علي سام
----------
في أحيان كثيرة، أختلف مع زوجتي في تفسير ما عشناه سوية أو حتى في سرد القصة التي عشناها.
مع السنوات، تعلّمت إن ما يحدث هو إن زوجتي تختار نقاطا فاصلة لسرد الحدث في حين إنني أختار نقاطا أخرى.
نحن نتذكر حياتنا كما لو كانت قصة إنسان مشى في طريق بدأ بولادته وينتهي بموته وعلى جانبي الطريق هناك الاحداث الكبيرة كولادة اخ او الذهاب الى المدرسة او بداية حرب او موت قريب او زواج او لقاء بحبيب ومن هذه الاحداث نركب ما نسميه سيرتنا الذاتية.
الغريب هو إننا حين نسرد قصصنا لأشخاص عايشوا ذات الاحداث نكتشف إن لديهم سردا مختلفا تماما لأنهم نظروا الى جانبي الطريق ووجدوا أشياء أخرى أصبحت هي قصتهم.
أنا حين امشي مع طفلتي انتبه الى اهتمامها بالحصى لكنني لا أعرف كيف إن الحجارة التي تلتقطها تؤثر في قصتها التي سترويها عن حياتها.
هذا التباين بين القصة التي اتذكرها أنا والقصة التي يتذكرها الاخرون الذين شاركوني الطريق يجعلني أدرك بأن الحياة ليست الدرب الذي اتصوره في عقلي بل هي مساحة واسعة جدا من الخيارات وكلِ منا يختار طريقه الخيالي فيها.
نحن نعيش عددا كبيرا من الحيوات لكننا نتذكر حياة واحدة والفرق بين حياة وأخرى ليس سوى انتباه وتعلق بتفاصيل نعتبرها مهمة ونترك جانبا تفاصيل بذات الاهمية-تفاصيل نستطيع ان نقف عندها لنسرد قصة حياة أخرى!
التفاصيل التي نسردها هي القصة وليست الحياة. الحياة اوسع بكثير من هذه التفاصيل بل ان فيها من الثراء ما يكفي لسرد الف قصة حياة لكل شخص .