كاردينيا
مع انزواء عام 2016، انزوت حياة كثير من المؤثرين والبارزين في العلم والسياسة والأدب والفن والرياضة حول العالم، تاركين بصمات واضحة في مجالات عملهم.
- سياسيون ودّعهم العالم
ففي عالم السياسة، ودع سياسيون العالم، وودعهم العالم، بعد أن أطبقت شهرتهم ومواقفهم السياسية الآفاق، سواء وافق الناس على تلك المواقف أو رفضوها.
إذ رحل النيابي والنقابي أحمد سيف الإسلام حسن البنا عن عمر تخطى الثمانين بعام واحد، وبالإضافة إلى مسيرته السياسية والمهنية، فإن انتماءه إلى الشيخ حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، كان جواز سفره إلى قلوب البعض، في حين كان سبباً في رفضه من جانب بعض آخر.
أما السياسي المخضرم بطرس غالي، فودع الدنيا عن عمر تجاوز التسعين بثلاث سنوات، بعد أن تولى أحد أرفع المناصب في العالم، حيث كان العربي الأول الذي يتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي العمر نفسه، رحل الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، الذي لا يقل أهمية عن كبار السياسيين في العالم، حيث عاصر ووثّق مراحل تاريخية مهمة في تاريخ مصر والعرب، وكان أحد المستشارين الذين اعتمد عليهم الرئيس جمال عبد الناصر، وكان أشهر رؤساء تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية، وجلس على كرسي الوزارة مرة واحدة عبر وزارة "الإرشاد القومي".
اقرأ أيضاً :
هددت بإغراق البلاد بالدم.. هكذا تحكم المليشيات العراق
السودان ودع السياسي المثير للجدل، المعارض الأبرز، حسن الترابي الذي توفي عن 84 عاماً، والذي كان بالإضافة إلى أنه أحد منظّري الحركة الإسلامية هناك، الذراع اليمنى للرئيس عمر البشير قبل أن تصل العلاقة بينهما إلى حد العداوة.
وبالجلطة الدماغية، توفي إسلام كريموف، الرئيس الأوزبكي، عن عمر ناهز الثامنة والسبعين. كما مات شيمون بيريز رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بعد 93 عاماً، سخّر معظمها لتحقيق حلم اليهود في إقامة دولة قوية على الأرض الفلسطينية، التي احتلت عام 1948.
وانتقل إلى الدار الآخرة أيضاً في هذا العام، الأمير القطري السادس خليفة بن حمد آل ثاني، عن عمر قارب الرابعة والثمانين، بعد أن أسهم في تأسيس دولة حجزت لنفسها مكاناً مهماً بين دول الخليج والعالم العربي والإسلامي، رغم مساحتها الصغيرة.
وفقد الخليج العربي أيضاً، السياسي والأمير السعودي تركي الثاني بن عبد العزيز آل سعود، عن 83 عاماً.
ومن القادة الذين غادروا الى العالم الآخر، الزعيم المثير للجدل فيدل كاسترو، عن 90 عاماً، بعد أن قاد الثورة الكوبية، وترأس الدولة، قبل أن يحيل الأمور إلى شقيقه ليواصل مسيرته، وترك "كاسترو" العالم منقسماً بين مؤيد ومعارض له، بشكل ربما يصعب أن يتكرر كثيراً.
ومن بين المشاهير العرب، توفي السياسي والأكاديمي المصري الدكتور يحيى الجمل، الذي درس القانون، ووقف في ساحات المحاكم مدافعاً عن المتهمين، وكان وزيراً في العهد الناصري، في حين اختتم حياته نائباً لرئيس مجلس الوزراء في 2011، واستقال من منصبه في 12 يوليو/تموز من العام نفسه، في واحدة من أهم فترات السياسة المصرية عقب ثورة يناير/ كانون الثاني 2011.
لكن، دائماً هناك من يشتهر بسبب وفاته، كما حصل مع الشاب المغربي محسن فكري الذي توفي بطريقة أثارت تعاطف العالم، بعد أن "فرمته" حاوية القمامة بناء على قرار من مسؤول حكومي، ليصبح أشهر بائع سمك في التاريخ.
- علماء سبقوا للموت
وفقد القرآن علماء وقراء طالما صدحت أصواتهم بقراءته، أو تفسيره ، أو الكتابة عنه، منهم الشيخ القارئ راغب مصطفى غلوش، الذي رحل عن عمر بلغ 77 عاماً، بالإضافة إلى إمام المسجد النبوي الشيخ محمد أيوب، ومحمد رشاد الشريف، مقرئ المسجدين الأقصى والإبراهيمي، وشهد العام نفسه وفاة الأكاديمي والفقيه الإسلامي العراقي طه جابر العلواني، عن عمر ناهز الثمانين.
أيضاً، فقدت الساحة العلمية في 2016، العالِم العربي الأشهر الدكتور أحمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء، أحد أشهر العلماء الذين خرجوا من بلاد العرب إلى أمريكا ليحقق لنفسه وللعرب مجداً يصعب أن يتحقق في سنوات مقبلة.
- فنانون وأدباء على قوائم الرحيل
دائماً ما تحظى أخبار الفنانين باهتمام القراء والمتابعين، وفي 2016 فقدت الساحة الفنية العديد من هؤلاء المشاهير، بعد أن صالوا وجالوا في بلاتوهات التصوير وعلى خشبة المسرح وأمام ميكرفونات الإذاعة.
ومن الراحلين، الفنان ممدوح عبد العليم الذي توفي قبل شهور من إتمامه العام الستين من عمره.
كما توفي الفنان حمدي أحمد، أحد أبرز الذين مثلوا دور الفلاح في السينما المصرية. أيضاً، توفي الفنان عبد العزيز مكيوي عن 82 عاماً، بعد حياة فنية فقيرة إلى حد ما، وحياة إنسانية أفقر كثيراً، بعد أن تدهورت به الأوضاع إلى أن اضطر إلى التسول حتى يجد ثمن العلاج والطعام.
وعقب فترة طويلة من المرض، غادر الفنان سيد زيان عن عمر وصل إلى 73 عاماً، قضى السنوات الأخيرة منها حبيس منزله بسبب محاصرة الأمراض له، في حين كانت السنوات التي سبقت ذلك نموذجاً في خفة الظل التي جذبت إليه قلوب الجماهير.
كما فوجئ المتابعون بأن الطفلة الصغيرة "فيروز" التي غنت ورقصت إلى جوار الفنان الراحل أنور وجدي بقبعتها الشهيرة وخفة ظلها الأشهر، ماتت، بعد أن توارت عن الأنظار منذ أن كانت طفلة شقية في الأفلام "الأبيض والأسود". وفي مفاجأة حزينة لجمهوره، توفي الفنان الكوميدي وائل نور، عن 50 عاماً.
وقبل انتهاء العام، صُدمت الساحة العربية بخبر وفاة "الساحر" محمود عبد العزيز، الذي لم تكن رائعته الوحيدة "رأفت الهجان"؛ بل كان بطلاً للعديد من أشهر أفلام السينما المصرية ومنها "العار" و"الكيف" و"العذراء والشعر الأبيض" و"أرجوك أعطني هذا الدواء"، إلى جانب نحو 78 فيلماً أخرى.
وتوفي محمد خان، وهو مخرج باكستاني مصري، له تاريخ بارز في إخراج الروائع.
أيضاً، الفنانة المصرية زبيدة ثروت، التي اشتُهرت بـ"قطة السينما العربية"، توفيت عن عمر يناهز 76 عاماً.
وكذلك الفنان الكوميدي أحمد راتب، عن عمر يناهز 67 عاماً.
وفقد مجال العمارة والتصميم الفنانة العراقية، التي كانت ترسم بالمباني، "زها حديد" عن 65 عاماً، وانتشر فنها في العديد من دول العالم، واعتبرها كثيرون أعظم مهندسة معمارية عرفها العالم.
وقبيل انتهاء العام، توفي الشاعر والإذاعي فاروق شوشة، الذي ارتبط صوته باللغة العربية نطقاً وإبداعاً شعرياً، ويعتبر برنامجه "لغتنا الجميلة" أكثر البرامج استمراراً في الإذاعة بعد أن استمر على مدى 40 عاماً.
- رياضيون غادروا للآخرة
تعتبر الرياضة أحد أهم مصادر البهجة في العالم، ولهذا السبب فإن رحيل أحد الرياضيين يمثل صدمة لعشاق الرياضة، الذين طالموا هتفوا بأسمائهم، وراقبوهم في منصات التتويج.
وجاء على رأس الراحلين في هذا العام، الملاكم الأشهر في التاريخ "محمد علي كلاي"، أحد أساطير الرياضة في العالم، الذي ظل حديث الملايين سواء من حيث البطولة، أو الأخلاق، أو الاعتزاز بالدين، أو رفض الاعتداء، وانتهاء بالمرض الذي أثار الشفقة على البطل من جانب الملايين من عشاقه الذين يكاد لا يخلو منهم بلد.
كما رحل "ثعلب الكرة المصرية" حمادة إمام، عن عمر ناهز الثامنة والستين، وهو أحد نجوم المستطيل الأخضر في أحد أخصب فترات الكرة المصرية.
وتبعه زميله لاعب الأهلي طارق سليم، الذي برز في مجال الإدارة أكثر من ممارسة كرة القدم، حيث لم يتمكن من إدراك المجد والشهرة اللذين حققهما شقيقه صالح سليم.
كما مات فارس التعليق وصاحب التعليقات الأكثر طرافة محمود بكر، الذي ابتكر العديد من المصطلحات المميزة، وعلى رأسها "عدالة السماء" التي نزلت على استاد باليرمو حين احتسب الحكم ضربة جزاء للمنتخب المصري أمام هولندا في كأس العالم 1990.