أن تكون رجل ضد التيار هو أمر عادي نوعاً ما، وأن تكون رجل ضد السائد في مجتمع تقليدي هو أمر قد يكون مُميّزاً، لكن أن تكوني امرأة ضد التيار فهو حتماً أمر مُختلف تماماً!
فكيف إذن بمجموعة من النساء اللاتي وقفن ضد التيار في مُجتمع مُنغلق! أو في مُجتمع غير واعي! فتجاوزوا بوقوفهنّ هذا السائد والمحظور والمُمنوع!
ليس تمرّد المرأة هو أن تمشي عارية كما يحاول البعض أن يُظهرها، أن تخلع ثيابها وتمشي في الشارع! ليس هذا أبداً. تمرّد المرأة يكمن في تحطيم فكرة بالية حان وقت استئصالها، وفي تجاوز عادة قميئة آمن بها الجميع حتى لو اضطر الأمر للوقف بوجه مُجتمع كامل في سبيلها!
التمرّد ليس بالملابس كما يُصوره بعض الحمقى، التمرّد يكون في أمور ترفعها فوق العادة وفوق العمر وفوق الجنس واللون حتى!
وهنا لدينا مجموعة من النساء، تحديداً 17 امرأة، رفعوا أنفسهنّ فوق السائد ووقفوا ضد التيار، ولربما تم تجاهلهن في هذا العام – عام 2016 – لهذا السبب نسلّط الضوء عليهنّ، ونعرفكم بهنّ.
(1) فتاة المظاهرة
خلال إحدى التظاهرات في تشيلي، تظهر هذه الفتاة وهي تُحدّق برجل الشرطة في نظرة تحدّي واضحة على معالم وجهها. وقد كانت هذه الفتاة من ضمن المُحتجين في التظاهرة السنويّة المناوئة للانقلاب العسكري في تشيلي الذي حدث عام 1973.
وفقاً لبعض الصحف، فإن الصورة التقطت لهذه الفتاة أثناء قيام الشرطة بإلقاء القبض على الناس بطريقة عشوائيّة، وقال المصوّر الذي التقط الصورة، أن الفتاة وقفت أمام الشرطي أثناء قيامهم بالهجوم على التظاهرة، مُعلنةً بوقوفها أن التحدي ها قد بدأ!
(2) ضد التحرش
مجموعة من النساء في المكسيك يُقاتلنّ ضد التحرّش من خلال مدافع ومُسدسات محشيّة بحلويات يُطلقونها في وجه المُتحرش، إضافةً لغنائهم نوع من أنواع الموسيقى!
هذه المجموعة من النساء المتواجدات في مدينة مكسيكو، قرروا مواجهة التحرّش في الشوارع من خلال الفن والغناء! ففي كل مرة كان أحدهم يُحاول التحرّش بهنّ، كانوا يُغنّون أغنية مُعيّنة أو يطلقون قُصاصات الورق من مُسدساتهم البلاستيكيّة.
لا أعرف صراحةً آلية فعلهم لهذا الأمر، لكنه يبدوا شيء جديد ومُختلف، وغير قابل للتطبيق لدينا إطلاقاً!
(3) امرأة النجاة
(
ميغان هاين) خبيرة طبيعيّة في أمور البقاء على قيد الحياة، تتلخص مهنتها في تدريب الباحثين والعلماء أثناء قيامهم ببعض الأمور الخطيرة اللازمة لأجل إكمال أبحاثهم، خصوصاً عندما تكون في أماكن حرجة وصعبة الوصول.
الخبيرة هاين ليست ضد التيار فحسب، بل ضد الحيوانات أيضاً ولا سيما الأسود، إذ تعرّضت لهجوم من قبل مجموعة أسود في أحد تدريباتها الاعتياديّة التي تقوم بها، لكن الحظ كان حليفها وتمكّنت من الهرب والنجاة!
(4) تحقيق الأحلام قبل الزواج
(
بالكيسا شايبو) من المناضلات ضد الزواج المُبكّر، خصوصاً أن والدها كان يُريد تزويجها من ابن عمها عندما كانت في عمر الـ 16 إلا أنها رفضت والتزمت موقفاً صارماً ضد هذا الأمر.
بالكيسا حاليّاً تدرس الطب، وتسعى نحو أن تُصبح طبيبة مُميّزة. إذ لا بد من القول أن تباً للزواج الذي كان سيقطفها في عمر الزهور، ليزرعها في بستان رجل لربما سيكون همه محصور في كل شيء عدا تحقيق أحلامها!
وقد قالت في أحد لقاءاتها مع قناة
BBC أنها منذ الصغر كانت تحلم بأن ترتدي المعطف الأبيض وأن تداوي الناس، كما قالت بأنه من المعلوم أن الدراسة غير سهلة إطلاقاً إلا أننا جميعاً يجب أن نناضل في سبيلها.
(5) ركوب الدراجة
(
آمنة سليمان) وفي قطاع غزّة، قادت آمنة مجموعة من النساء في مجموعات لسباق الدرّاجات الهوائية مُعلنةً بذلك تحديها لحظر مجتمعي – غير مكتوب – لقيادة الدرّاجة الهوائيّة بالنسبة للمرأة.
آمنة ومن معها تحدّت هذه العادة البالية السائدة في المجتمع، وقامت بقيادة الدراجة في مكان عام وأمام الجميع! وهو أمر يُنظر إليه على أنه شيء مُشين ومُخالف للعادة والتقليد.
قالت آمنة لصحيفة
نيويورك تايمز في تعقيبها على الحادثة، ركوب الدراجة أمر رائع، شعور لا يُوصف وكأنك تُحلّقين!
(6) أدب الأطفال ليس للشُقر فقط!
(
مارلي دياس) فتاة تبلغ من العمر 11 ربيعاً، جمعت آلاف الكتب التي تتحدث عن الفتيات السود في إطار حملة قامت بإنشائها لأجل زيادة التنوّع في أدب الأطفال الذي استحوذ عليه نمط واحد، أدب الأشقر والأبيض والعيون الملوّنة!
جمعت دياس حوالي 7000 كتاب حول هذا الموضوع الذي نذرت نفسها له، وقد قالت بأنها بدأت رحلتها من خلال المكتبات التي ساعدتها في هذا الموضوع ولا سيما أنها شغوفة بالكتب منذ الصغر.
(7) القضاء النسائي
ثلاثة من القضاة النساء يصنعن التاريخ من خلال إدانتهنّ لقائد عسكري مسؤول عن اغتصاب بعض الفتيات أثناء فترة صراع عسكري مُسلّح في إفريقيا الوسطى.
القاضيات وجّهوا التهمة لهذا القائد بسبب قيامه بجريمة الاغتصاب المُشينة هذه وذلك أثناء صراع دموي في إفريقيا.
وقد قال أحد مُفكري دورية الأمم المُتحدة، إن الحكم ربما كان قد يختلف قليلاً لو أنهنّ كانوا رجالاً وليس نساء!
(8) أوركسترا الفتيات
(
نيجين خبالاك) فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً، تقود فرقة أوركسترا من الفتيات الأفغان اللاتي خاطرن بحياتهن من خلال تشكيل هذه الفرقة التي لم يُرى في التاريخ الأفغاني الحديث مثلها!
تقول خبالاك ومن معها، بأنهم يهدفون من وراء هذه الفرقة إلى تغيّر الصورة السائدة عن أفغانستان في العالم، كما يرغبون في رفع الوعي بالنسبة لقضايا المرأة وحقوقها.
(9) ملكة جمال سمراء… ولمَ لا؟
(
ماميني ديجغاما مايمورو) فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً أيضا، إلا أنها من السكان الأصليين في استراليا، والتي لطالما أُخذت عنهم صورة سيئة ومشوشة لدى الكثير من الناس وحتى الاستراليين أنفسهم.
مايمورو مثّلت الإقليم الشمالي في استراليا ضمن مسابقة ملكة جمال استراليا، وقال البعض في تعليقهم على هذا الحدث بأن مايمورو حطّمت السائد لدى الاستراليين عندما جعلت الجمال بغير لون العين لأزرق والشعر الأشقر!
(10) رياضية الحجاب الأوليمبية
(
ابتهاج محمد) رياضيّة أمريكيّة نافست في دورة الألعاب الأولمبيّة وهي ترتدي الحجاب دون أن تُبالي بأحد!
وقد صرّحت عن ذلك بقولها بأنها تعرّضت للكثير من المُضايقات والإهانات العنصريّة بسبب لون بشرتها من جهة وبسبب حجابها من جهة. إلا أنها لم تبالِ بهم كثيراً، وقالت بأنها مُجرّد فتاة عادية ترتدي حجاب!
(11) السباحة اللاجئة
في ظل عجز دولي لعمل أي شيء تجاه موضوع اللاجئين، إلا أن هناك فتاة كان لها موقف آخر في هذا الأمر، ولا سيما أنها سبّاحة من جهة، ولا سيما أنها يُسرى مارديني من أخرى!
(
يُسرى مارديني) من النساء اللاتي خاطرن بحياتهنّ من أجل إنقاذ اللاجئين في عرض البحر، إذ قامت بالسباحة لمدّة 3 ساعات لأجل إنقاذ 20 لاجئاً كادوا يغرقون في عرض البحر المتوسط أثناء اتجاههم نحو أوروبا.
(12) ريادة الفضاء ليست بالسن
(
بيغي ويتسون) من النساء اللاتي تمردّن ضد العمر! نعم فقد كانت ويتسون البالغة من العمر
56 عاماً أكبر النساء المتواجدين في الفضاء! ويتسون سافرت مرتين نحو الفضاء، وفي شهر نوفمبر – تشرين الثاني – قامت بالوصول مرّة أخرى إليه!
وقد عبّرت عن مشاعرها بتغريدة قصيرة على تويتر قالت بها، افعلوا أفضل ما لديكم وكونوا إيجابيين واحلموا أحلام كبيرة.
(13) عارضة الأزياء الضحية
(
ريشما قُريشي) امرأة نجت من هجوم بحمض الأسيد الحارق على وجهها، وذلك أثناء عرض أسبوعي للأزياء ضمن مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكيّة.
قالت ريشما في تصريح لها عما حدث، لماذا يجب علينا ألا نستمتع بحياتنا! ما حدث لنا لم يكن خطأنا إطلاقاً فنحن لم نرتكب أي جرم أو ذنب! لذلك لن نسكت وسنمضي في طريقنا نحو الأمام.
وأضافت، لا أريد من العالم أن ينظر إلينا وكأننا شعلة صغيرة سيطفأها الظلام، بل شغلة قوية مُتقدة قادرة على فعل أشياء عظيمة لم يتوقعها أحد أبداً!
(14) فريق الأمن النسائي
فريق أمني نسائي لحماية كاميلا – دوقة كورنول – أثناء زيارتها لدولة الإمارات العربيّة المُتحدة.
الفريق يُعتبر شيء جديد في مجتمع يغلب عليه الطابع الذكوري، ولا سيما أن هذا الفريق النسائي لم يقتصر على حماية الدوقة فحسب، بل كان له نشاطات أخرى، أبرزها تسلق قمة جبل إيفرست!
(15) نساء الاحتجاجات
نساء وفتيات من أمريكا يحتجون على السماح لخطوط أنابيب
داكوتا بالعبور من أراضيهم التي رفضوا لمدة طويلة المرور فيها على مدار عقود منصرمة.
الصورة التقطت بواسطة أحد المُحتجين المشارك معهم، وتم نشرها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وفي تصريح من قبل أحد الجامعيين على هذا الموضوع قال فيه، أنّ هذه الاحتجاجات النسائيّة متوقعة ولا سيما عند الذين يتمسكون بقوّة بأراضيهم وأوطانهم.
(16) الرواتب حسب الكفاءة
الآلاف من النساء في
آيسلندا يتركون العمل بسبب سياسة الحكومة في التمييز بين الجنسين، وذلك من خلال رفع رواتب الذكور وإنقاص رواتب النساء!
ويقول الخبراء أن الفجوة بين رواتب الجنسين في آيسلندا أصبحت كبيرة، إذ يتراوح الفرق من 14 لـ 18 بالمئة بين الموظفين الرجال والموظفين النساء، فكانت النتيجة هذه الاحتجاجات الواضحة في الصورة.
(17) امرأة أمام 300 راجل
(
تيس آسبلاند) امرأة تم التقاط هذه الصورة لها أثناء وقوفها الحازم في وجه مظاهرة مكوّنة من 300 شخص من النازيين الجُدد في احتجاج نظّمه اليمين المُتطرّف في السويد.
قالت آسبلاند في تصريح لها
لصحيفة الغارديان أنها شعرت بالأدرينالين يسري في جسدها عندما رأت هذه المُظاهرة، وأضافت بأن هذا الأمر جحيم لا يُطاق، هؤلاء النازيين لا يجب أن يسيروا في الشارع ولا يجب عليهم أن يتواجدوا هنا!
فكانت هذه الوقفة الحازة في منتصف الشارع في تحدي واضح بين امرأة من جهة، وثلاثمئة رجل من جهة أخرى!
المادة الأصلية للموضوع
هنا