هؤلاء الروائيون السعوديون أطباء.. هل تعرفهم؟
التحليق بين الخيال والعاطفة والسرد الواقعي سمة لازمت أعمالهم
الهنوف الدغيشم
ا تزال الساحة الأدبية إلى اليوم جاذبة للأطباء الذين لم يسمحوا للمهنة أن تسرق منهم البهجة، فدونوا على ظهر "الروشتة" بعض خلجات نفوسهم، وربما رسموا قلباً يخترقه سهم مائل بلغة بعيدة عن الترميز الذي لا يفهمه سواهم وأخصائي الصيدلية، فميزة الأدب أنه فضاء مفتوح وشكل من أشكال التعبير الإنساني كما تعرفه بعض المراجع، وهنا في الوسط السعودي اقتحم عالم الرواية والأدب عدد من الأطباء والطبيبات وممارسي المهنة الذين هربوا بعيداً عن عياداتهم.. خلعوا المعاطف البيضاء وأقنعة الوجه ولكنهم لم يستغنوا عن المشرط في تشريح العمق الإنساني بأبعاده الإيديولوجية والاجتماعية.. وفي هذا التقرير نستعرض بعض هؤلاء الأدباء الأطباء.
منذر القباني.. قرين "دان براون"
منذ أن أصدر جراح الكبد والبنكرياس روايته الأولى والأشهر في العام 2006 والتي كانت تحمل اسم "حكومة الظل" والقراء يربطون بينه وبين صاحب "شيفرة دافنشي" الروائي العملاق دان براون، القباني أصدر سلسلة روايات ذات خيوط متشابكة مليئة بالألغاز والإثارة والغموض، فأتبع "حكومة الظل" بـ"عودة الغائب" ثم دفع القارئ لمواجهة ثلاثية "فرسان وكهنة" في 2012 و"قطز" في 2014 وهي الجزء الثاني من السلسلة، ثم قرين في 2016، وكثير من قرائه يرون بأن القباني أخذ الرواية العربية إلى منحى آخر صوب الخيال العلمي والفيزياء والتاريخ الإسلامي هذا الخليط الذي يتمازج في إطار سردي مشوق فهو يمعن في الغموض يقول القباني عن ذلك: "البذرة الأولى لهذا النوع من الأدب نشأت مع قصة التفاحات الثلاث في ألف ليلة وليلة.. ونحن الأطباء تعلمنا أن نلتقط التفاصيل الصغيرة من المريض وبعض العلامات المرضية التي تظهر عليه للوصول إلى حقيقة المرض".
الهنوف الدغيشم.. ورقّة العزلة
كطيور المواسم المهاجرة حطت طبيبة الأسنان السعودية الهنوف الدغيشم رحالها في مدينة فرايبورغ الألمانية، وما بين الرياض وفرايبورغ المدينة الصغيرة الواقعة جنوب غرب ألمانيا، حكايات لا تتشابه ومشاعر متناقضة من الغربة، ونوبات "نوستالجيا" مرهقة بعض الشيء، تجربة الهنوف التي قالت عنها في أحد حواراتها: "في بدايات أيامي في فرايبورغ، كنت أرى الآخرين غرباء، والمدينة مختلفة، والثقافة مغايرة، ولم يدم شعوري طويلاً لأدرك أنني أنا الغريبة والمختلفة وليس الآخرون.. بدأت أتكون بشكل مستقل، فليس ثمة يد أتكئ عليها، ولا أعين تتربص بي، كنت أشعر أنني لا مرئية، وهذا الشعور يمنحني مساحة أوسع من الحرية في التفكير والحركة والرؤيا"، تلك الغربة بتناقضاتها أسفرت عن كتاب "فرايبورغ..رقة العزلة" تلك القصص الواقعية القصيرة التي لملمت فيها أطراف يومياتها وأسبغت عليها أسلوباً جمالياً، كانت فيها ترصد وتكتب وتروي في نفس الوقت تحولاتها ولا أبلغ من قولها: "هذه التجربة جعلتني أتصالح حتى مع تلك الانكسارات التي ظننت أنها كادت تطحنني، ثم مع الوقت أيقنت أنها جزء من تشكيلي، وواحدة من مكونات وعيي وإدراكي النفسي".
الهنوف الدغيشم.. ورقّة العزلة
كطيور المواسم المهاجرة حطت طبيبة الأسنان السعودية الهنوف الدغيشم رحالها في مدينة فرايبورغ الألمانية، وما بين الرياض وفرايبورغ المدينة الصغيرة الواقعة جنوب غرب ألمانيا، حكايات لا تتشابه ومشاعر متناقضة من الغربة، ونوبات "نوستالجيا" مرهقة بعض الشيء، تجربة الهنوف التي قالت عنها في أحد حواراتها: "في بدايات أيامي في فرايبورغ، كنت أرى الآخرين غرباء، والمدينة مختلفة، والثقافة مغايرة، ولم يدم شعوري طويلاً لأدرك أنني أنا الغريبة والمختلفة وليس الآخرون.. بدأت أتكون بشكل مستقل، فليس ثمة يد أتكئ عليها، ولا أعين تتربص بي، كنت أشعر أنني لا مرئية، وهذا الشعور يمنحني مساحة أوسع من الحرية في التفكير والحركة والرؤيا"، تلك الغربة بتناقضاتها أسفرت عن كتاب "فرايبورغ..رقة العزلة" تلك القصص الواقعية القصيرة التي لملمت فيها أطراف يومياتها وأسبغت عليها أسلوباً جمالياً، كانت فيها ترصد وتكتب وتروي في نفس الوقت تحولاتها ولا أبلغ من قولها: "هذه التجربة جعلتني أتصالح حتى مع تلك الانكسارات التي ظننت أنها كادت تطحنني، ثم مع الوقت أيقنت أنها جزء من تشكيلي، وواحدة من مكونات وعيي وإدراكي النفسي".
شيماء الشريف.. وأنصاف المجانين
طبيبة الأسرة التي لازمها الطب في رواية "بعد الحلم" التي تنسج فصولها في إطار الخيال العلمي مع الحقائق الطبية طرحتها في 2014 بعد أن استغرقت كتابتها عاما ونصف، تقول الشريف: "على عقلك أن يتسع لكل الاحتمالات إذا أردت أن تكتب"، بحسب حديثها لـ"العربية نت" أنها أرادت أن يكون كل شخص في روايتها مستلهم من شخصيات عدد من المرضى الذين وقفت على حالاتهم، في الـ(2015) أصدرت رواية "أنصاف المجانين" وترى الشريف أن كل واحد منا في داخله مساحة من الجنون تلك المفردة التي تحمل عدة دلالات ومضامين، لذا هي تؤكد أن الرواية من حقها أن تكون موجهة إلى قارئ مجنون يرى ذلك الجنون المختبئ يظهر على السطح ويتحسسه بيديه، في "أنصاف المجانين" كيف ينظر الناس إلى مرضى الاكتئاب؟، والنظرة الفلسفية بين الجنون والعقل والمنطق؟ كانت ثيمة للعمل الذي شهد نقلة في طرحها بحسب تقييم القراء لها، الشريف التي كانت سفيرة لبرنامج الشباب في مؤسسة الفكر العربي لعامين.
رجاء الصانع.. السؤال المرهق
ليس هناك أصعب من شعور أن يولد الكاتب معروفاً، يحاط بالأضواء ويحمل على الأعناق ويخطب وده الإعلام منذ محاولته الأولى، رجاء الصانع طبيبة الأسنان التي فاجأت الأوساط الأدبية والثقافية في المملكة برواية "بنات الرياض" في 5/يوليو 2005، أحدثت حراكاً في الرأي العام السعودي حينها ربما يحسدها عليه كبار الأدباء من أمضوا عقودا في الوسط ولازالوا يكتبون للنخب، ومنذ 11 عاماً إلى اليوم لا يزال يطاردها السؤال المرهق "ماذا بعد بنات الرياض"؟، هذا السؤال الذي يضع رجاء تحت ضغط عالٍ دفعها لكتابة رواية أخرى صرحت عنها في ديسمبر 2013 بأنها تحت إجراءات التدقيق والتمحيص، ومنذ 3 أعوام لم تر النور وربما هناك شعور بالرهبة يتملكها كونها تهاب الفشل، ولذلك ما يبرره قياساً بمبيعات فاقت (3) مليون نسخة من روايتها الأولى وعشرات عروض الترجمة من دور النشر الأجنبية، ويحسب للصانع أنها كانت سبباً في فتح الطريق أمام عشرات الروايات التي أصدرها الشبان السعوديون بعد "بنات الرياض"، فهي أسقطت الفزاعات التي كان ينصبها البعض حول هذا النوع من الأدب، وأصبحت ملهمة للكثير من أبناء جيلها رغم أن عمرها حينها لا يتجاوز 24 عاماً.