب .. لأن الورشة الآن تحت تصرف الدكتور سراج و أنا طالب هنا فقط .. كل الود
يااااااااه اخيراً
اشتقت لكم حقاً وكثيراً لأرواحكم وأدبيتكم
سأكون من المواظبين ان شاء الله
استاذ سراج ع كيفك ويانة
شكراً استاذ شيفرة ممتنين لما أمدتنا به سابقاً
اول المتابعين
محبة كبيرة